لا قرارات أميركية استراتيجية في مرحلة الانتخابات

ثريا شاهين
نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط
4 دقائق للقراءة

هل دخلت ملفات المنطقة فعلياً دائرة الجمود على بُعد أشهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية، وانشغال الإدارة الأميركية بذلك، أم أنه على الرغم من مرحلة الانتخابات المقبلة قد تحصل بعض التطورات في تلك الملفات؟

تفيد مصادر ديبلوماسية أن كل الأطراف الدولية تعطي مجالاً لأنشطتها في ملفات المنطقة من الآن وحتى شهر آب المقبل، وبعد ذلك تصبح الإدارة الأميركية على وشك انتهاء الولاية. في الملف الرئاسية اللبناني، والذي لا يشكل أولوية أميركية، يستبعد أن يطرأ أي جديد خلال ما تبقى من ولاية الرئيس باراك أوباما. وفي الملف اليمني يحكى عن بعض التقدم الحاصل في التفاوض. أما في الملف السوري فهناك عملية انتقالية يجب أن تحصل في شهر آب المقبل، لكن هناك شكوكاً في أن يتم ذلك، نظراً إلى تعثّر التفاوض السوري في جنيف والذي يهدف أساساً إلى تنفيذ القرار 2254. وأي فشل في العملية السياسية في سوريا واليمن سيعيد دفع الأفرقاء على الأرض إلى التقاتل من أجل أن يحسّن كل فريق مواقعه قُبيل حلول التسويات لدى تسلّم الإدارة الأميركية الجديدة السلطة. أي أنه بدءاً من شهر آب وحتى آذار 2017 سيكون هناك وقت ضائع دولياً بسبب الانشغال بتسلّم الإدارة الجديدة، وكل الأطراف في المنطقة ستسعى إلى فرض وقائع جديدة إن استطاعت لتقوية أوراقها التفاوضية. إذا فازت هيلاري كلينتون، فإن هناك احتمالاً قوياً أن تضع الإدارة تصوّرها لحلول ملفات المنطقة وطريقة أدائها حيالها بصورة أسرع من فوز أي مرشح آخر، لأنها تمتلك الخبرة، ولا تحتاج إلى وقت طويل للإعداد لذلك.

وتؤكد مصادر ديبلوماسية بارزة أن أي قرارات استراتيجية في الولايات المتحدة لن تتّخذ في هذه المرحلة، وهو عُرف لدى الإدارة الأميركية يطبّق من تشرين الأول حتى موعد استلام الرئيس الجديد، بل والقرارات تتّخذ في إطار ردود فعل أكثر مما هي فعل. فلن تنعقد مؤتمرات سلام، ولن تشنّ الحروب، في حين يبقى التنسيق العادي مع الحلفاء، والدول الكبرى، قائماً لا سيما مع الروس، لا سيما أنه بعد جهد كبير حصل تفاهم بالحد الأدنى بين الطرفين، خصوصاً حول سوريا، ولكن من دون شك يستطيع وزيرا خارجية البلدين جون كيري وسيرغي لافروف من الآن وحتى تشرين الأول المقبل إيجاد حل لحصول تقدم جوهري لأنهما ملزمان بذلك، وإلا قد تبقى السكة كعملية سياسية قائمة، لكن في إطار إدارة ما اتفق عليه ليس أكثر.

المؤشرات الأولية، وفقاً لهذه المصادر، تقول بفوز هيلاري كلينتون، وإذا حصل ذلك، فلن تشهد السياسة الأميركية تعديلاً كبيراً سوى أنها ستقبل بوجود منطقة آمنة على الحدود السورية مع تركيا. لكن المسائل المتعلقة بسحب الجيوش وعدم التورط في الحروب، وعدم القبول بمنطقة آمنة وعدم التدخّل المباشر قد لا تكون حتمية، وكلينتون منذ زمن كانت ترى وجوب دعم المعارضة السورية، لكن الأمر الآن بات متأخراً، الأمر الذي يؤيد الميل إلى عدم حصول تغيير جوهري في السياسة حيال المنطقة. أما سياسة المرشح الجمهوري دونالد ترامب فليست واضحة ولا مريحة، فهو متشدد ضد الصين، وغير متشدد ضد التوطين.

بعد تسلّم الإدارة الجديدة، ينتظر، بحسب المصادر، أن تعمل على إعادة بناء الثقة مع الروس، لأن الطرفين سيستكملان العمل سوية في ملفات المنطقة. التفاهم الأميركي الروسي في حده الأدنى أساسي وموجود. والأنظار تتجه إلى ما ستكون عليه العلاقات الأميركية الخليجية، والعلاقات الأميركية الإيرانية، وما إذا ستحقق كل واحدة تقدماً ما أو ستذهب في اتجاه أقل تقدماً. وستحاول الإدارة العمل على حوار بين الخليج وإيران. وفي هذا الإطار، تؤكد المصادر أن العلاقة الأميركية مع إيران تجاوزت مرحلة التحاور، وحصول الاتفاق معها يعني أن هذه المرحلة انتهت وأصبحت خلفهما. وبالتالي، لا يوجد ضغط على إيران، فهي لم تزدد قوة، ولم تضعف، إنما لم يعد يُنظر إليها على أنها عدوّ.

*نقلاً عن "المستقبل" اللبنانية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.
انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة

تم اختيار مواضيع "العربية" الأكثر قراءة بناءً على إجمالي عدد المشاهدات اليومية. اقرأ المواضيع الأكثر شعبية كل يوم من هنا.

  • وضع القراءة
    100% حجم الخط