شنت عدد كبير من وسائل الإعلام حرباً إعلامية ظالمة وغير منصفة على المملكة، ففي حين يتم الربط بين المسلمين السنة بالقاعدة وداعش، وفي أحيان أُخر تتم الإساءة لنا تحت ستار حقوق الإنسان والتي تظهر في شكل حملات منظمة.

والحقيقة لا بد أن نشير إلى أن الحملات الإعلامية المضادة قد لا تحقق النتائج المرجوة فحتى ولو تطور أداء إعلامنا الخارجي وبات فاعلاً فالحرب ليست إعلامية فقط ولو كانت كذلك لالتزموا بمعايير المهنة، ومن ناحية أخرى فقد ينتج فيلم واحد يظهرنا بمظهر غير أخلاقي وينسف كل تلك الجهود ويعيدنا إلى نقطة الصفر ويقنع الكثير من الذين يجهلون المنطقة بصورة نمطية غير دقيقة عنا.

وبالطبع هناك عوامل عديدة تدعم التحول لإنتاج الأفلام السينمائية أهمها أن الصناعة لم تعد حكراً على هوليود حيث باتت بوليوود الهندية الأعلى إنتاجاً سينمائياً على مستوى العالم، وعلى مستوى المداخيل السينمائية فقطاع السينما في نيجيريا نوليوود ثاني أعلى مداخيل على مستوى العالم، فضلاً عن عملاق صناعة الأفلام الآسيوية كوريا الجنوبية والتي باتت المحرك الأهم لصناعة الأفلام والدراما على مستوى المنطقة ووظفت في بعض تلك الأفلام لتخفيف الاحتقان مع الجارة الشمالية، كل ذلك يضعنا أمام تساؤلات هامة حول ما يمكن أن تقدمه السينما السعودية على مستوى العالم العربي والإسلامي وعلى مستوى العالم.

على المستوى الأول العالم العربي والإسلامي يمكن أن تكون أداة هامة لمحاصرة الفكر الإرهابي من التمدد وحماية الشباب، وإظهار المملكة بواقعها الحقيقي ولتكون رافداً لنا للتواصل مع العالم الإسلامي والذين لا يعرفون عن المملكة سوى الحرمين الشريفين، وعلى المستوى العالمي فلدينا الكثير لنقوله للعالم عن ما يحدث في المنطقة ويكفي أن نشير إلى الأزمة السورية والحصار والتجويع الذي يحدث فيها.

معركة الإعلام الخارجي تأخرنا فيها كثيراً ووظفها خصومنا بطريقة أظهرتنا ونحن أصحاب الحق بمظهر غير صحيح، أما معركة السينما فيجب أن تكون سلاحنا في المواجهة الخارجية وتطويرها لتكون رافداً للاقتصاد الوطني ولتوظيف المبدعين ليكون لنا نصيب من الاقتصاد الإبداعي والذي يبلغ حجمه على مستوى العالم بأكثر من ترليوني دولار.

*نقلا عن "الرياض"