مصر: دور بعض الدول العربية تراجع لحساب أجندات خارجية

نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط
4 دقائق للقراءة

أكد وزير خارجية مصر، سامح شكري، أن دور بعض الدول تراجع لحساب ميليشيات وتنظيمات طائفية أو متطرفة ولاعبين من خارج الأطر الرسمية يتحكم بقرارهم في غالب الأحيان قوى خارجية تسعى لتوسيع نفوذها على حساب مبادئ السيادة ووحدة أراضي الدول العربية.

وقال شكري، أمام القمة العربية بنواكشوط، إن مصر ترأست الدورة الـ26 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة منذ آذار/مارس 2015، وهي فترة شهد فيها العالم والمنطقة العربية تطورات هامة وعميقة سعت مصر معها للدفع بالشواغل العربية في العديد من القضايا على رأسها القضية الفلسطينية، القضية المحورية الأولى لدى العرب، إضافة إلى الأزمات في سوريا والعراق وليبيا، والتي تُهدد تطوراتها الاستقرار الإقليمي على المدى المتوسط وربما البعيد، فضلاً عن ظواهر اشتدت حدتها ووطأتها على مدى السنوات الخمس الماضية، مثل الإرهاب وقضية اللاجئين غير الشرعيين.

كما أشار إلى أن "مصر تحركت مع أشقائها العرب على مدى رئاستها فنجحت في الحفاظ على صدارة القضية الفلسطينية على الساحة الدولية. وقد تفاعلت الجامعة بشكل إيجابي مع المبادرات والتحركات كافة التي قدمت على هذا الصعيد، وآخرها المبادرة الفرنسية التي ساهمت لجنة إنهاء الاحتلال التابعة للجامعة في إثرائها وتوفير الدعم اللازم لها. إضافة إلى أن تحركاتنا للبحث عن حل عادل يُنصف إخواننا الفلسطينيين ويُعيد الأمل للشعب الفلسطيني عبر تخفيف القيود التي تعرقل سير حياته اليومية بشكل نرفضه جميعاً. واتسقت تحركاتنا هذه مع رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي التي عبر عنها في أسيوط في أيار/مايو الماضي والهادفة إلى إيجاد حل حقيقي لقضية فلسطين".

وقال شكري إن "الأزمة في سوريا وليبيا واليمن، فضلاً عما يعتري العراق من مشكلات عميقة، تعكس ظواهر مُتشابهة باتت حقبتنا تتسم بها، وكلها يرتبط بتراجع دور الدولة لحساب ميليشيات وتنظيمات طائفية أو متطرفة ولاعبين من خارج الأطر الرسمية يتحكم بقرارهم في غالب الأحيان قوى خارجية تسعى لتوسيع نفوذها على حساب مبادئ السيادة ووحدة أراضي الدول العربية".

وأضاف أنه "دون الدخول في تفاصيل الحلول المطروحة التي ساهمت مصر في الدفع نحوها على مدى رئاستها للقمة العربية، سواء عبر دعم الحل الأممي فى كل من سوريا وليبيا واليمن، أو من خلال الزيارة التي قمنا بها مطلع الشهر الجاري إلى العراق، فإن هدفنا بشكل دائم هو دعم منطق الدولة العادلة الجامعة لأبنائها والساعية لتحقيق تطلعاتهم دون تفرقة بينهم على أساس طائفي أو عرقي، فضلاً عن مواجهة الإرهاب برص الصفوف وطرح الحلول السياسية إلى جانب الأساليب الأمنية والعسكرية الضرورية لدحر التنظيمات المتطرفة".

وتابع: "إننا بذلك نسعى لمعالجة ما اقترفته بحقنا قوى خارجية نفذت خططها بدءاً بالعراق كما كشفت تقارير لنا في الأيام الأخيرة، فأضعفت الدولة وقوضتها في بعض الحالات وفتحت الباب واسعاً لمجموعات متطرفة ولقوى تسعى لفرض مفاهيم خطيرة لإدارة المجتمعات"، لافتاً إلى أن "على العرب التكاتف في منع انتشار حمى التأزم الإقليمي إلى دول لا تزال تنعم بالاستقرار في منطقتنا العربية".

وأشار شكري: "يحضر لبنان في ذهني هنا على سبيل المثال، وهو بلد طالما مثل بوتقة للتنوع والتعايش ومر بتجارب قاسية نريد له ألا تتكرر بأي حال من الأحوال، لذا فعلينا مساعدته ودعمه بالوسائل كافة، ومنها تشجيع اللبنانيين على حل خلافاتهم بالحوار المعمق واستكمال منظومة المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية منعاً لوقوع هذا البلد في أتون الصراع الإقليمي الذي نريد له التراجع والانحسار".

واستطرد وزير خارجية مصر قائلاً: "لقد بات علينا أن نتعامل بفعالية مع تعدد الأزمات المتزامنة والمتشابكة حولنا، فالإرهاب استشرى في المنطقة والعالم بشكل منقطع النظير، وقد شهدنا كيف اتخذ أشكالاً واعتمد أساليب لا حدود لوحشيتها كدهس مجموعة من الأبرياء، أو إغراق شخص في الماء، أو حتى حرق جسده، وكل ذلك باستخدام اسم الدين الإسلامي الحنيف الذي حث البشر على التعارف والتراحم. ولا شك أنكم تابعتم خلال رئاسة مصر للقمة العربية مدى الجهد الـذي بذلتـه لاقتراح اعتماد سياسات ومواقف حازمة ومؤثـرة".

انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة

تم اختيار مواضيع "العربية" الأكثر قراءة بناءً على إجمالي عدد المشاهدات اليومية. اقرأ المواضيع الأكثر شعبية كل يوم من هنا.