اجتماع عقدته موسكو يرعب بشار الأسد

نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط

كشفت شخصيات تنحدر من الطائفة العلوية التي ينحدر منها رئيس النظام السوري بشار الأسد، بنود محضر اجتماع تم بينها، والجانب الروسي، في الخامس عشر من الشهر الجاري، وذلك في ردّ من تلك الشخصيات المعارضة، على تسريب نسخة وصفوها بغير الصحيحة، لحقيقة ما دار في ذلك الاجتماع الذي ترأسه من الطرف الروسي، سيرجي ميتوشين، السكرتير الأول للبعثة الروسية الدائمة إلى الأمم المتحدة، في جنيف.

وكانت تسربت تفاصيل كثيرة، في الساعات الأخيرة، عن بنود الاجتماع الذي جمع شخصيات علوية في الشتات، كما يرد في تعريفها، والدبلوماسي الروسي، في الوقت الذي أكد فيه المتحدث باسم الشخصيات العلوية، عيسى إبراهيم، أن ما تم تسريبه من محضر الاجتماع، كان غير صحيح، بحسب قوله في تقرير نشره على موقع عائلة الشيخ صالح العلي، الجمعة.

مادة اعلانية

سببان لاجتماع موسكو بعلويين معارضين

وقال إبراهيم إن الجهة التي يسّرت انعقاد ذلك الاجتماع، هي التي طلبت عدم تداول المحضر، متهماً "الجهة الميسرة" بتسريب نسخة "غير صحيحة" عن حقيقة المداولات التي جرت، والنقاط التي طرحتها الشخصيات العلوية.

وعقد اللقاء المذكور، تحت عنوان: "تسهيل التفاعل بين الاتحاد الروسي والمؤثرين من العلويين في الشتات" واستمر قرابة ساعتين، ولم يتم الإفصاح عن أسماء الشخصيات العلوية التي شاركت فيه، لأسباب أمنية.

وبحسب خبراء، فإن شروع موسكو بلقاءات من مثل اجتماعها بشخصيات علوية في الشتات، يحمل دلالتين، الأولى أن روسيا جادة بالتوصل إلى اتفاق حول دستور سوري، يراعي جميع خصوصيات المجتمع ومكوناته الطائفية والقومية. أما الدلالة الثانية، فهي أن موسكو بدأت بجس نبض العلويين وقابليتهم للدخول في حل للأزمة السورية، يتضمن تنحي الأسد وتشكيل حكومة وطنية جامعة، وأن اجتماع موسكو بعلويين معارضين، هو نوع من الضغط على بشار الأسد، الأمر الذي دفع بإحدى الشخصيات العلوية المعروفة في الساحل السوري، للهجوم العنيف على روسيا بسبب عقدها ذلك الاجتماع مع علويين، واصفا ما قامت به روسيا، بالمشين والمخجل ولا يليق بحليف، على حد ما قاله الدكتور أحمد أديب الأحمد، أستاذ الاقتصاد في جامعة "تشرين" التابعة لحكومة الأسد، على حسابه الفيسبوكي الموثّق، رداً منه على بيان الشخصيات العلوية الذي كشف محضر الاجتماع مع الروس.

هذا ما دار في الاجتماع

وبحسب النسخة الرسمية لما دار بين الطرف الروسي، وشخصيات علوية في الشتات، كما نشرها المتحدث باسمها، عيسى إبراهيم، فإنها أكدت بأن النظام السوري غير آبه بمصير الشعب.

وأكدت الشخصيات العلوية في لقائها الممثل الروسي، أن نسبة العلويين في الجيش السوري، أعلى من نسبة العلويين في المجتمع السوري ككل، ومردّ ذلك بحسب بيانها، هو ضعف الموارد في مناطقهم، ثم استغلال الأمر عبر عسكرتهم ليكونوا في خدمة "بقاء هذه النخبة في الحكم. وقد اختزل العسكر العلوي بشبكة محسوبية من بضع ضباط تحيط شخص الأسد". كما ورد في نص اللقاء.

وأكدت الشخصيات العلوية في الشتات، أن العلويين كغيرهم يشعرون بالغبن والمظلومية، جراء "هذه الإدارة الحالية للمجتمع السوري" ولهذا يحتاج جميع السوريين إلى "عقد اجتماعي جديد" على أن يتم تجسيده في "الدستور الجديد" ودون أي "محاصصة طائفية".

ثقافة إيران المنغلقة

وأفصح علويو الشتات، عن رغبتهم بدولة لا مركزية موحدة، نظامها ديمقراطي علماني.

وحضرت إيران، بقوة، في مداولات الطرف الروسي وعلويي الشتات. وبحسب النص "الصحيح" لما بحِث بين الجانبين، فقد أعرب علويو الشتات، عن رفضهم للوجود الإيراني بسبب ثقافته "المنغلقة" .

وورد في البند الخامس من محضر الاجتماع، أن العلويين فضّلوا الوجود الروسي، على الوجود الإيراني، بسبب ما وصف باعتبارات ثقافية متعلقة بالقدرة على التناغم والتفاعل، على العكس "من الثقافة الإيرانية المنغلقة" إلا أن العلويين الحاضرين الاجتماع المذكور، حذروا روسيا من أن هذا الشعور التفضيلي لها، بدأ بالانحسار، بسبب "شعور العلويين بأن التدخل الروسي جاء لمصلحة النظام أكثر من كونه لمصلحة السوريين والعلويين ضمناً".

بشار الأسد لا يمثّلهم

ووصف علويو الشتات، موقف روسيا، من رئيس سوريا القادم، بغير المتوازن، خاصة في "التصريحات الروسية التي تشير إلى أنها لن تدعم رئيساً سنّياً" وبأن روسيا تتحالف مع نظام الأسد، بلا شروط، معبرين عن رفضهم ربط مصير الطائفة العلوية بمصير النظام، وأكدوا رفضهم القاطع لأن يكونوا "رهينة" لنظام الأسد الذي رفضوا أيضا، مشاركته في المحادثات الوطنية أو الحوار، كممثل عن العلويين.

وعبّر علويو الشتات، عن اعتقادهم بأن الفقر الشديد الذي يعاني منه العلويون في الساحل السوري، أو في مناطق تواجدهم في حمص وحماة، كان متعمداً من قبل النظام السوري، كسياسة "هادفة إلى إجبار أفراد من العلويين للهجرة إلى العاصمة والسكن في عشوائيات الأحياء الفقيرة، ليكونوا حرساً يحمي النخبة الحاكمة" بحسب نص اللقاء.

وطالب ممثل علويي الشتات، الجهات التي سربت نسخة غير صحيحة لمحضر الاجتماع مع الروس، باعتذار ثم القيام بنشر النسخة الصحيحة للمداولات.

وتتواصل روسيا التي سبق وهزّت الأسد في شهر نيسان أبريل الماضي، بتسريبات تتحدث عن إمكانية تنحيه نظرا لفشله وفساد نظامه، في الأيام الأخيرة، مع عدد من الشخصيات السورية المعارضة، في إطار الجهود لإرساء حل للأزمة السورية وفقا للقرار الدولي 2254. وفي هذا السياق، التقى ممثل الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، بالرئيس السابق للائتلاف الوطني المعارض، معاذ الخطيب، الأسبوع الماضي، وفق الخارجية الروسية التي أشارت إلى أنه تم تبادل وجهات النظر، في اللقاء، حول آفاق التسوية السياسية في البلاد، وفقاً للقرار الدولي 2254.

انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة