السودان

حمدوك يعود إلى منزله وبلينكن يحادثه.. البرهان يعلن تشكيل مجلسي سيادة وحكومة

الخارجية الأميركية تطالب القوات المسلحة السودانية بالإفراج عن جميع القادة المدنيين

نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط

أفادت مصادر قناتي "العربية" و"الحدث"، ليل الثلاثاء، بعودة رئيس حكومة السودان عبدالله حمدوك إلى منزله في كافوري، وتعزيز الحراسة العسكرية على المنزل.

وفي وقت لاحق، أعلنت الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن تحدث إلى حمدوك، ورحب بإطلاق سراحه، وعاود التأكيد على مطالبته القوات المسلحة السودانية بالإفراج عن جميع القادة المدنيين.

وأكد بيان لمكتب رئيس الوزراء السوداني السابق أن حمدوك وقرينته "عادا لمقر إقامتهما بالخرطوم تحت حراسة مشددة".

وذكر البيان أن "عددا من الوزراء والقادة السياسيين لا يزالون "قيد الاعتقال" في أماكن مجهولة".

وكان مصدر عسكري سوداني قد أكد خبر "العربية" بعودة حمدوك إلى منزله، قبل أن يصدر البيان الرسمي من مكتب حمدوك.

وأشارت صحيفة "السوداني" إلى "انتشار عسكري كثيف حول منزل حمدوك بعد إطلاق سراحه".

البرهان
البرهان

ومن جهة أخرى، قال قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان: "سنعمل معا من أجل بناء السودان".

وأضاف خلال مؤتمر صحافي: "كان من واجبنا الوقوف مع الشعب السوداني". وتابع: "القوات المسلحة قدمت كل التنازلات من أجل تحقيق أحلام السودانيين".

وقال: "أكدنا رفضنا سيطرة أي جهة أو حزب على السودان، والقوى السياسية هي من رفضت إعادة تجربة "سوار الذهب، وإن عدم الثقة بين الأطراف الانتقالية وقع بعد توقيع اتفاق السلام في جوبا". وأضاف: "دعمت المبادرة الأخيرة لرئيس الحكومة حمدوك".

وأوضح البرهان أن "قوى سياسية أرادت الاستفراد بالمشهد في السودان، وتم اختطاف مبادرة حمدوك من جانب مجموعة صغيرة، وجرى إقصاء القوات المسلحة من مبادرة حمدوك الأخيرة، ورفضت قوى الحرية والتغيير الاستماع لوجهة نظرنا".

وقال قائد الجيش السوداني البرهان إنه "كان هناك تحريض وهجوم على القوات المسلحة، وأحد وزراء الحكومة كان يدعو للفتنة"، موضحا أن "وزيرا وقياديا في الحرية والتغيير حرض على انقلاب في القوات المسلحة"، مشيرا إلى أن "المحرضين كانوا يسعون للذهاب بالسودان نحو حرب أهلية، وتم إفشال مبادرة قدمتها القوات المسلحة لمشاركة جميع القوى السياسية".

وتابع: "ناقشنا مع المبعوث الأميركي سبل حل الأزمة مع القوى السياسية، وناقشت مع حمدوك حتى آخر لحظة موضوع المشاركة السياسية الواسعة".

وأوضح أن "استفراد مجموعة للاستحواذ على المرحلة الانتقالية أصبح مهددا لوحدة السودان، وأن الجيش قام بمعالجة بعض الأزمات عجزت عنها وأهملتها الحكومة.. واتخذنا هذا الموقف لإعادة البريق لثورة الشعب السوداني".

وأكد البرهان أن "القوات المسلحة لا تستطيع إكمال المرحلة الانتقالية منفردة ونحتاج لمشاركة الشعب السوداني لإكمالها، وسنحرص أن يكون المجلس التشريعي السوداني من شباب الثورة".

وقال: "سنحرص أن يكون المجلس التشريعي السوداني من شباب الثورة، وسنشكل هياكل العدالة من بينها المحكمة الدستورية هذا الأسبوع، فالقوات المسلحة لن تتدخل في تشكيل هياكل العدالة، وستنجز المرحلة الانتقالية بمشاركة مدنية، ونريد أن نتفرغ لحماية السودان بعد نقل السلطة للمدنيين".

ولفت البرهان الى أن "الوثيقة الدستورية لم تلغ ولكن فقط المواد الخاصة بمشاركة المدنيين، وسيتم تشكيل مجلس سيادة وحكومة بتمثيل حقيقي يشمل الجميع، وسيتم تعيين رئيس جديد للوزراء في السودان، وسيتم اختيار وزير من كل ولاية سودانية في الحكومة المقبلة. وستواصل لجنة إزالة التمكين عملها لأنها ضرورية لتفكيك ما مر به السودان خلال 30 عاما".

وقبل عودة حمدوك إلى منزله، قال البرهان: "حمدوك ضيف في منزلي وليس معتقلا، وسيعود لبيته بعد هدوء الأمور. نقدم الشكر لحمدوك على الفترة الماضية كرئيس للحكومة". وأضاف: "حمدوك في منزلي لحمايته من قيود فرضتها عليه قوى سياسية"، نافيا أن يكون حمدوك قد أصدر أي بيان أو تحدث لأي وسيلة إعلامية. وتابع: "من تم التحفظ عليه يتواجد حاليا في مكان لائق".

وقال: "تعهدنا للمجتمع الدولي أننا سنقوم بحماية عملية الانتقال في السودان، وليس المقصود من قانون الطوارئ الحالي تقييد الحريات، وخدمة الإنترنت والهاتف تعود تدريجيا، وسنلغي قانون الطوارئ بعد إعادة تشكيل مؤسسات الدولة، و "الحكومة المقبلة ستكون حكومة كفاءات، لن تشارك فيها قوى سياسية".

وتابع: "لا نريد وصاية من أحد، ونعرف كيف ندير شؤون السودان، والإدانات متوقعة من كل جهة تعتقد أننا قمنا بانقلاب ولكن ما جرى ليس انقلابا".

وفي وقت سابق، أعلن البرهان عن 6 قرارات جديدة، بينها حل النقابات والاتحادات المهنية.

وقال التلفزيون السوداني الرسمي، في نبأ مقتضب، إن "البرهان أصدر قرارا بحل كافة اللجان التسييرية في كل مؤسسات الدولة وفي النقابات واتحاد المهنيين والاتحاد العام لأصحاب العمل القومي".

وكان مكتب البرهان قد أعلن عن عقد مؤتمر صحافي، بعد ظهر الثلاثاء، وذلك غداة إعلانه عدة إجراءات في السودان.

وذكرت مراسلة "العربية" و"الحدث" أن خدمة الإنترنت عادت في السودان، وكانت الاتصالات مقطوعة منذ الـ12 صباحاً في السودان وأمكن فقط استقبال المكالمات، كما أن خدمة الإنترنت كانت مقطوعة منذ الاثنين.

كما عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا مغلقا بشأن السودان بعد ظهر الثلاثاء وفق ما أعلن دبلوماسيون. وعُقدت الجلسة بطلب المملكة المتحدة وإيرلندا والنروج والولايات المتحدة وإستونيا وفرنسا، حسب المصادر نفسها.

من أحداث السودان

وكان القائد العام للجيش السوداني البرهان أعلن، في وقت سابق الاثنين، عن تعليق العمل بمواد من الوثيقة الدستورية، ضمن حزمة قرارات شملت إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء.

وقال البرهان في خطاب متلفز بثه التلفزيون الرسمي الاثنين إن الجيش اتخذ تلك الخطوات بهدف حماية الثورة، والبلاد، واعدا بتشكيل حكومة جديدة.

كذلك، أكد أن السودانيين يرفضون حكم الحزب أو الفرد الواحد، قائلا: "التاريخ يؤكد أن الشعب السوداني رفض أن يحكمه فرد". واعتبر أن القوات المسلحة استجابت لثورة الشباب، مضيفاً: "الثورة ماضية بعزم الشباب والقوات المسلحة ملتزمة بأهدافها".

يذكر أن البلاد كانت شهدت فجر الاثنين سلسلة اعتقالات طالت إلى جانب الوزراء قياديين في أحزاب عدة، فضلا عن قوى الحرية والتغيير، ومن ضمنهم ياسر عرمان، فضلا عن مستشار رئيس الحكومة الإعلامي فيصل محمد صالح.

انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة