تشييع جثمان صاحب أشهر مكتبة في مصر وأبرز ناشر في البلاد

مبارك تدخل لمنع سجنه بعد توزيعه رواية "تزدري الأديان"

نشر في:

شيع ظهر اليوم السبت 6-12-2008 في مدينة السادس من أكتوبر جثمان الناشر المصري محمد مدبولي، الذي توفي ليلة الجمعة عن 70 عاما في مستشفى بالقاهرة، بعد صراع مع المرض استمر عدة أشهر.

بدأ مدبولي حياته ببيع الصحف قبل أن يبيع الكتب على عربة متنقلة صغيرة، ثم أصبح من أشهر الناشرين المصريين منذ افتتح "مكتبة مدبولي"، التي أصبحت أشهر مكتبة بوسط العاصمة المصرية على مدى 50 عاما.

وعني مدبولي، الذي لم يكمل تعليمه، بإرضاء الأذواق المختلفة للقراء، إذ كان ينشر أعمالا لأبرز الأدباء والمفكرين العرب إلى جانب الكتب ذات الطابع الشعبي.

وفي السنوات الأخيرة اهتم مدبولي بنشر موسوعات في الفلسفة والتصوف والتاريخ، دون أن ينحاز لشخص أو تيار، ومن أبرز الأمثلة نشر موسوعة تاريخية من ستة آلاف صفحة عنوانها "تاريخ مصر من بدايات القرن الأول الميلادي حتى نهاية القرن العشرين، من خلال مخطوطة تاريخ البطاركة لساويرس ابن المقفع".

وكان حريصا على توفير الكتب المحظور طبعاتها وتداولها في مصر، ومنها كتب لمحمد حسنين هيكل ورواية "أولاد حارتنا" للروائي المصري نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الآداب، حيث ظلت تطبع في بيروت منذ الستينيات لكنها كانت تتاح لمن يطلبها من مكتبة مدبولي.

وتعرض مدبولي عام 1991 لتهديد من متشددين أصوليين بسبب توزيعه رواية عنوانها "مسافة في عقل رجل"، وفي العام نفسه صدر حكم قضائي بسجنه للسبب نفسه، حيث وجهت للرواية تهمة ازدراء الأديان. وتضامن المثقفون مع مدبولي حتى أن الرئيس المصري أوقف تنفيذ الحكم.

وظل كثير من الكتب التي يصدرها مدبولي موضع شك من طرف السلطات، ومنها بعض مؤلفات نوال السعداوي وآخرها كتاب "الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الديني"، حيث قال مدبولي لرويترز آنذاك إن شرطة المصنفات الفنية داهمت مكتبته وقبضت على أحد العاملين بها وتحفظت على 280 نسخة من الكتاب، بتعليمات من مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة.

تجدر الإشارة إلى أن الحاج محمد مدبولي قد دخل موسوعة أعلام مصر في القرن العشرين، التي صدرت عن وكالة أنباء الشرق الأوسط بوصفه أبرز ناشر مصري.