وزراء الخارجية العرب: التدخل الخارجي يفاقم أزمة ليبيا

نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط

أكد بيان اجتماع وزراء الخارجية العرب حول ليبيا أن "التدخل العسكري الخارجي يفاقم أزمة ليبيا".

وشدد البيان على "رفض نقل المتطرفين والإرهابيين لليبيا"، وكذلك شجب "التدخلات الخارجية في البلاد".

مادة اعلانية

كما رحب وزراء الخارجية العرب "بكافة مبادرات الحل السياسي في ليبيا"، ودعوا إلى "وقف إطلاق نار فوري" بين الفرقاء.

وشدد الوزراء على "أهمية الحل السياسي لأزمة ليبيا"، وكذلك "الالتزام بوحدة وسيادة الدولة".

وحول أزمة مياه النيل، دعا الوزراء إلى "عدم اتخاذ إجراءات أحادية بشأن مياه النيل".

وشدد الوزراء على "رفض أي عمل يمس حقوق كافة الأطراف بمياه النيل"، معربين عن قلقهم من "تعثر مفاوضات سد النهضة".

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد أكد خلال اجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على أن مصر لن تتهاون مع الإرهاب وداعميه، ولن تتوانى عن اتخاذ كل إجراء كفيل بمنع وقوع ليبيا وشعبها الأبي الكريم تحت سيطرة الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة.

وقال إن مصر دأبت على التحذير من خطورة انتشار الإرهاب في ليبيا.

وشدد شكري على اهتمام مصر البالغ بإنجاح كافة مسارات برلين السياسية والاقتصادية لتسوية أزمة ليبيا، فضلاً عن مسار 5+5 الذي سيضع الترتيبات الأمنية والعسكرية المتوافق عليها.

وأعرب الوزير المصري عن دعم بلاده بقوة لهذا المسار بالتنسيق مع جهود الأمم المتحدة.

الإمارات تشدد على الوقف الفوري للنار

يأتي ذلك فيما شدّد الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية - في كلمة الإمارات خلال الاجتماع - على حرص الإمارات على وحدة ليبيا والدور العربي في المسار السياسي، وعلى الأهمية الملحة لوقف فوري لإطلاق النار يمهّد لحل سياسي جامع وعودة الأمن والاستقرار لعموم الأراضي الليبية، ويضع حداً لإراقة الدماء، وللتصعيد الإقليمي وللتدخلات التركية المهدّدة للأمن القومي العربي، وبصورة خاصة أمن مصر الشقيقة.

وجدّد الدكتور قرقاش التأكيد على الموقف الواضح لدولة الإمارات من الأزمة الليبية المنبثق من موقف المجتمع الدولي الداعم لمسار العملية السياسية وفقاً لمقررات الأمم المتحدة ومخرجات مؤتمر برلين بما يقود إلى حل سلمي ليبي - ليبي ناجز ومستدام باعتباره الخيار الوحيد لإعادة السلام إلى الأشقاء الليبيين الذين حضّهم على تغليب المصلحة الوطنية المشتركة.

وأوضح الدكتور قرقاش تأييد دولة الإمارات للمبادرات الرامية إلى إيجاد حل سياسي ينهي الأزمة الليبية التي طال أمدها ويعيد لدولة ليبيا أمنها واستقرارها ويحافظ على وحدتها وسيادتها بعيداً عن التدخلات الأجنبية في شؤونها، ويحقق للشعب الليبي الشقيق كل ما يصبو إليه من أمن و رخاء وتنمية، داعيا الأطراف الليبية إلى التجاوب الفوري مع المبادرة المصرية المطروحة لوقف إطلاق النار، وبناء دولة المؤسسات، واستعادة النظام والقانون لمحاربة الإرهاب، والتصدي للتدخلات الأجنبية.

كما أكد على دعم الإمارات جهود جمهورية مصر العربية الخيّرة في سبيل تسوية الأزمة الليبية، والمساعي المخلصة للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا والعودة إلى المسار السياسي، مبرزاً محورية الدور العربي والثقل الاستراتيجي والأمني الذي تمثله مصر في حل قضايا المنطقة بعيداً عن التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتي تعمل على إطالة أمد الأزمة ودفع ليبيا بعيداً عن الحل السياسي سعياً لتحقيق أجنداتها التوسعية في المنطقة .. وشدّد على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة هذه التدخلات.

وأكّد وزير الدولة للشؤون الخارجية تضامن دولة الامارات مع جمهورية مصر العربية في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها وحقها في الدفاع عن النفس في إطار الشرعية الدولية.

من جهة ثانية، ناقش وزراء الخارجية العرب في جلسة ثانية - بناء على طلب من جمهورية مصر العربية - تطورات أزمة سد النهضة الإثيوبي.

وأكد وزراء الخارجية على الموقف العربي الداعم لمصر والسودان في القضية، وطالبت المقرّرات التي أقّرها المجتمعون بضرورة تجاوب إثيوبيا مع المبادرات والمساعي المصرية السودانية بحسن نيّة، والتزامها قواعد القانون الدولي والتوصّل إلى حلّ عادل ومتوازن يحفظ حقوق البلدين وشعبيهما من المياه.

وشدّد الوزراء على ضرورة التوصل إلى اتفاق شامل بين أطراف الأزمة، مصر والسودان وإثيوبيا، قبل شروع أديس أبابا في ملء السد وتشغيله.

العراق يدين التدخل الخارجي في الشأن العربي

وإلى ذلك، طالب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في كلمته بحل الخلافات بالطرق السلمية وتوحيد الكلمة لمنع التدخلات الخارجيّة في الشأن العربي.

وذكر أن العراق يدعم جميع المبادرات الإقليمية والدولية التي تساعد في تعزيز الأمن والاستقرار في ليبيا.

وأوضح أن بغداد ترفض التدخلات الخارجيّة في الشؤون الداخلية الليبية، وتدعو للحفاظ على وحدة ليبيا حكومة وشعبا.

وأشار إلى أن العراق يدعم حقوق مصر والسودان في مياه نهر النيل، ويؤيد جهودهما في التوصل إلى اتفاق نهائيّ لقسمة عادلة تضمن حُقُوقهما.

وحث العراق، الجانب الإثيوبي على التفاهم مع الدول العربية المعنية بمياه نهر النيل.

أحمد أبو الغيط
أحمد أبو الغيط

الأردن يحذر من خطر أقلمة الأزمة الليبية

بدوره، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن الاجتماع ينعقد بإجماع عربي على حل سياسي للأزمة الليبية يحفظ وحدة ليبيا وأمنها واستقراراها، و"على أن طريق هذا الحل هو حوار ليبي-ليبي بإسناد عربي أممي على أساس المرجعيات المعتمدة والمبادرات، والتي تشمل إتفاق الصخيرات ومؤتمر برلين وإعلان القاهرة".

وحذر الصفدي من خطر أقلمة الأزمة الليبية ودولنتها على ليبيا وعلى دول جوار ليبيا والأمن العربي المشترك. وأضاف "نجمع أيضا على أننا لا نقبل أي اعتداء أو تهديد لأمن أي دولة عربية، ونرفض في هذا السياق أي اعتداء أو تهديد لأمن جمهورية مصر العربية الشقيقة."
ورحب الصفدي بإقتراح وزير خارجية المملكة المغربية الشقيقة ناصر بوريطة تشكيل فريق عربي مصغر لوضع تصور استراتيجي لتحرك عربي جماعي لحل الأزمة الليبية.

أبو الغيط يطالب بإخراج المرتزقة من ليبيا

وطالب أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، "بضرورة إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا".

وأعلن أبو الغيط خلال الاجتماع الوزاري العربي حول ليبيا، الثلاثاء، أن "تدويل الأزمة الليبية مقلق، وليبيا تمر بمنعطف خطير".

وأكد على رفض الجامعة العربية "خرق حظر السلاح على ليبيا وإرسال المرتزقة". وقال: "نرفض التدخلات العسكرية الأجنبية المكشوفة في ليبيا".

اجتماع الجامعة العربية
اجتماع الجامعة العربية

وأوضح الأمين العام أن "الحل السياسي هو السبيل الوحيد لاستقرار ليبيا"، مشدداً على "التمسك بالحفاظ على وحدة واستقلال البلاد".

وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة الأنباء العمانية على تويتر نقلا عن الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب قوله: "نشعر بالأسى للوضع الحالي في ليبيا ونسعى إلى معالجته بالوسائل السلمية" وأعرب عن أمله في تحقيق الإجماع والتوافق حول كافة القضايا المطروحة.

وعقدت جامعة الدول العربية، الثلاثاء، اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب حول ليبيا لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا وأزمة سد النهضة، وذلك بناء على طلب مصر.

ويأتي قرار عقد الاجتماع بعد إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن أي تدخل مباشر لمصر في ليبيا باتت له شرعية دولية، موجها الجيش بالاستعداد لأي عمل عسكري داخل البلاد أو خارجها.

وفيما التحركات العربية قائمة لوقف النار في ليبيا، وصولاً لحل سياسي ومنع التدخلات الخارجية، رفضت حكومة الوفاق الليبية دعوة مصر لعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية.

واعتبرت خارجية الوفاق أن الاجتماع المغلق عبر الفيديو لا يصلح لمناقشة ملفات شائكة تحتاج إلى مداولات ونقاشات معمقة.

وفيما يتعلق بأزمة سد النهضة، دعت الأمم المتحدة كلا من مصر وإثيوبيا والسودان إلى العمل معا لحل الخلاف بين الدول الثلاث حول سد النهضة. وقد أحالت مصر الملف إلى مجلس الأمن في خطوة لاقت رفضاً وتنديداً من الجانب الإثيوبي.

اجتماع الجامعة العربية
اجتماع الجامعة العربية

يذكر أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، كان أكد أن الجيش المصري قادر على الدفاع عن بلاده داخل وخارج حدودها، محذراً من أنه لن يسمح بأي تهديد لأمن حدود مصر الغربية، لافتاً إلى أن مدينتي سرت والجفرة في ليبيا خط أحمر بالنسبة لمصر.

وشدد السيسي في خطاب، السبت، على أن أي تدخل مصري مباشر في ليبيا بات شرعياً في إطار حق الدفاع عن النفس، معبراً عن جاهزية مصر لتدريب القبائل الليبية لحماية نفسها من الميليشيات والمتطرفين.

وكانت مصر طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وذلك من أجل بحث تطورات الأوضاع ليبيا.

انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة