23 قتيلا بينهم 20 مصريا بتفجيرات"دهب" ومبارك يعتبره عملا ارهابيا
يوش يدين ومحلل أمني يربط بين اخر 3 تفجيرات بسيناء
قتل عشرون مصريا وثلاثة اجانب بينهم طفل الماني ، وجرح 62 شخصا في التفجيرات الثلاثة التي وقعت مساء الاثنين 24-4-2006 في منتجع دهب بسيناء, حسب حصيلة جديدة لوزارة الداخلية المصري. ووصف الرئيس حسني مبارك الانفجارات بأنها عمل ارهابي اثم . وأدان الرئيس الامريكي جورج بوش التفجيرات. في الوقت نفسه، ربط مسئول أمني مصري سابق، بين اخر 3 تفجيرات في سيناء.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن بيان لوزارة الداخلية المصرية أن "عدد القتلى وصل حتى الان الى 23 ، بينهم 20 مصريا وثلاثة اجانب" متحدثا عن وجود طفل الماني بين القتلى. واضاف ان "مجموع الجرحى هو 62 بينهم 42 مصريا و20 اجنبيا". وكانت حصيلة سابقة لمصدر طبي واخر امني تحدثت عن 22 قتيلا و79 جريحا.
ووقعت الانفجارات في منطقة يتواجد فيها خصوصا عدد كبير من المطاعم. وهذه المنطقة السياحية ترتادها في هذه الفترة من السنة اعداد كبيرة من السياح بمناسبة الاحتفال بعيد شم النسيم. وقال التلفزيون المصري ان الانفجارات الثلاثة التي استهدفت مدينة ذهب الساحية ناتجة عن قنابل فجرت عن بعد, مستبعدا في الوقت الراهن وجود انتحاريين.
وقال شهود عيان انهم رأوا أشلاء بشرية وحطاما خارج مطعم وعندما انفجرت القنابل في حوالي الساعة 1915 بالتوقيت المحلي (1715 بتوقيت جرينتش) تصاعد الدخان من السوق في دهب وهي منتجع شاطيء ومركز شهير للغوص يرتاده السياح الجوالون الاجانب.
وقال عامل في مقهى كان على بعد حوالي 200 متر من الموقع " رأينا قتلى كثيرين. كان الناس يصرخون. واخرون ينقلون الناس الى المستشفى. هرع المصريون للتبرع بالدم. كانت هناك أشلاء ادمية. وكانت الشرطة منتشرة في كل مكان."وقال شاهد اخر" هناك اشلاء وحطام في الشارع ... وهناك عربات اسعاف وسيارات تنقل الناس الى المستشفى."
بوش يدين واسرائبل تعرض المساعدة
وقد أدان الرئيس المصري حسني مبارك تلك التفجيرات ووصفها بـ"العمل الأرهابي الجبان"، وتوعد بالرد والاقتصاص من الفاعلين، فيما أدان الرئيس الامريكي جورج بوش تفجيرات دهب قائلا اثناء اجتماع في لاس فيجاس "الارواح البريئة التي ازهقت في مصر عمل شائن ضد مدنيين ابرياء."
وعرض وزير الدفاع الإسرائيلي شاوول موفاز على الحكومة المصرية ارسال فرق اغاثة واطباء،وافادت مصادر الشرطة ان مئات السياح الاسرائيليين سارعوا مساء الاثنين الى انهاء اجازاتهم في صحراء سيناء في مصر والى العودة الى اسرائيل. وكان نحو عشرين الف سائح اسرائيلي توجهوا الى صحراء سيناء خلال عطلة عيد الفصح الاخيرة رغم تحذيرات السلطات الاسرائيلية من احتمال حصول اعتداءات.
واعلنت حالة الطوارىء في مستشفيات مدينة ايلات الاسرائيلية الواقعة على البحر الاحمر استعدادا لاستقبال جرحى محتملين او لارسال فرق طبية. واعلن السفير الاسرائيلي في مصر شالوم كوهين في تصريح للاذاعة الاسرائيلية ان اجهزة الامن المصرية ابلغته بعدم وجود قتلى اسرائيليين نتيجة هذه التفجيرات.
وقد اقفلت مصر حدودها مع اسرائيل مساء الاثنين "لمنع هروب مشبوهين محتملين" في تنفيذ التفجيرات الثلاثة وياتي اقفال الحدود هذا في حين يحاول سياح اسرئيليون العودة الى ديارهم.
ثالث مجموعة تفجيرات
وهذه ثالث مجموعة من التفجيرات تستهدف الشاطيء الشرقي لشبه جزيرة سيناء منذ اكتوبر تشرين الثاني 2004 عندما هاجمت مجموعة فندق طابا ببلدة طابا الحدودية ومنتجعين اخرين على الساحل الشمالي الشرقي مما اسفر عن مقتل 34 شخصا.
وقالت السلطات المصرية ان جماعة لها صلة قوية بالجماعة الاولى هاجمت منتجع شرم الشيخ في يوليو تموز الماضي مما أسفر عن مقتل 67 شخصا. ووقعت تلك الهجمات أيضا في أيام عطلات في مصر هما عطلتا السادس من أكتوبر و23 يوليو.
وقال شهود انه استنادا الى الشواهد التي رأوها في الشوارع فان انفجارات دهب أصغر حجما من تلك التي وقعت في شرم الشيخ وطابا وليست ناتجة عن سيارات ملغومة. وانفجارات شرم الشيخ التي استهدفت فنادق ومواقع للتسوق استخدمت فيها سيارتان ملغومتان وحقيبة بها قنبلة.
ربط بين تفجيرات سيناء الثلاثة
في الوقت نفسه ، اعتبر مسئول أمني مصري سابق أن تفجيرات دهب مقصود بها ضرب الحركة السياحية التي تشهد حاليا ذروة موسمها بمدن جنوب سيناء، وربط بين التفجيرات التي شهدتها دهب مساء الاثنين وبين التفجيرات التي وقعت بمحافظة جنوب سيناء سابقا وشملت مدينتي طابا وشرم الشيخ.
وقال اللواء فؤاد علام نائب رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق إن أسلوب تنفيذ التفجيرات التي وقعت بمدينة دهب تؤكد التشابه بينها وبين تفجيرات طابا وشرم الشيخ من عدة جهات حيث اعتمد منفذو التفجيرات الثلاث على تفجير ثلاثة مواقع في وقت واحد واستهداف مناطق مزدحمة بالسائحين ومعروف عنها ارتياد سياح اسرائيليين لها.
وقال علام وهو خبير أمني مصري معروف إن الاختلاف الوحيد هو طريقة التفجير التي كانت في التفجيرين الماضيين تتمثل في استخدام سيارات ملغومة بداخلها انتحاريين، بينما تمت هذه المرة عن طريق متفجرات موجهة يتم تفجيرها عن بعد.
وأحدثت التفجيرات لغطا شديدا حول قدرة الخدمات الطبية القائمة بمدينة دهب وهي مدينة سياحية مهمة تبعد عن شرم الشيخ مائة كيلو متر تقريبا، وزاد الأمور تعقيدا اعلان تحويل جميع المصابين إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي والاستعانة بفرق طبية متخصصة تحركت بطائرة خاصة من مطار القاهرة للمساعدة في عمليات العلاج.