وزير دفاع إيران السابق "شمخاني" يتحدث للعربية.نت عن أسلحة بلاده

بعد تقرير أمريكي رجّح التفوق العسكري الخليجي على طهران

نشر في:

استبعد وزير الدفاع الإيراني السابق علي شمخاني، في حوار خصّ به "العربية.نت"، وقوع حرب بين طهران وواشنطن قريبا، متحدثا عن قدرات بلاده العسكرية المتطورة وخاصة في سلاح الطيران الذي وصفه بأنه قادر على حماية كل الأراضي الإيرانية. كما نفى شمخاني وجود أي صلات بين بلاده وتنظيم القاعدة، داعيا في الوقت ذاته دول الخليج إلى الإطمئنان "لأن أمن بلاده من أمن الخليج"- على حد تعبيره.

وجاء حوار "العربية.نت" مع علي شمخاني عقب تقرير صدر حديثا عن مركز الدراسات الإستراتجية العالمية CSIS بالولايات المتحدة، والذي أفاد أن واردات إيران من الأسلحة العسكرية انخفض في السنوات الأخيرة وذلك نتيجة الاعتماد على صناعة السلاح محليا، ولكنه أشار إلى غياب التقنية الحديثة لدى السلاح الإيراني مقارنة بالتقنية التي تتمتع بها جيوش الخليج الأخرى.
وعلق الخبير في الشؤون العسكرية رياض قهوجي، في حوار مع "العربية.نت"، على تقرير المركز الأمريكي بالقول إن التكنولوجيا التي تملكها دول الخليج من طائرات وقطع بحرية وصواريخ وردارات واتصال متقدم لازالت متقدمة بشكل كبير على ما تملكه إيران، لافتا إلى أن إيران سعت من خلال الحرب الأخيرة في لبنان إلى إيجاد نوع من التوازن من خلال صناعة سلاح خفيف يدمر الأسلحة المكلفة التي لا يمكنها الحصول عليها.

لاحرب قريبة مع واشنطن

رأى وزير الدفاع الإيراني السابق علي شمخاني، والذي يدير حاليا مركز الدراسات الاستراتيجية الدفاعية بطهران، في حديثه للعربية.نت، أنه "لا يمكن الحديث عن مواجهة عسكرية مع الغرب وإنما مع الولايات المتحدة لأن أمريكا ليست كل الغرب، ولكن أعتقد أن هذا أمرا مستحيلا فالولايات المتحدة قادت حرب العراق التي أدت إلى كارثة كبيرة في المنطقة".
وتابع "ولا أعتقد أنه يوجد تصميم قطعي بشن هجوم عسكري على إيران ووضعنا يختلف عن وضع العراق من حيث الجيش والشعب وكذلك التجارب الأمريكية معنا والحرب الاسرائيلية الأخيرة أكدت لهم أن إيران أنها البلد الذي يصعب تخريبه بسهولة". وتابع " أستبعد وقوقع مواجهة قريبا وأشدد على كلمة قريبا، وننتظر وضع الجمهورين في الانتخبابات الأمريكية القادمة. وهذا أمر غير عقلاني".

سلاح إيران

سألته إذا كانت إيران قادرة على تحدي الولايات المتحدة من خلال قوة عسكرية، فأجاب "إيران لا تريد شن هجوم أو حرب على أحد ولكن إذا وقع هجوم عليها لديها القدرات التي تمكنها من الدفاع عن نفسها ".
وردا على التقرير الأمريكي الذي تحدث غياب التكنولوجيا عن سلاح الطيران الإيراني، يعلق شمخاني: لم يصل العالم إلى نهاية المطاف في التكنولوجيا، نحن مستمرون في تطوير هذا السلاح، إيران لها قدرة ويمكن أن تكملها، وما يمكن أن اقوله هو أن إيران قادرة على الدفاع عن ارضها ضد أي هجوم جوي وسماء إيران يمكن أن تسبب خسائر ضد أي هجوم عسكري عبر الطائرات وليس الصواريخ".
ويشدد شمخاني على أن البرنامج النووي الإيراني "هو برنامج سلمي لتخصيب اليورانيوم، والشعب الإيراني يساند هذا البرنامج وهذا قرار اتخذ منذ سنوات ولا يمكن العودة عنه وهو الوصول إلى حد معين وسلمي من البرنامج النووي، أي حكومة تأتي يمكن لها أن تغير طريقة التعامل مع العالم ولكن لا يمكنها التخلي عن البرنامج النووي".
وفيما إذا كانت إيران تمتلك أسلحة دمار شامل كما تقول الولايات المتحدة، يجيب شمخاني: التقارير الأمريكية حول هذا الملف فيها تناقض كبير والجهاز الأمني في أمريكا لا سيطرة له على إيران، إذا كانت الاستخبارات الأمريكية بلا سيطرة على إيران فمن يضع هذه التقارير، الجهاز الأمني الأمريكي تحدث عن صلات العراق بالقاعدة ثم امتلاكه لسلاح دمار وتبين أنه غير صحيح. لذلك اقول هذا جهاز أمني اخطأ كثيرا في تاريخه وهناك لجان دولية تزور مواقع عسكرية وغير عسكرية إيرانية، ولم يقولوا حتى اليوم أن إيران لديها قدرات عسكرية في السلاح النووي . هذه تقارير سياسية لاتخاذ مواقف ضد إيران. وإيران ليس لديها سلاح دمار شامل".
ونفى شمخاني أن تكون إيران تزود حزب الله بسلاح الآن، قائلا إن " لبنان الآن مطوق برا وبحرا وجوا وهذا مستحيل، كما أن حزب الله له قوة فكرية وصناعية وعسكرية ومجربّة لديه القدرة على تصنيع أسلحة".
ودعا علي شمخاني دول الخليج للاطمئنان، وقال : "هذا ليس قلقا خليجيا وإنما يأتي من خارج الخليج من قوى يمكن أن تحرك أي خلافات في المنطقة مثلما حركت نظام صدام في الماضي وأصبح بطلا بالنسبة لها، أطمئن دول الخليج نحن منهم وأمنهم واستقلالهم مرتبط بأمننا واستقلالنا ونحن أخوة ومسلمون".

إيران والقاعدة

كما نفى شمخاني وجود أي صلات مع القاعدة، ثم أردف "الزرقاوي هو أمير القاعدة في بلاد الرافدين وقتل أصدقاءنا وأحباءنا فكيف نكون مرتطبين بالقاعدة، هذا كذب، القاعدة لا تخدم المسلمين ولا العرب، قتلوا دبلومسايين إيرانيين في أفغانستان ولا يوجد ما يربطنا أو يجمعنا بهم".

تفوق عسكري خليجي

وكان تقرير مركز الدراسات الإستراتجية العالمية، الذي يضم العديد من البرامج المتخصصة في الشؤون العالمية المختلفة مثل معهد بروكينغز ويرأس المركز جون هامري مساعد وزير الدفاع السابق لشؤون تخطيط الميزانيات، تحدث عن وضع الجيش الإيراني بسلاحه الجوي والبحري والبري من خلال إحصائيات ورسوم بيانية توضيحية.
ويقول التقرير - وهو خدمة إخبارية ومعلوماتية يقدمها معهد الأمن العالمي World Security Institute - إنه "بالرغم من زيادة الإنفاق العسكري الإيراني في السنوات الماضية نتيجة ارتفاع صادرات النفط (23 مليار دولار عام 2000 إلى 33,6 مليار عام 2003 إلى 62 مليار عام 2006)، نجد أن الواردات العسكرية الإيرانية في هبوط مستمر".
وأوضح "على سبيل المثال انخفضت واردات السلاح الروسي من 1,3 مليار دولار في الفترة 1993-1996 إلى 0,1 مليار في 2001-2004. وانخفضت واردات السلاح الصيني لإيران من 0,9 مليار إلى 0,1 مليار في نفس الفترة.. ولذا ركزت إيران في العهود الماضية على تطوير صناعة السلاح المحلي".
ولكن يشير التقرير إلى أن تلك الجهود "لم تسفر عن نتائج ملحوظة في تحسين وضع القطاع العسكري الإيراني الذي يواجه عدة تحديات خطيرة أهمها فشل إيران في توفير قطع غيار للمعدات العسكرية الغربية التي لا زالت في حوزة جيشها، إضافة إلى تردي حالة المعدات الحربية القديمة، وغياب التقنية التكنولوجية الحديثة التي تتمتع بها جيوش الخليج الأخرى".
ويبدأ التقرير بمعلومات عن وضع القوات البرية الإيرانية قائلا إن "الجيش الإيراني يتمتع بحجم كبير من القوات البرية مقارنة بجيوش دول الخليج". ويقول " عدد الدبابات بالجيش الإيراني شهدت زيادة ملحوظة في السنوات السابقة، من 1135 عام 2000 إلى 1565 في 2003 و 1613 عام 2006. وأما عدد مقاتلي الجيش فيبلغ 350 ألف إضافة إلى 220 ألف من الاحتياط . ويشير التقرير إلى أن عدد الدبابات "الحديثة" طبقا للمعايير السائدة لا تتعدى الـ580 دبابة، وعدد الدبابات الجاهزة للاستعمال لا تتعدى الألف. ويذكر التقرير أن إيران تستورد الأسلحة المضادة للدبابات من روسيا والصين وأوكرانيا، كما تصنعها محليا طبقا للنماذج السوفيتية التي تمتلكها.
ثم ينتقل التقرير للحديث عن القوات الجوية ويصفها أنها تتكون من 52 ألف شخص بما فيهم من 15 ألفا في قطاع الدفاع الجوي، وتمتلك إيران أكثر من 300 طائرة حربية. ويقول التقرير أن القوات الجوية تعاني من ضعف في إمكانيات الصيانة. كما تعتبر المقدرات التكنولوجية المتوفرة للقوات قديمة مقارنة بالقوات الإقليمية الأخرى. وأما القوات البحرية فيبلغ عديدها 1800 مقاتلا مع 3 غواصات .
وفي تقييمه العام للمقدرات الجيش الإيراني، يقول التقرير إنه "بالرغم من تحسينات في تنظيم وإعداد قوات الجيش، لازالت القوات تعاني من قصور ملحوظ من حيث قدرتها على صيانة المعدات الحربية وتوفير الإعداد والتدريب الكافي للموارد البشرية. ويوضح المؤلفان أن مقدرات الجيش الإيراني تعتبر دفاعية في طبيعتها، حيث إن التدريبات المعدات المتوفرة لا تؤهل القوات للقيام بمهمات كبيرة خارج البلاد".

خبير عسكري يعلّق ..

وتعليقا على هذا التقرير الجديد، يقول رياض قهوجي، مدير عام مركز الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري ومدير مكتب مجلة "ديفنس نيوز" الدولية في الشرق الأوسط، في حديث للعربية.نت إن هذا التقرير الأمريكي يشير بوضوح إلى أن التكنولوجيا التي تملكها دول الخليج من طائرات وقطع بحرية وصواريخ وردادات واتصال متقدمة بشكل كبير على ما تملكه إيران.
ويتابع "على سبيل المثال سلاح الجو الإيراني أقل قوة وفعالية أمام سلاح الجو مثلا في السعودية والإمارات وذلك من ناحية نوعية الطارئات والعدد، لا مجال للمقارنة من حيث النوعية، ومن حيث الحرب الإلكترونية والرادارات أيضا دول الخليج متفوقة على إيران. لكن من ناحية القوات البرية عدد القوات البرية الإيرنية أكبر مما تملكه دول الخليج، ولذلك من ناحية تكنولوجيا القوات البرية دول الخليج متفوقة نوعا ولكن إيران متفوقة كمّا" .
ثم يكشف رياض قهوجي عن خطة عسكرية تعمل من خلالها إيران من أجل إيجاد التوازن مع التفوق العسكري للجهات الأخرى سواء كانت الولايات المتحدة أو دول الخليج.
ويوضح: "لكي يحقق الإيرانيون نوعا من التوزان حصل ما شاهدناه في لبنان، وهي تصنيع أسلحة أخف قادرة على تدمير الأسلحة المكلفة مثل الدبابات التي لا يمكن الحصول عليها، وهذه الأسلحة الخفيفة هي الصواريخ الموجهة، حيث يتم التركيز على تصنيع الصواريخ المضادة للدروع لإحداث نوع من التوزان مع التفوق التكنولوجي للخصم، وجرت تجربتها في لبنان ووجدوا أن استخدام هذه الصواريخ مع التكتيك الذي استخدم من ناحية كثافة النيران، وأسلوب حرب العصابات، لديها خلق نوع من التوازن والتفوق ايضا، وهم يحاولون إلغاء التفوق التكنلوجي الجوي والبري لعدوهم".

ثورة صناعية وثورة الكترونية ؟

بعد ذلك يتحدث رياض قهوجي عن "الثورة الصناعية العسكرية" للجيش الإيراني، ويقول إنه جيش تمكن من تحقيق ثورة صناعية إلا أنه يتأخر عن الغرب الذي وصل إلى مراحل متطورة في الثورة الإلكترونية العسكرية.
ويضيف "التصنيعات العسكرية الإيرانية مبنية على تكنولوجيا استوردت من دول غربية وشرقية وبعض الأسلحة التي تمكنوا من شرائها مؤخرا أو الحصول على تراخيص من الشركات المصنعة لإعادة تصنيعها في إيران.عندما كانت علاقاتها جيدة مع أمريكا قبل ثورة الخميني عام 1979 كان تملك إيران أحسن الأسلحة المنتجة حتى يومها، وما صنع تم بناء على الأسلحة التي كانت لدى الجيش الأمريكي، والصناعة الإيرانية لأسلحة أمريكية تعود التكنولوجيتها المستخدمة فيها إلى حقبة السبعينيات، وحصلوا فيما بعد على أسلحة من روسيا والصين في الثمانينات وبداية التسعينات من طائرات وصواريخ وأخذوا تراخيص تصنيعها عندهم مثل الصاروخ المضاد للسفن الذي استخدمه حزب الله لضرب البارجة الاسرائيلية ساعر وهو صاروخ من تصنيع صيني أخذت إيران رخصة بتصنيعه".

طائرة إيرانية؟

وكان الجيش الإيراني أعلن مؤخرا عن تصنيعه طائرة مقاتلة انضمت إلي سلاحه الجوي‏،‏ بعد اختبارها بنجاح خلال مناورات " ضربة ذي الفقار" العسكرية‏،‏ وأوضح أن هذه المقاتلة أطلق عليها اسم الصاعقة وهي تشبه المقاتلة الأمريكية‏(‏ إف ـ‏18)،‏ إلا أنها أقوى منها‏.‏ وأشار إلي أن هذه المقاتلة تم تصميمها وتصنيعها وتطويرها على أيدي خبراء إيرانيين‏.
وأشار إلى أن الصاعقة قادرة علي إطلاق القنابل والصواريخ‏،‏ ويقودها طيار واحد وبها قمرة قيادة صغيرة. وأكد اللواء عطاء الله صالحي‏،‏ القائد العام للجيش الإيراني‏،‏ أنه لم تتعاون أي دولة مع إيران في صنع هذه المقاتلة‏،‏ مشيرا إلى أن تكنولوجيا إنتاج هذه الطائرة متوافرة في الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند بصورة مشتركة‏،‏ وبعض الدول الأوروبية.
ويصف الخبير رياض قهوجي هذه الطائرة بأنها من تكنولوجيا السبعينيات والثمانينيات، موضحا "الصناعة العسكرية الإيرانية تشهد ثورة صناعية لكن بعيدة عن الثورة الإلكترونية الغربية، وإيران وصلت للثورة الصناعية بمعنى أن أي سلاح أو آلية تراها يمكن أن تقوم بتفكيكها وتصنيع مثلها".
ويضيف " تسعى إيران لإنجاز صفقة طائرات مع روسيا الآن تتضمن طائرات سوخوي 27 و 32 و 35 وهي طائرات متقدمة ولكن أعدادها ليست كبيرة، وسعرها مرتفع، والروس أصلا يرفعون سعرها لإيران لأن روسيا الوحيد الذي يقبل منحها طائرات "فمثلا إذا عرضوها على الإمارات ستكون بسعر اقل لأن الإمارات تشتري من دول عديدة".
ويتابع "أبرز طائرات الجيش الإيراني هي ميغ 29 والسوخوي ولكن أعدادها لسيت مهمة، لكن هم يحاولون الحصول على سلاح دفاع جوي فعال ضد الطائرات التي مداها من متوسط إلى مرتفع، وهذا نقص أساسي، وتحت الضغط الأوروبي والأمريكي الروس يرفضون بيع مثل هذه الأنظمة إلى إيران ".