القاعدة تؤكد مقتل الزرقاوي.. وأشقاؤه يبدأون تلقي العزاء في الأردن

المالكي قال إنها عملية عراقية بالدرجة الأولى

نشر في:

أكد بيان على الإنترنت موقع باسم "الهيئة الإعلامية لمجلس شورى المجاهدين" في العراق الخميس 8-6- 2006 مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي على أرض الرافدين"، فيما بدأ أشقاؤه في مدينة الزرقاء الأردنية تلقي العزاء فيه وسط جو من الحزن، وأعرب بعضهم عن أملهم في خليفة جيد يحل مكانه ليواصل الدور الذي كان يقوم به.وفي تلك الأثناء تواصلت ردود الأفعال حول مقتل الزرقاوي وكان أبرزها رد الفعل الأمريكي حيث وصف الرئيس جورج بوش في مؤتمر صحافي مقتله بالحدث المهم والكبير، واعتبر القضاء عليه فرصة للحكومة العراقية لبدء مرحلة جديدة.

وفي التفاصيل، قال نائب الزرقاوي عبد الرحمن العراقي في بيان نشر على الإنترنت يتعذر التأكد من صحته تم توقيعه باسم "الهيئة الإعلامية لمجلس شورى المجاهدين" الذي يهيمن عليه تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين "نبشرك باستشهاد شيخنا المجاهد أبي مصعب الزرقاوي على أرض الرافدين". وفي مدينة الزرقاء بالأردن، بدأ صايل الخلايلة، الشقيق الاكبر لابو مصعب الزرقاوي، تقبل التعازي بعد ظهر اليوم الخميس بمقتل شقيقه في العراق، على ما ذكرت مصادر مقربة من العائلة لوكالة الأنباء الفرنسية.وكتب على لافتة رفعت قرب منزل صايل الواقع في شارع الفلاح في حي المعصوم في الزرقاء "عرس الشهيد البطل ابو مصعب الزرقاوي"، وتجمع اشقاء وشقيقات الزرقاوي في خيمة عزاء اقيمت في المكان في حين ينضم العشرات اليهم للاعراب عن المواساة والتعزية. وتنتحب نسوة يرتدين الاسود وهن جالسات على فرش وضعت في المكان لكن عددا من الرجال يقتربون منهن طالبين عدم البكاء لان "الزرقاوي شهيد ولا يجب البكاء على الشهداء. وتابعت المصادر ان بعض النسوة يولولن ويصفن من شارك في قتل الزرقاوي بانهم "خونة ومجرمون". وفي لقاء لشقيقته المفضلة ام قدامة مع وسائل الإعلام عبرت وهي تنتحب عن عدم تصديقها لمقتله وقالت في منزلها في الزرقاء "آملي ان يرسل الله للمجاهدين احدا افضل منه". وطالما كانت الاخت الصغرى، وهي في الثلاثين من العمر، مقربة من شقيقها، ولكنها اضافت وهي تبكي "لم يكن هناك اي اتصال مباشر معه". الا انها سرعان ما تلتقط انفاسها لتقول "اذا كانت المعلومات صحيحة، فلا يمكنني الا ان اتوسل الى الله كي يرسل للمجاهدين احدا افضل منه". وقد تعرف ابو مصعب العام 1990 في باكستان الى صالح الهاني (ابو قدامة) الذي فقد ساقه بانفجار لغم واشتكى امامه عدم امكان العثور على زوجة بسبب عاهته الجسدية. لكن ابو مصعب سرعان ما اجابه قائلا "لا تهتم للامر، ساعطيك شقيقتي زوجة لك" وطلب من شقيقته الصغرى المفضلة لديه والتي كانت في عامها السابع عشر المجيء الى باكستان. وتم ترتيب الزاوج وعاد الزوجان الى الاردن لاستئجار شقة مواجهة لمنزل العائلة في الزرقاء حيث تسكن شقيقتا الزرقاوي ووالدته التي توفيت في شباط/فبراير 2004. وفي منزلهما المتواضع الواقع في حي المعصوم، ترفض الشقيقتان التحدث الى الصحافة مؤكدتان "احترامهما الكبير" لشقيقهما. ورفضتا اليوم الخميس مجددا التحدث الى الاعلام او الرد على المكالمات الهاتفية. وافاد مقربون من العائلة ان ابن احداهما واسمه محمد الحراحشة اوقفته السلطات الاردنية قبل شهر بتهمة اجراء اتصالات مع الزرقاوي. وتم تعزيز الاجراءات الامنية في الشارع حيث تسكن عائلة الزرقاوي في حين يقوم الاطفال في الشوارع المجاورة برشق الصحافيين والمصورين، وبينهم مصور وكالة فرانس برس، بالحجارة اثناء محاولتهم التقاط الصور. وقال احد السكان "يعتبر سكان الزرقاء ان الصحافيين اجانب ولذا يحاولون مهاجمتهم". واوضح اخر ان "سكان الزرقاء بغالبيتهم العظمى نددوا بالزرقاوي اثر اعتداءات عمان في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي" والتي اسفرت عن مقتل اكثر من 60 شخصا "لكنهم مستاؤون من قيام الاميركيين بقتله". ومن جهته، يرفض الشقيق الاكبر للزرقاوي واسمه صايل الرد على الاتصالات الهاتفية لكن امرأة ردت قائلة "ماذا تريدون منا؟ لقد اعلنا براءتنا منه علنا". وكانت المرأة تشير بذلك الى اعلان نشرته قبيلة بني حسن في الصحف الاردنية وقعه عديدون، بينهم صايل، للتنديد باعتداءات عمان. من ناحية أخرى قالت مصادر مقربة من عائلة ابو مصعب الزرقاوي لوكالة الأنباء الفرنسية اليوم ان من "المرجح" ان تكون احدى زوجاته الثلاث قتلت خلال الغارة التي استهدفته عصر الاربعاء. واضافت المصادر "من المرجح ان تكون احدى زوجات الزرقاوي قضت اثناء العملية". وقد اعلن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في مقابلة مع قناة العربية ان امرأتين من مجموعة الزرقاوي قتلتا في الغارة. وقال ان "عدد الذين قتلوا هو سبعة بينهم اثنتان من النساء العاملات ضمن فريق الزرقاوي كانتا تتجسسان وتقدمان المعلومات لحركة الزرقاوي". وكان الزرقاوي في الثانية والعشرين عندما اقترن بابنة خاله بينما كان يعمل حاجبا في بلدية الزرقاء. وبعد ستة اشهر، توجه الى باكستان حيث عمل مدة ثلاثة اشهر صحافيا في مجلة "البيان المرصوص" التي اصدرها "المجاهدون" هناك. وفي اب/اغسطس 2001، تزوج من فلسطينية ابنة احد المقاتلين في افغانستان. وقد بقيت في الاردن حتى العام 2005 حين التحقت به في العراق وفقا لاحد المقربين منها. كما تزوج الزرقاوي بعراقية من الفلوجة العام 2004.

بوش.. ضربة قوية للقاعدة

ووصف الرئيس الأمريكي جورج بوش مقتل أبي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق بانه "ضربة قوية لتنظيم القاعدة"، إلا أنه حذر من أن العنف سيتواصل.
وتلا بوش بيانا في حديقة الورود في البيت الأبيض قال فيه "إن مقتل الزرقاوي ضربة قوية للقاعدة" ونصر للحرب على الإرهاب، مضيفا أن مقتله يمثل "فرصة للحكومة العراقية الجديدة لتحويل الأمور في مصلحتها في هذا النضال".
إلا أن بوش حذر من أن "المهمة الصعبة والضرورية في العراق لا تزال مستمرة. ويمكننا أن نتوقع استمرار الإرهابيين والمتمردين من دونه. ونتوقع استمرار العنف الطائفي".

أنباء عن مشاركة أردنية

وكان رئيس الوزراء العراقي أنور المالكي ذكر لقناة "العربية" أنه جرت عدة محاولات سابقة لقتل هذا "المجرم" دون أن تنجح، وذكر أنه منذ فترة أكثر من أسبوع كانت معلوات عن تحرك الزرقاوي، وأن مواطنيين عراقيين قدموا معلومات هامة عن تحركاته.
وقال إن هذه العملية بدأت بضرب البيت الذي كان يجتمع في الزرقاوي مع بعض أعضاء تنظيمه بصاروخ من غارة جوية، وكانت الشرطة العراقية هي أول من اقتحم البيت قبل أن تلحقها قوات متعددة الجنسيات
وفيما إذا كان الأردن شارك بشكل مباشر أو غير مباشر في القضاء على الزرقاوي، قال المالكي إنه تم الحصول على معلومات من الأردن ولكنه لا يدري أن كانت بشأن قائد تنظيم القاعدة في العراق، ولكنه استدرك قائلا إن السلطات الأردنية قدمت معلومات استخباراتية بشأن مطلوب هام آخر تم القاء القبض عليه.
وكان مسؤول أردني أعلن في وقت سابق لوكالة الصحافة الفرنسية أن الزرقاوي قتل خلال عملية مشتركة للاستخبارات الأمريكية والقوات الأمريكية الخاصة والمخابرات الأردنية مساء الأربعاء في بعقوبة، دون أن يوضح ما إذا القوات العراقية اشتركت في العملية.
وقال المسؤول إن حوالى عشرة مقاتلين قتلوا في العملية التي جرت بتغطية جوية، بينما توفي الزرقاوي "بعد عشر دقائق" من انتهاء العملية متأثرا بجروح أصيب بها.
وتابع أن الزرقاوي كان يرئس اجتماعا "لمجموعته الإرهابية" عند وقوع العملية في بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، بدون أن يوضح ما إذا كانت قوات عراقية شاركت في العملية. وفور وفاته، تمت مقارنة أحدث صور تملكها القوات الأمريكية والأردنية مع الجثة ما سمح بالتأكد من هويته.
من جانبه، أكد قائد القوات الأمريكية في العراق جورج كايسي أن "العملية كانت ضربة جوية حصلت عند الساعة 18,15 بالتوقيت المحلي (14,15 بتوقيت غرينتش) من الأربعاء في منزل في قرية هبهب يقع على بعد ثمانية كيلومترات شمال بعقوبة" الواقعة على 60 كلم شمال بغداد.
وأوضح أن "قوات التحالف قامت بقتل الزرقاوي وكافة مساعديه في الضربة الجوية". "قتلت قوات التحالف زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي وأحد كبار مساعديه ومستشاره الروحي الشيخ عبد الرحمن، امس السابع من يونيو/حزيران عند الساعة 18,15 في غارة جوية على منزل تم تحديده وعزله.

بلير.. نبأ جيد جدا

ووصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي بانه "نبأ جيد جدا"، وقال إنه "ضربة ضد تنظيم القاعدة في كل مكان".وأضاف بلير "هذه لحظة مهمة للعراق" لأن مقتل الزرقاوي "ضربة للقاعدة في العراق وضربة للقاعدة في كل مكان".
واعتبر برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي مقتل الزرقاوي بانه "نصر مهم"، إلا أنه أكد أن بلاده يجب ان تواصل جهودها للقضاء على التهديدات الإرهابية.
وصرح برهم للصحافيين على هامش المنتدى الاقتصادي التركي العربي أنه "لا يمكن التهاون بشان بقية مجموعة الزرقاوي. يجب أن نبقى مصممين على القضاء عليهم".