ماذا لو تهورت موسكو مستهدفة بولندا.. جواب بمادتين للناتو

نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط

أثار سقوط صاروخ، في قرية بولندية على الحدود مع أوكرانيا، المخاوف من جرّ الناتو للحرب مع روسيا، بعد اتهام الأخيرة بمسؤوليتها عن الانفجار الذي أودى بحياة شخصين، رغم الترجيحات التي استبعدت تورطها في الهجوم.

وتصاعدت تلك المخاوف أكثر أيضاً، مع إعلان ليتوانيا اليوم الأربعاء، أنها ستطلب تفعيل المادة 4 من ميثاق الحلف الدفاعي

فنظراً لأن بولندا عضو في حلف شمال الأطلسي،، قد تشكل الضربة على البلاد لحظة محورية في الحرب بين روسيا وأوكرانيا اعتماداً على ما حدث بالفعل.

لكن على الرغم من حقيقة أن السلطات لا تزال تحقق في مصدر وسبب الانفجارات، إلا أن أنباء الحادث سرعان ما أدت إلى تكهنات بشأن تفعيل المادتين 4 و 5 من معاهدة تأسيس الناتو، وتنص الأخيرة على أن "هجوماً مسلحاً ضد واحد أو أكثر من الأعضاء في أوروبا أو أميركا الشمالية" يجب اعتباره هجوماً ضدهم جميعاً" ويمكن استخدام القوة للرد.

في حين أن الأدلة الواضحة على هجوم روسي متعمد على بولندا يمكن أن تدفع أي بلد نظرياً إلى التذرع بالمادة 5، إلا أن السلطات البولندية لم تقدم مثل هذه التفاصيل حتى الآن

لكن يمكن لبولندا أن تستشهد بالمادة 4 من معاهدة تأسيس الناتو، التي تسمح للأعضاء بطرح أي قضية مثيرة للقلق، خاصة إذا كانت تتعلق بالأمن، لمناقشتها في مجلس الناتو، واتخاذ قرار على إثرها.

ما هي المادة 4؟

وتنص المادة 4 من ميثاق الناتو على أن الدول الأعضاء "ستتشاور معاً كلما رأى أي منها تهديداً لسلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي أو الأمن" لعضو آخر.

كما تضع آلية تشاور بين الأعضاء، "لتبادل الآراء والمعلومات، ومناقشة القضايا قبل التوصل إلى اتفاق واتخاذ الإجراءات"، وفقاً لشرح على موقع الناتو على الإنترنت.

وتمنح الناتو أيضاً دوراً نشطاً في الدبلوماسية الوقائية من خلال توفير الوسائل للمساعدة في تجنب الصراع العسكري.

فيما تتم مثل هذه النقاشات في المنتدى الأساسي، وهو مجلس شمال الأطلسي، وهو هيئة صنع القرار السياسي في التحالف.

وتم الرجوع إلى المادة 4 سبع مرات منذ إنشاء الناتو في عام 1949. وفي الآونة الأخيرة، استخدمتها لاتفيا وليتوانيا وبولندا وبلغاريا وجمهورية التشيك وإستونيا ورومانيا وسلوفاكيا لعقد اجتماعات بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

إلا أن الدول الأعضاء ليست ملزمة بالتصرف إذا تم التذرع بالمادة 4، على الرغم من أن المداولات قد تؤدي إلى قرار باتخاذ إجراء مشترك لحلف الناتو.

فتركيا، على سبيل المثال، استندت إلى المادة 4 في عام 2015 بعد مقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً في تفجير انتحاري بالقرب من حدودها مع سوريا.

في ذلك الوقت، قالت الحكومة التركية إنها تريد إبلاغ حلفائها في الناتو بالإجراءات التي تتخذها رداً على الهجوم.

وعقب الاجتماع، أصدر مجلس شمال الأطلسي بياناً قال فيه إن أعضاء المجلس "يدينون بشدة الهجمات الإرهابية ضد تركيا"، لكنه لم يتخذ أي إجراء آخر.

ما هي المادة 5؟

في المقابل، تنص المادة 5 على أن الأطراف في معاهدة الناتو "توافق على أن أي هجوم مسلح ضد واحد أو أكثر منهم في أوروبا أو أميركا الشمالية يعتبر هجوماً ضدهم جميعاً".

كما تنص على أنه يجب على كل عضو في الناتو اتخاذ "الإجراء الذي يراه ضرورياً، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة، لاستعادة الأمن في منطقة شمال الأطلسي والحفاظ عليه".

كذلك يسمح للتحالف بشن رد مسلح، لكن الصياغة واسعة وتفسح المجال لأنواع أخرى من العمل.

وتم التذرع بشرط الدفاع الجماعي مرة واحدة فقط، بعد الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001، حيث نشرت قوات الناتو لاحقاً في أفغانستان.

يذكر أن ردود الفعل الدولية توالت بعد سقوط الصاروخ في الأراضي البولندية، حيث تأهب مجلس الأمن وخلف الناتو، بالإضافة إلى دوال الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع، للتحقق من تفاصيل ما جرى.

انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة