أوباما يحتفل بأول 100 يوم من رئاسته.. نهج جديد ينتظر النتائج

تقليد كرّسه الرئيس روزفلت

نشر في:

يحتفل باراك أوباما الأربعاء 29-4-2009 بمرور 100 يوم من ولايته كرئيس للولايات المتحدة بعد بداية صعبة أوضح فيها نهجًا حديدًا تجاه سياسات مختلفة من الاقتصاد إلى التغير المناخي إلى العلاقات الأمريكية الإيرانية.

دفعت المناسبة البعض لتقييم سياسات أوباما، حتى في الوقت الذي حذر فيه محللون من أنه من السابق لآوانه وتحديدا إذا كانت القائمة الطويلة من المبادرات التي يقوم بها قد حققت نجاحًا.

وفي حين إن البيت الأبيض يصف أول مئة يوم من رئاسة أوباما بأنها "مقياس مصطنع" من اختراع وسائل الإعلام، إلا أنه يسلط الضوء عليها بمظاهر احتفالية، يتخللها عقد مؤتمر صحافي في البيت الأبيض ينقله التلفزيون، الساعة الثامنة مساء بتوقيت غرينتش.

ويرجح أن يستغل الرئيس، الذي يحظى بقبول بنسبة 60% من الأمريكيين، المناسبة لتحدث عن أهدافه فيما يتعلق بالرعاية الصحية وإصلاح القطاع المصرفي المتأزم وإنقاذ شركات السيارات الأمريكية، ومحاربة ظاهرة ارتفاع حرارة الأرض والسعي إلى قدر أكبر من التفاهم مع دول أخرى.

ومن القضايا التي تلزم أوباما بالتعامل معها أيضا تفش أنفلونزا الخنازير، الذي كان بالنسبة له أول حال طوارئ صحية عامة، وجدل متزايد حول قراره بالكشف عن وثائق سرية تذكر تفاصيل وسائل تحقيق قاسية مع المشتبه بهم في قضايا الإرهاب خلال إدارة الرئيس السابق جورج بوش.

ويعود تقليد الاحتفال بذكرى أول 100 يوم من الرئاسة إلى الرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت، الذي تفاخر بقدرته على تمرير 15 تشريعا رئيسا في تلك الفترة بعد توليه المنصب عام 1933 خلال فترة الكساد العظيم.

وعلى الرغم من أن أيا ممن خلفوه لم يكونوا بنفس القدر من النشاط الذي أبداه روزفلت في أول أشهر من وجوده في البيت الأبيض، إلا أن وسائل الإعلام ما زالت مولعة بأول مئة يوم.

لكن أستاذ العلوم السياسية في جامعة رتجرز روس بيكر يرى أنه "ليس هناك سحر في أول مئة يوم، أعتقد أن الناس تبحث عن علامة بارزة أو نوع من الاسترشاد".

ويوافق على ذلك الكثير من المحللين، الذين يعتبرون هذه الأيام لا تتعدى كونها مثالا "للاسترشاد" لا أكثر، خاصة أن الأحداث التي تلي هذه الفترة يمكن أن تبصم العهد الرئاسي بطابعها، فقد تحددت سمات فترتي ولاية الرئيس الجمهوري بقرارات مثل شن الحرب في العراق، وذلك في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 التي وقعت بعد نحو 9 أشهر من تولي بوش منصبه، لكن بيكر وخبراء آخرين قالوا إن الشهور الأولى لأوباما كشفت الكثير عن أسلوب حكمه، بما في ذلك اتزانه وفاعليته في القيادة، ولكن أيضا ولعه بإضافة الكثير من المهام في جدول أعماله السياسية.

وحتى الآن طبق أوباما برنامجا تحفيزيا حجمه 787 مليار دولار، وشن حملة لإصلاح نظام الرعاية الصحية، وقام بمبادرات تجاه كل من إيران وكوبا العدوين منذ فترة طويلة، وكشف عن استراتيجيات جديدة للحرب في العراق وأفغانستان.

ويرى الباحث في معهد بروكينغز وليم غالستون، وهو مستشار سابق للرئيس بيل كلينتون أنه يرى أن مناسبة أول مئة يوم "مقياس مصطنع تماما"، معتبرًا أننا "عرفنا ما يكفي من المعلومات عن أوباما ذلك الإنسان الذي يحتل المكتب البيضاوي".

ويضيف "الكثير من الناس يتجاهلون كون أنه شرع في إتمام عدد هائل من المهام وخلصوا إلى أن تلك المهام التي يجري تنفيذها حاليا ستصل بالضرورة إلى خط النهاية، لكني لست مستعدًا لافتراض هذه النتيجة".

وحول السياسة الداخلية، انتقد البعض أوباما لأنهم يرون أن برنامج تحفيز الاقتصاد والميزانية التي وضعها والتي يبلغ حجمها 3.55 تريليون دولار لعام 2010 ستحد من النمو الاقتصادي في المستقبل؛ لأنها ستؤدي لزيادة الدين الحكومي، كما انتقد آخرون أوباما بسبب طريقة تعامله مع الأزمة المصرفية قائلين إنه كان عليه أن يتحرك أسرع من ذلك وبشكل أكثر حسما؛ لمحاولة مواجهة مشكلة الديون المتعثرة التي تطوق النظام المالي.

لكن أنصار أوباما يتحدثون عمّا يعتبرونه مؤشرات مبكرة على أن الحلول الاقتصادية التي وضعها ربما تنجح، بما في ذلك استقرار أكبر للبورصة وثبات في طلبات إعانات البطالة بعد زيادات هائلة في فترة سابقة.

كما تلقى الرئيس بعض الأنباء السارة على الجبهة السياسية هذا الأسبوع بعد انشقاق سناتور بنسلفانيا آرلن سبكتر عن الحزب الجمهوري، وربما يؤدي قرار سبكتر الانضمام إلى الحزب الديمقراطي الى تقريب حزب الرئيس من أغلبية الستين مقعدا في مجلس الشيوخ، ومن الممكن أن يسهل هذا الأمر على أوباما استصدار الموافقة على بعض من كبرى مبادراته مثل إصلاح نظام الرعاية الصحية.