جددت القوات التركية، مساء الأربعاء، قصفها على مناطق شرق الفرات وصولاً إلى غرب نهر دجلة وفق ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية أن الجيش التركي يقصف مدينة كوباني - عين عرب.
وذكرت الصفحة الرسمية لمركز التنسيق والعمليات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية على "تويتر" أن اشتباكات عنيفة وقعت على طول الحدود الشمالية السورية بالكامل، فيما يشن الجيش التركي هجوما واسع النطاق على مواقع "قسد" الدفاعية، من المالكية والقامشلي ورأس العين وتل أبيض والدرباسية إلى جرابلس، وتستهدف الهجمات المدنيين أيضاً لإجبارهم على مغادرة منازلهم.
واستهدفت الطائرات التركية معسكر تدريب تابعا للتحالف الدولي قرب تل أبيض،وأيضاً نقطة المراقبة الأميركية في تل أبيض، والتي غادرتها القوات الأميركية قبل 24 ساعة من الهجمات.
وبعد ظهر الأربعاء، شنت طائرات حربية تركية غارات على منطقة رأس العين الحدودية في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك بعد وقت قصير من إعلان أنقرة بدء عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد.
وأفاد مراسل فرانس برس في منطقة رأس العين بأن قصفاً مدفعياً متواصلاً يستهدف مدينة رأس العين، ما دفع بعشرات السكان إلى النزوح، في وقت أعلنت فيه قوات سوريا الديمقراطية بدء تركيا شنَّ غارات "ضد مناطق مدنية" متسببة بحالة "هلع" بين الناس.
#Qamishli city in NE #Syriya during the Turkish air striks. pic.twitter.com/cCfQefFE7v
— Coordination & Military Ops Center - SDF (@cmoc_sdf) October 9, 2019
وقال المرصد إن قصفاً مدفعياً تركياً استهدف قرى في محيط مدينة تل أبيض الواقعة على بعد أكثر من مئة كيلومتر غرب رأس العين.
وشاهد مراسل فرانس برس في مدينة رأس العين عشرات المدنيين من رجال ونساء وأطفال حملوا أغراضهم الشخصية خارجين في المدينة إن كان في سيارات أو سيراً. وأفاد عن بدء انتشار لمقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية في المدينة.
إلى ذلك، أفاد مراسل "العربية" بأن طائرات تركية استهدفت مواقع لقوات سوريا الديمقراطية في منطقة رأس العين في ريف الحسكة. وأضاف أن طائرات تحلق فوق بلدة الدرباسية على بعد 50 كلم من رأس العين.
وذكرت وكالة الأنباء السورية على "تيليغرام" أن تركيا تستهدف مواقع قوات سوريا الديمقراطية في مدينة عامودا.
نيران المدفعية ومدافع الهاوتزر
كما أفادت مصادر أمنية تركية لرويترز أن العملية العسكرية بدأت بضربات جوية، على أن تدعمها نيران المدفعية ومدافع الهاوتزر.
وقال شاهد عيان من بلدة تل أبيض السورية على الحدود مع تركيا، إن أصوات انفجارات ودخاناً يتصاعد بالقرب من الحدود مع تركيا. وأضاف بحسب ما أوردت رويترز، أن السكان يفرون من البلدة السورية الحدودية.
أردوغان يعلن بدء العملية
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدء العملية العسكرية في شمال شرقي سوريا. وقال أردوغان على حسابه الرسمي على تويتر إن العملية التي أطلق عليها اسمع "نبع السلام" قد بدأت. وأضاف أنها تهدف إلى القضاء على ما سمّاه "تهديد الإرهاب" الذي تواجهه تركيا.
من جهتها، أعلنت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري أن الضربات التركية استهدفت البوابة الحدودية وصوامع الحبوب في مدينة رأس العين.
كما أشارت إلى أن قوات سوريا الديمقراطية عمدت إلى إحراق الوثائق في مقراتها برأس العين.
ولفتت إلى وجود أنباء عن إصابات في صفوف المدنيين بقصف مدفعي تركي على أحياء في رأس العين.
ضربات جوية وذعر بين السكان
بدورها، أكدت قوات سوريا الديمقراطية أن المقاتلات التركية شنت ضربات جوية، مضيفة أن حالة ذعر هائلة تسود بين سكان شمال شرقي سوريا.
وقال مصطفى بالي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، على تويتر إن المقاتلات التركية بدأت تنفيذ ضربات جوية على مناطق مدنية شمال البلاد.
Turkish warplanes have started to carry out airstrikes on civilian areas. There is a huge panic among people of the region.
— Mustafa Bali (@mustefabali) October 9, 2019
حظر طيران
كما طالب مركز التنسيق والعمليات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية الولايات المتحدة وحلفاءها إقامة "منطقة حظر طيران" لحمايتها من الهجمات التركية.
وقالت إنها أظهرت حسن النية تجاه اتفاق آلية الأمن بين الولايات المتحدة وتركيا، لكن ذلك ترك الأكراد دون حماية.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد في وقت سابق أن القوات التركية واصلت الأربعاء عملية إخلاء القرى الواقعة على الشريط الحدودي مع سوريا، في إطار استعدادها للبدء بعمليتها العسكرية على منطقة شرق الفرات، بالتزامن مع استمرار وصول التعزيزات العسكرية الكبيرة من آليات ومدرعات وجنود نحو المنطقة.
إلى ذلك، أفاد بأن دفعات جديدة من الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا توجهت نحو الحدود التركية، قادمة من الريف الحلبي، وذلك للمشاركة في العملية العسكرية تحت إمرة أنقرة.

تحذير روسي
في المقابل، حذرت روسيا من أي خطوات قد تضر بما سمّته عملية السلام في سوريا. وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حث نظيره التركي في مكالمة هاتفية اليوم الأربعاء على تجنب أي خطوات في سوريا قد تضر بعملية السلام هناك.
وذكر الكرملين أن بوتين وأردوغان اتفقا في المكالمة الهاتفية على ضرورة احترام سيادة ووحدة أراضي سوريا.
تنديد دمشق
وكانت دمشق نددت في وقت سابق بنوايا أنقرة "العدوانية"، متعهدة بالتصدي لأي هجوم تركي. وقال مصدر في وزارة الخارجية التابعة للنظام السوري، في بيان نقله إعلام النظام الرسمي، إن بلاده "تدين بأشد العبارات التصريحات الهوجاء والنوايا العدوانية للنظام التركي والحشود العسكرية على الحدود السورية"، مؤكداً "التصميم والإرادة على التصدي للعدوان التركي بكافة الوسائل المشروعة".