قصة مستشارة أوباما.. صحافية تحولت لمشاغبة بالبيت الأبيض

نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط

يتحدث الكاتب الأميركي المعروف توماس فريدمان أن صحيفته "نيويورك تايمز" طلبت منه مراجعة كتاب سامانثا باور "مذكرات.. تعليم شخص مؤمن بالمثالية"، وقال "وافقت على الفور دون أي تردد، ليس لأن لدي متسعا من الوقت، ولا لأن سامانثا تعد صديقةً لي فأنا لم ألتقها سوى مرة واحدة – في أسبوعها الأخيرة كسفيرة لباراك أوباما في الأمم المتحدة. الحقيقة هي أنني كنت أعرف شيئًا واحدًا عن سامانثا – من بعيد لقد كانت مناصرة للمثالية والإنسانية".

وتابع "منذ أن كنت مراسلًا أجنبيًا في لندن وفي بيروت أثناء حربها الأهلية وفي إسرائيل، ثم كاتب عمود الشؤون الخارجية في النيويورك تايمز منذ عام 1995، لطالما جاهدت من أجل التعامل مع مقدار المثالية التي يجب أن تكون لدى الشخص، لقد بدأت كتابة التقارير الصحفية من الشرق الأوسط في عام 1979م بتفاؤل كبير. لكن للأسف، تلاشى ضوء المثالية بداخلي بعد أن عانيت من تحطم الكثير من الآمال وبعد أن قمت بتغطية العديد من المجازر. أصبحت اليوم أشد توجسًا - وليس انعزالًا – حيال ما يمكن أن يقوم به الغرباء ذوو النوايا الحسنة لإعادة تشكيل دولة أو منطقة أخرى بشكل مستدام.

مادة اعلانية

حرية وفساد وقوة

وأضاف فريدمان "لقد كان الصواب حليف جورج دبليو بوش في أمر واحد بشأن حرب العراق – كان العديد من العراقيين يتمنون العيش أحرارًا في بيئة بدون طغيان صدام حسين الشرس، لكن هناك عراقيون كانوا يريدون الحرية للغلو والتطرف، أو أن يستخدموا الحرية ليصبحوا أكثر فسادًا أو أكثر قوة من العشائر أو الطوائف المجاورة لهم، عذرًا يا سيدي، لكن ليس كل مكان هو ولاية كنساس (المتسامحة)".

ويتابع فريدمان "كانت تونس هي الدولة العربية الوحيدة التي تمكنت بعد الربيع العربي من التعايش العلماني والإسلامي رغم أن الأمر لا يزال مؤقتًا، إنه لأمرٌ يستحق التفكير".

ويقول "ثبت لنا اليوم أن "أون سان سو تشي" من بورما وهي فائزة بواحدة من جوائز نوبل للسلام و(هذه الجوائز) لا تضمن لنا ألا تتحول بطلة حقوق الإنسان اليوم إلى مجرمة الغد، كما أظهر لنا تدخل أوباما في غرب إفريقيا من أجل الحد من انتشار فيروس إيبولا، الذي قد يعتبر من بين أهم إنجازاته في السياسة الخارجية، والذي لم يحصل فيه على الكثير من الثناء، إن الأمور المهمة التي تحفظ الأنفس وتعزز الحرية مقابل تكاليف معقولة تتطلب عادةً تدخلا أميركيا رئيسيا".

كتاب سامانثا باور
كتاب سامانثا باور

بدأت بتغطية المجازر

وتابع فريدمان في حديثه بالقول "انتابني الكثير من الفضول بشأن تلك السيدة سامانثا باور – التي بدأت حياتها المهنية كصحفية وقامت بتغطية المجازر التي ارتكبها الصرب في حق مسلمي البوسنة، وهو الأمر الذي دفعها إلى تأليف كتاب بعنوان "مشكلة من الجحيم: أميركا في عصر الإبادة"، والذي كان يتحدث عن سبب فشل القادة الأميركيين في وقف الإبادات الجماعية (للمسلمين هناك) على الرغم من أدائهم القسم مرارًا وتكرارًا على "ألا تحدث تلك الإبادات مجددًا".

عملت سامانثا أيضًا كأحد كبار مستشاري السياسة الخارجية للسناتور أوباما، ثم كمستشارة في مجال حقوق الإنسان للرئيس أوباما قبل أن تصبح السفير الثاني له في الأمم المتحدة.

وقال أيضاً "أخبرني العديد من الأشخاص أنها إنسانة مثالية فعليًا، بيد أنها كان عليها أن تتجرع سمّ الواقعية أمام العامة، مثل دفاعها عن عدم تدخل أوباما لوقف الإبادة الجماعية في حرب سوريا. وكثيرًا ما كنت أتساءل عن كيفية تعاملها مع كل ذلك أثناء تنقلها من مراسلة ومؤلفة إلى صانعة قرار سياسي؟ لذلك أخبرت الصحيفة: "نعم، أود فعلًا أن أكتب مراجعة لكتابها". أردت أن أرى كيف استطاعت لذلك سبيلًا. لقد كنت في غاية السعادة، فالكتاب كان رائعًا جدًا".

سامانثا باور
سامانثا باور

مزيج غير مألوف

هذا وحمل الكتاب في طياته مزيجًا غير مألوف من السيرة الذاتية والتاريخ الدبلوماسي والجدل الأخلاقي ودليلا إرشاديا حول كيف يمكن لامرأة أن تقوم بإرضاع طفلها أثناء حديثها مع وزير الخارجية جون كيري على الهاتف المحمول، فالترابط بين قصة سامانثا الشخصية وقصة أسرتها والتاريخ الدبلوماسي والجدل الأخلاقي قد نُفذ بشكل غاية في السلاسة، وبنزاهة مطلقة.

لم يكن الكتاب مرتبطا بشكل كامل بالشؤون العالمية، وكان أحد فصولها الأكثر جذبًا يتحدث عن انضمامها للحملة الرئاسية لأوباما كمستشارة للشؤون الخارجية، ولكن انتهى بها المطاف بتصدر عناوين الأخبار "بأن تعيينها كان خطأ كبيرًا وعلنيًا"، وذلك بعد أن وصفت هيلاري كلينتون "بالوحش" عندما كانت منافسة أوباما.

زلة لسان.. وهدية

واضطرت بسبب زلة لسانها لتقديم استقالتها من الفريق القائم على الحملة الانتخابية، لكن عندما تمكن أوباما من الفوز في الانتخابات، سرعان ما أعادها إلى فريقه.

ولأجل تسهيل مهمة عودتها إلى الحملة مرة أخرى، يقوم صديقها ومستشار أوباما ريتشارد هولبروك بترتيب لقاء خاص وجهًا لوجه بين سامانثا وهيلاري كلينتون لتقديم اعتذارها وتصفية الأجواء المتوترة، حينما أخبرت سامانثا أوباما عن "هدية الزواج"، رد أوباما عليها قائلًا "غالبية الناس تحصل على هدايا؟".

وقال فريدمان "في ظل وجود دولة أميركية حالية تدار من قبل رئيس لا يجد أبشع الديكتاتوريين أي حرج من أن يعتبروه صديقًا لهم، وجدت أنه من الممتع أن أخوض رحلة مع هذه الفتاة المهاجرة الأيرلندية، في رحلة ابتدأتها من قبو إحدى الحانات في مدينة دبلن، حيث أمضت سامانثا كفتاة صغيرة الكثير من الوقت في قراءة الكتب في وقت كان والدها محطّ أنظار الكثيرين، ووصولًا إلى أميركا حيث هاجرت سامانثا مع والدتها في سبعينيات القرن الماضي لتقع في الحب مع فريق البيسبول الأميركي بيتسبرغ بيراتس والمثالية الأميركية، إنني لا أتحدث عن حالة الوطنية الزائفة الرخيصة والمتمحورة حول من يحمل العلم الأميركي ويلوح به عاليًا، أنا أتحدث عن إيمانها بأن أميركا أكثر من مجرد دولة، إن أميركا ليست دولةً وحسب بل هي مهمة هدفها تعزيز العدالة وحقوق الإنسان متى ما أمكن".

سامانثا باور وأوباما
سامانثا باور وأوباما

المثالية والواقعية

ويتابع فريدمان في حديثه بالقول "عندما يتعلق الأمر بمحاولة الموازنة الصحيحة بين المثالية والواقعية، فإن هذا الكتاب يدور بين الفتاة سامانثا – القوية الشابة المتحمسة والمندفعة والواقعية لدرجة مبالغٍ فيها – التي تقوم بالتواصل المفاجئ غير المرتب مع المسؤولين الأميركيين الكبار ليلاً وتستدعيهم إلى المنزل لتوبيخهم على عدم قيامهم ببذل المزيد من الجهد لوقف عمليات القتل في البوسنة، وبين سامانثا صانعة السياسة الأكثر صرامة وواقعية، والتي تكافح من أجل تحقيق التوازن بين مثاليتها وواقعيتها، سامانثا التي تخشى أنها أضحت مثل أولئك المسؤولين الذين احتقرتهم يومًا".

الميل لمعالجة الطغاة

وتابع "سامانثا الأصغر سنًا ليست ظلاميةً في المجمل، ولكنها أقل صرامة. إن طريقة جلوسها هي ما أحب أن أسميه "الميل"، دائمًا ما تميل نحو استخدام القوة الأميركية للدفاع عن أولئك الذين لا طاقة لهم في الدفاع عن أنفسهم، وتميل نحو معالجة أولئك الطغاة، ومساعدة المحتاج وتقوية قوى اللباقة والتهذيب، لكنها عندما تفقد الحجة للقيام بذلك في بلد ما، فإنها لا تلجأ إلى التوقف بل تبحث عن دولة أخرى".

ويضيف فريدمان "هل يبدو ذلك كشخصيةٍ مثالية تتخلى عن مبادئها بهدف التمسك بمزايا السلطة، أم أنها شخصية مثالية تسعى نحو خوض صراعٍ آخر بطريقةٍ أخرى؟ أنت من تقرر. ويمكنك بالفعل أن تتوصل إلى قرار، ذلك أن سامانثا قد أعطتك دون قيدٍ أو شرط كافة الأدوات التي تحتاجها من أجل أن تقوم بنبذها أو الدفاع عنها".

باراك أوباما
باراك أوباما

شخصية مزعجة

ويوضح فريدمان "تقوم سامانثا – مستمدة أفكارها وآراءها في غالب الأحيان من مجلاتها – بمشاركة ما رآه زملاؤها وأصدقاؤها فيها في بعض الأحيان، في كونها تلك الشخصية المزعجة التي ترى في نفسها الفضيلة. شخصية سامانثا التي نمر عليها ابتداء تتواجد في سراييفو وهي تكره وتبغض نفسها في مجلتها لأنها لم تقم شخصياً بمنع قتل حوالي 8000 رجل وصبي بوسنيين مسلمين في واقعة سربرنيتسا: "لقد كنت مراسلة في ميونيخ في ذات الوقت الذي كان يتم فيه إحراق الجثث في داخاو.. كنت أملك القوة اللازمة لكنني فشلت في استخدامها".

لكن في كتابتها الآن تقول سامانثا "حينما كنت أعاقب نفسي، كنت أبالغ بوضوح في مستوى سلطتي وقوتي الفعلية في سراييفو".

وتقوم سامانثا بالاقتباس عن الدبلوماسي الأميركي جوناثان مور، الذي نصحها بشأن تحديد خيارها ما بين الاستمرار في تقديم التقارير من البوسنة على أمل تغيير السياسة هناك أو الذهاب إلى كلية الحقوق بجامعة هارفارد: "اخرجي من هناك بحق الجحيم، إنك بحاجةٍ إلى الهرب من هذه الرغبة الملحة في السلطة والمجد والأنا والرغبة الملحة في أن تكوني ذات صلة أو أن تقدمي مساهمة ما".

رحلة مثيرة

ويتابع فريدمان بالقول "سامانثا الأكبر تأخذك في رحلة مثيرة عن كونها منافحة المنظمة الرئيسية تجاه المثالية في فريق الرئيس أوباما. كانت سامانثا تطرح رأيها مع التدخل في سوريا، على الأقل فيما يتعلق بمنطقة حظر طيران في الأجواء السورية، الأمر الذي كان ليغير موازين القوى هناك بطريقةٍ كافية تجبر النظام السوري على الجلوس والتفاوض مع الثوار. لكن قرار أوباما كان الكلمة العليا، بحجة خوفه من الدخول في مستنقعٍ عميق. لا نعلم عما كان ليحدث لو أن مشورة سامانثا أخذت بعين الاعتبار. ولكن كل ما نعرفه هو أمران اثنان: الأول، أن أميركا خرجت من التورط بشكلٍ كبير في صراعٍ داخلي شرق أوسطي آخر دون وجود استراتيجية خروج واضحة. والثاني أن غيابنا (كأميركيين) ساعد الروس والإيرانيين والنظام السوري في طحن الشعب والتسبب في إحداث فيضانٍ من اللاجئين نحو الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي قاد إلى إحداث صدامٍ بين الشعبويين والوطنيين (في أوروبا) وهو ما أسهم في قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأضعف الاتحاد الأوروبي".

وأكد فريدمان في حديثه أن في ليبيا، أخذ أوباما بنصيحة كل من كلينتون وسامانثا وحلفائنا في الناتو، وساعد في الإطاحة بنظام معمر القذافي، لمنعه من قتل أعداد كبيرة من الليبيين المعادين للنظام، "لكن عندما فشلنا نحن والأوروبيون في تشكيل قوة متابعة لحفظ السلام على الأرض، دخلت ليبيا في حالة من الفوضى، وأطلقت العنان لموجة أخرى مزعزعة للاستقرار من اللاجئين المتجهين إلى أوروبا".

أوباما: تثيرين غضبي

وقال "كان فريق أوباما وحلفاؤنا يرغبون في الوصول إلى الغايات مباشرة دون أخذ الأسباب، إن المثالية التي لا يراعى فيها فهم التداخل المعقد للقوى داخل بلد ما ينتهي بها المطاف في الوقوع داخل هذه الفوضى".

خلال هذه السجالات المختلفة حول ليبيا وسوريا، تذكر سامانثا الكلمات التي وصمها أوباما حينما استشاط غضبًا بدعوى أن تعليقاتها "عقائدية أو تدعي المثالية".

وخلال جلسةٍ في (غرفة العمليات) بشأن سوريا، بينما كانت سامانثا تطالب باتخاذ إجراء أقوى، قال أوباما لها بضجر: "لقد قرأنا جميعًا كتابك، يا سامانثا".

وتتذكر أن أوباما قال لها مرارًا وتكرارًا، "إنك تُثيرين غضبي". ولكن في الوقت نفسه، وخلال الفترات التي لم تكن سامانثا تمارس فيها الدفاع عن المثالية، كان أوباما يسألها قائلًا: "هل أنتِ مريضة يا سامانثا؟" (مستغرباً صمتها) أراد أن يسمع ذلك. إنه لأمر معقد.

استقالة

وكانت سامانثا تجادل نفسها عادة حول تقديم استقالتها احتجاجًا على رفض أوباما التدخل بشكل حاسم في سوريا. حيث بدأت تتساءل عما إذا كانت ستصبح مجرد "شخص واقعي" آخر حالها كحال أوباما حينما أطلق عليه نشطاء حقوق الإنسان ذات اللقب، لكن الفرق هو "أنها تشعر بالسوء حيال ما وصلت إليه".

وفي النهاية لم تقدم استقالتها، وأخذت تقتبس من أحد الأصدقاء الذي أخبرها أن "العالم مليء بالأماكن المحطمة، اختاري معاركك وامضي للفوز ببعضها"، واقتبست من أوباما "الكمال غاية لا تدرك"، فالكمال نادرًا ما يكون خيارًا متاحًا.

رحلة غير متوقعة

ثم يأتي في أفضل فصول الكتاب، تعطينا سامانثا الأدوات اللازمة لنرى كيف أن مجرد السعي نحو الأفضل يؤدي إلى تعقيدات غير متوقعة. وعنوان الفصل هو "توسان". ففي عام 2016، قررت سامانثا زيارة الكاميرون وتشاد ونيجيريا للقاء الأشخاص المتمركزين في الجبهات الأمامية في المعركة ضد جماعة بوكو حرام الإرهابية، التي خطفت حوالي 300 طالبة، وذلك حتى تتمكن من لفت الانتباه إلى معاناتهم لكي تحظى بذات مستوى الاهتمام الذي تجلبه زيارة مسؤول أميركي رفيع المستوى.

وتابع "لقد كانت رحلة خطيرة وتطلبت موكبًا مكونًا من حوالي 14 مركبة مدرعة. واصطف السكان المحليون على جنبات الطريق إلى موكولو، وهي بلدة ريفية في الكاميرون. وهناك، استمعت سامانثا لقصة استخدام إحدى "لجان قرى الأمن الرقابية" الأحجار والأقواس والسهام لقتل امرأة شابة دخلت سوقًا محليًا بحزام ناسف تحت عباءتها. ولكنها تتذكر أيضًا كيف قامت بعض مجموعات الحماية المحلية المتنكرة في شخصيات جماعة "بوكو حرام" بمهاجمة الأشخاص من أجل سرقة ماشيتهم".

500 كلمة

وأضاف فريدمان ولكن بينما كانت سامانثا تغادر القرية، همس لها أحد المساعدين قائلًا: "بينما كنا نقود مركبتنا اصطدمنا بصبي". كان اسم الصبي توسان. وكتبت: "لو لم نأت، لكان الصبي البالغ من العمر 6 سنوات سيكون على قيد الحياة". ومع ذلك، ساعدت الرحلة سامانثا وآخرين في الضغط على الأمم المتحدة للحصول على 168 مليون دولار إضافية من المساعدات الإنسانية للأشخاص الذين تهددهم بوكو حرام. هل كان الأمر يتسحق؟ مرة أخرى، إنها تُعطينا كل المُعطيات لنقرر".

ومع ذلك، تظل سامانثا ثابتة مقتنعة أن: "الطريق إلى الجحيم مفروش بالنوايا الحسنة، ولكن التغاضي عن أصعب المشاكل في العالم هو اختصار لنفس الوجهة".

وفي الختام قال "أستطيع أن أتخيل دورة للدبلوماسيين الجدد في وزارة الخارجية يُستخدم فيها كتاب سامانثا، ويكون السؤال النهائي في الاختبار هو: "في 500 كلمة أو أقل، اشرح ما إذا كنت تتفق مع نهج سامانثا الأصغر سنا أو سامانثا الأكبر سنا". جوابي: "يعتبر المثالي خيار جيد لو كان متاحاً".

انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة