تمكن العلماء لأول مرة، من التعرف تماما إلى ما ستبدو عليه الشمس للناس حين تبلغ أرذل العمر ويدنو أجلها بعد 5 مليارات عام بحسب ما يتوقعون، فقد رصدوا وصوّروا نجما يعيش حاليا آخر أيام عمره، وهو واحد في كوكبة من النجوم، تظهر في القسم الجنوبي من سماء الأرض، بعيدة عنها 530 سنة ضوئية، ويسمونها Grus الاسم اللاتيني لطائر "كركي" الشبيه بمالك الحزين.

أما المنتهي عمره بين نجومها، فهو Pi1 Gruis الأشد لمعانا آلاف المرات من الشمس، مع أن كتلته مساوية لكتلتها، إلا أن حجمه 350 مرة أكبر، طبقا لما قرأت "العربية.نت" من الوارد بشأنه في وسائل إعلام، بينها Earth & Sky العلمي الأميركي، كما في موقع "المرصد الأوروبي الجنوبي" المعروف بأحرف ESO اختصارا، والراصد من التشيلي لغوامض القسم الجنوبي من السماء.

شرح علماء European Southern Observatory أن النجم الذي بدأ يحتضر "تحول إلى عملاق أحمر وبارد" حرق معظم وقوده من الهيدروجين قبل ملايين السنين (..) ويتقلص تدريجيا الآن، في وقت ترتفع حرارته لتصل إلى 100 مليون درجة" وفقا لدراسة حديثة نجدها في العدد الحالي من دورية شهيرة، هي Nature العلمية البريطانية، والمعززة بفيديو نراه أدناه، وفيه يتغيّر لون النجم طبقا لاقتراب الراصد من رؤيته.

الفيديو هو للنجم حين رصدوه وصوّروه، فظهر أحمر اللون بكامله من بعيد، ثم اقتصر الاحمرار على الأطراف عندما اقترب التصوير إلى مسافة تعادل 150 مليون كيلومتر بين الأرض والشمس، حيث ظهر الوسط برتقاليا وأبيض، وهو ما سيراه الناظر بعينيه إلى الشمس حين يقترب أجلها بعد 50 مليونا من القرون، فيما لو رصدها مقيم في مجموعة شمسية أخرى، كأنه على الأرض ويراها منها، وفقا لما استنتجه "العربية.نت" من الدراسة المنشورة، والمشيرة إلى أن الشمس ستظهر لمن يراها من بعيد وقريب، كما يظهر Pi1 Gruis في الفيديو تماما.

السيناريو العلمي والحقيقي لفناء الشمس الموعود، مستند إلى أبحاث واكتشافات، تجمع بأنها ستتحول إلى عملاق أحمر بارد، وأشد لمعانا وبريقا بآلاف المرات مما هي حاليا، ثم تتقلص لتصبح قزما أبيض اللون، ذهب ضوءه واستهلك معظم وقوده الهيدروجيني حرقا، بحيث لن تبقى على الأرض معها أي نسمة حياة، وهو ما يتوقعه فريق فلكي، قادته الباحثة Claudia Paladini من "جامعة بروكسل الحرة" في بلجيكا، واستخدم أفراده مرصدا يسمونه Very Large Telescope المثبت على قمة جبل مرتفع في صحراء "أتاكاما" بالتشيلي 2635 مترا فوق سطح الأرض.

وفي التنزيل، نجد إشارة إلى ما سيحل بالشمس في أول آية من سورة "التكوير" بالقرآن، وهي "إذا الشمس كوّرت" أي ما معناه "ذهب ضوؤها" وفقا لتفسير الطبري، الناقل عن "ابن عباس" الموصوف بفقيه الأمة، أن التعبير القرآني معناه "ذهبت" أيضا. كما نقل تفسيرا آخر يقول إن المعنى، هو "ذهب ضوءها، فلا ضوء لها" وكلها تفاسير تجمع بأن الشمس في آخر الزمان ستخبو وتنطفئ ونهايتها ستكون مأساوية.