لندن 2012: السعودية تعيد الهيبة للفروسية العربية

قارعت أفضل المنتخبات العالمية

نشر في:

أعادت السعودية الهيبة لنفسها ولرياضة الفروسية العربية عندما نال منتخب بلادها برونزية قفز الحواجز أمس الاثنين ضمن دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا في لندن.

وتدين السعودية بميداليتها الى الرباعي الأمير عبدالله بن متعب ورمزي الدهامي وكمال باحمدان وعبدالله الشربتلي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من إحراز الذهبية إذا علمنا أنهم حققوا أفضل رصيد في التصفيات، ثم كانوا في المركز الثاني بعد جولتين من الدور النهائي قبل ان ينهوا المسابقة في المركز الثالث.

واستحقت السعودية الميدالية لأنها قارعت أفضل المنتخبات العالمية ويكفي انها حلت خلف بريطانيا المضيفة وهولندا، وأمام سويسرا وكندا والولايات المتحدة والسويد، وهو ما اكده الامير عبدالله بن متعب في تصريح لوكالة فرانس بقوله "عندما نلقي نظرة على المنتخبات الثمانية في الدور النهائي نجد خيولا وفرسانا أفضل وأكثر خبرة منا، لكن الحمد لله تمسكنا بعقيدتنا وايماننا الكبير بالله وتكاثف جهود الجميع نجحنا في تحقيق ما كان مستحيلا في نظر الناس".

وأضاف "هناك فرحة عارمة لم نكن نتوقع في يوم من الايام ان يتم ذلك، انها المرة الاولى التي يتأهل فيها المنتخب السعودي الى الدور النهائي على مستوى الفرق وهذا بحد ذاته يعتبر إنجازاً فما بالك ان تحقق ميدالية"، مشيراً الى أن "الفروسية السعودية كانت ومازالت وستستمر بفضل الله في التألق".

ثمرة جهد كبير

ومن جهته، قال الامير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الاولمبية السعودية رئيس اتحاد الفروسية: "هذه الميدالية ليست بسيطة، انها ثمرة جهد كبير وتدريبات مضنية لسنوات طويلة، ونأمل ان شاء الله ان تكون دافعا قويا لجميع الرياضات مستقبلاً".

وأضاف "الجزيرة العربية هي مهد الفروسية وكان لابد ان نثبت ذلك اليوم، وبصراحة فالفروسية السعودية تحقق منذ سنوات طويلة نتائج رائعة وتتصدر كافة البطولات حيث حققنا الذهب على مستوى اسيا والبطولات العربية والخليج ونحن اليوم توجنا مجهوداتنا بميدالية اولمبية وللمرة الثانية".

وتولي السعودية اهتماماً كبيراً برياضة الفروسية خصوصاً العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز الذي أنشأ صندوقاً خاصاً بالفرسان قبل نحو عامين لإعدادهم على مدار العام وشراء الجياد المناسبة لهم ما مكنهم من تحقيق إنجازات عدة منها المركز الثامن في بطولة العالم بكنتاكي الأمريكية التي نال فيها الشربتلي الميدالية الفضية، وأيضاً فوز الفريق بعد ذلك بذهبيتي الالعاب الآسيوية في الصين، والالعاب العربية في قطر، كما حقق فرسان السعودية نتائج رائعة في جولات الدوري العربي المؤهلة الى الالعاب الاولمبية، وكانت لهم أيضاً مشاركات كثيرة في الـ"غلوبال تور" والجولات العالمية الاخرى.

وتابع "كنت أتوقع تتويجنا بإحدى الميداليات في الفروسية بحكم ثقتنا الكبيرة بفرساننا. وبحكم عضويتي في اللجنة الاولمبية الدولية سئلت عن اي الرياضات أحب أن أتوج أبطالها في دورة لندن، فاخترت دون اي تردد الفروسية لانني من البداية كنت اثق في ابطالنا الفرسان والحمد لله حققوا املنا فيهم وقمت بتسليمهم مع صاحبي المركزين الاول والثاني الميداليات، واقول لهم وللشعب السعودي مبروك".

وأردف قائلاً: "المهم هو العطاء وهذا التتويج ليس نتيجة لعمل يوم واحد بل هو نتاج جهد كل الفرسان ولو نعود الى تاريخ هؤلاء الفرسان سنجد انهم قدموا الكثير والكثير للرياضة السعودية".

وختم "نأمل أن يحرز الرياضيون المشاركون في الاولمبياد الحالي ميداليات أخرى لكننا لا نريد الضغط عليهم ونتمنى ان نحقق ميدالية بعد يومين في مناسات الفردي (قفز الحواجز).

الميدالية في توقيت مناسب

وجاءت الميدالية في توقيت مناسب ووضعت حداً لصيام سعودي عن منصات التتويج في دورة الالعاب الاولمبية دام 12 عاماً وتحديداً منذ أولمبياد سيدني عندما صعدت للمرة الاولى والاخيرة على منصة التتويج بإحراز الفارس خالد العيد، الغائب الاكبر عن أولمبياد لندن بسبب إصابة جواده "بروسلي بوي" قبل يومين من اعلان القائمة النهائية، برونزية الفردي في قفز الحواجز والعداء هادي صوعان فضية سباق 400 م حواجز.

وغابت السعودية عن منصات التتويج في اولمبيادي اثينا وبكين حيث علقت آمالاً كبيرة على ألعاب القوى دون ان تتحقق، بيد انها ضربت بالامس بقوة واعادت الهيبة لنفسها من خلال فكها صياما عن الميداليات ولرياضة الفروسية العربية التي ادخلتها التاريخ للمرة الثانية من خلال صعودها على منصة التتويج بعد الاولى في سيدني.

وقال نائب رئيس الاتحاد السعودي للفروسية الامير عبدالله بن فهد عبد الرحمن آل سعود: "نحن فخورون كمسلمين وعرب برفع راية الاسلام عالياً في لندن، لقد أثبت فرساننا أنهم خير سفراء لبلادهم وللوطن العربي وعكسوا الصورة الحقيقية للفروسية العربية والخليجية".

وأضاف "الطموح كان المنافسة على الميدالية الذهبية ولم يكن من أجل التمثيل فقط، والحصول على البرونزية لا يقلل من أهمية إنجازهم وهم كانوا عند حسن ظن المسؤولية والثقة التي وضعت فيهم".

وتابع "نحن أكثر من راضين عن الميدالية، فقد انتزعناها من فم أفضل وأقوى الفرق في العالم، والنتائج التي حققناها في التصفيات اعطتنا دفعة وقيمة واكسبتنا احترام الناس. أكدنا أن الدول العربية قادرة على المشاركة والمنافسة على الالقاب ونحن فتحنا الباب لكل العرب في رياضة الفروسية ونتمنى ان نرى في المستقبل دولاً عربية أخرى في منصة تتويج هذه المسابقة، ونتمنى أن تسير الفروسية السعودية من أفضل الى أفضل".

الملك أكبر مشجع للفروسية

ومن جهته، قال الفارس الأمير عبدالله بن متعب "لم نكن نتوقع في يوم من الايام ان يتم ذلك، انها المرة الاولى التي يتأهل فيها المنتخب السعودي الى الدور النهائي على مستوى الفرق وهذا بحد ذاته يعتبر انجازا فما بالك ان تحقق ميدالية"، مشيرا الى ان "الفروسية السعودية كانت ومازالت وستستمر بفضل الله في التألق".

وأضاف "أنا عاجز عن الكلام لحصول هذا الامر، وهذا يعني الكثير لنا. تدربنا في بلجيكا
لثلاثة أشهر، ونملك روحاً جماعية مميزة. آمل أن تكتب لندن 2012 التاريخ للملكة العربية السعودية. جدي (الملك عبدالله بن عبدالعزيز) هو أكبر مشجع لي، ويتواصل معي يومياً".

أما الفارس الدهامي فقال: "لا يمكنني شرح أهمية الميدالية البرونزية لشعبنا. لقد استثمرنا الكثير في هذه الرياضة وآمل ان يساعدنا نجاحنا في هذه الدورة الرياضة في بلدنا".

وأضاف "الحمد لله هذا انجاز وهذه اول مرة في التاريخ تكون دولة عربية في المنصة في المسابقة وذلك ثمرة جهود الاتحاد السعودي للفروسية والقائمين على البرنامج الاعدادي للمنتخب، ونحن سعداء كون هذه الجهود توجت بميدالية".

وأضاف "عانينا كثيراً قبل الالعاب الاولمبية وفقدنا افضل فارس خالد العيد لكن جهدنا لم يضع والجميع كان على قدر المسؤولية".

وأوضح باحمدان "رياضة الفروسية السعودية لها تاريخ كبير وتستحق ميداليات كثيرة في الالعاب الاولمبية، انها البداية ونتمنى ان نحصد المزيد اعتبارا من منافسات الفردي بعد يومين".

ومن جهته، قال الشربتلي: "أعجز عن التعبير، انه توفيق من الله اولاً ومن فرسان السعودية، قدمنا اداءً جيداً وأعتقد بأننا نستحق البرونزية وكان بإمكاننا الفوز بالذهب او الفضة".