لقد كان من السار حقاً رؤية سمو الأمير محمد بن سلمان وهو يزور المنزل الذي بناه طلاب مبتعثون ومقيمون سعوديون في أميركا لضحايا الفيضانات في أميركا.

إنه عمل جميل ومؤثر ويعكس صورة شباب المملكة المبتعث الذي قرر الاندماج مع المجتمع بإظهاره الإنسانية أولا، وثم إيجاد دور للسعودية الحاضرة دائما في العمل الخيري بيدها الكبيرة والخيرة وبأيدي شبابها المبتعث أيضاً.

كما سرتنا تلك الشراكة بين شركة مسك وملحقية أميركا، ولعلها تكون شراكة مع كل الملحقيات في دعم العمل التطوعي الداعم والمساند والمحقق لرسالة الابتعاث من كل جوانبها، سواء إكساب المبتعث التجربة والخبرة أو توضيح صورة الطالب السعودي الحقيقية، والذي سيدعم بالتالي قيمته وتأثيره في ما يسمى اقتصاد المعرفة.

لكن العمل التطوعي يحتاج لمعايير ومؤشرات تضعه في الطريق الصحيح لتحقيق أهداف الرؤية، ومن تجربتي كباحثة في الأدائية وتأثيرها أجد من المناسب أن يكون لهذه الشراكة معايير ومؤشرات تضمن تحقق أهدافها، وأولها أن يعكس العمل التطوعي مبادئ المملكة ومبادئ الرؤية خاصة، والمنبثقة أصلا من مبادئ الإسلام، مثل مبادئ السلام والتوافق والتقبل عبر استغلال مناسباتنا الدينية ومناسبات مجتمع البلد المستضيف لهؤلاء المبتعثين، كما يحتاج لمؤشرات تقيس درجة تحقق المعيار سواء عبر لمس أصدائه في صحافة المجتمع أو عدد الحضور من مجتمع البلد المستضيف.

في الحقيقة المبتعثون السعوديون لا يستغلون ما توفره الجامعة الغربية لهم وتنقصهم الجرأة والمادة ويحتاجون للتشجيع لخوض التجارب الكبيرة والمؤثرة، مثل التطوع لإدارة مؤتمرات الجامعة والموجهة للمجتمع الأكاديمي الغربي، وبالتالي العالمي، وهي أكبر مؤثر على الثقة بالطالب السعودي، كما أنها تتجاوزه إلى إعطاء السعودية صوتا يسمعه أكاديميون غربيون وطلاب من كل جهات الأرض. ولقد عملناها العام الماضي في جامعتي وأحضرنا متحدثا سعوديا هو الدكتور خالد الشهراني، تحدث عن الرؤية لأساتذة جامعة ريدنج وطلابها، وهذا العام لدينا مؤتمر نسوي كبير ستتحدث فيه أربع قيادات نسائية سعودية أمام أهم نسويات بريطانيا، وهو جهد طالبات سعوديات تلقين قبول الأستاذ بدر العساكر على نقاش دعمه معنا، ووجود الشراكة مع ملحقية لندن سيعطينا أملاً أن يكون مؤتمراً مميزا أكثر.

*نقلاً عن صحيفة "الوطن"