500موقوف بباكستان واحتمال إرجاء الانتخابات إثر حالة الطوارئ

أمريكا تقول إنها ستراجع المعونة المالية لإسلام آباد

نشر في:

فيما يعد اعلان الرئيس الباكستاني برويز مشرف حالة الطوارئ في البلاد انتكاسة كبيرة لمعركة واشنطن لاحلال الاستقرار في الدولة التي تعتبر من اقوى حلفائها في "الحرب على الارهاب"، قال رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز الاحد 4-11-2007 ان عدد الموقوفين في البلاد منذ اعلن الرئيس برويز مشرف حال الطوارئ مساء السبت وصل الى ما بين 400 و500, مشيرا الى امكانية ارجاء الانتخابات التشريعية عاما واحدا.

وقال عزيز في خلال مؤتمر صحافي قدم فيه اولى الارقام الرسمية حول عدد الاشخاص الذين اوقفوا منذ اعلان حال الطوارئ مساء السبت "لقد حصل ما بين 400 و500 توقيف احترازي في البلاد".

وامل عزيز ان تنتهي حالة الطوارئ "والا تستغرق وقتا طويلا", من دون اعطاء ايضاحات اخرى.

وكانت احصاءات متعددة للشرطة تحدثت عن توقيف المئات منذ مساء السبت.

وفي اطار هذه الحملة, قامت السلطات بوضع عمران خان, بطل الكريكت السابق الذي اضحى احد اشد معارضي الرئيس الباكستاني قيد الاقامة الجبرية وكذلك فعلت بشخصيات عدة من المعارضة وبمحامين مقربين من القاضي افتخار محمد شودري الرئيس السابق للمحكمة العليا الذي اقاله مشرف مساء السبت.

وقال خان ان "مشرف يسعى الى التمسك بالسلطة بالوسائل كافة".

واعتقل ايضا من منزله في مولتان (وسط) صباح الاحد جواد هاشمي رئيس الحزب الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق المنفي نواز شريف.

أمريكا تقول إنها ستراجع المعونة المالية لباكستان


واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاحد في القدس ان بلادها ستعيد النظر في مساعداتها الى باكستان, التي تلقت نحو عشرة مليارات دولار من المساعدات العسكرية منذ هجمات 11 سبتمبر/ايلول 2001.

واضافت رايس اثناء زيارة الى القدس "لدينا بعض المخاوف تتعلق بمواصلة مكافحة الارهاب, ويجب ان نتمكن من حماية المصالح الاميركية من خلال الاستمرار في محاربة الارهابيين". وقالت "لدينا جهود كبيرة لمكافحة الارهاب في باكستان, لذلك علينا ان نعيد
النظر في هذا الوضع باكمله".

وجاءت تصريحات الوزيرة الامريكية بعد ان استبعدت وزارة الدفاع الوقف الفوري للمساعدات العسكرية لباكستان.

من جهة اخرى اعلن عزيز ان بامكان البرلمان ارجاء الانتخابات التشريعية العامة المقررة في يناير/كانون الثاني 2008 عاما واحدا, مشيرا الى ان حكومته لم تأخذ قرارا بعد بهذا الصدد.

وقال "قد يحصل تأجيل في الجدول الزمني للانتخابات ولكننا لم نتخذ بعد قرارا بهذا الشأن". واضاف "نحن بصدد مناقشته (ولكن) في حالة الطوارئ يمكن للبرلمان ان يمهل نفسه حتى عام واحد (...) لتنظيم الانتخابات المقبلة". وتابع يقول للصحافيين "عندما نصل الى نتيجة لمداولاتنا سنطلعكم عليها بالتأكيد".

وعلى الرغم من اعلان مشرف حال الطوارئ السبت الا ان عزيز شدد على ان حكومته "ملتزمة التمديد للنظام البرلماني" في باكستان.

وقبيل هذا المؤتمر الصحافي اعلن نائب وزير الاعلام الباكستاني طارق عظيم ان "الانتخابات ستجري لكن المواعيد قد تتغير بسبب حال الطوارىء في البلاد".

وكان مقررا ان تجري الانتخابات العامة لاختيار برلمان فدرالي جديد واعضاء المجالس الاقليمية الاربعة في باكستان منتصف يناير/كانون الثاني 2008.

وكان من المتوقع ان تشكل هذه الانتخابات محطة رئيسية على طريق عودة البلاد الى النظام الديموقراطي بعد ثمانية اعوام على الانقلاب العسكري الابيض الذي نفذه الجنرال برويز مشرف في اكتوبر/تشرين الاول 1999.

وكان الرئيس الباكستاني اعلن مساء السبت حال الطوارئ في البلاد, بعدما سبق له ان وعد بان يكمل البرلمان والمجالس الاقليمية ولاياتهم حتى نهايتها في 15 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وكان مقررا بعد هذا التاريخ ان تتولى حكومة موقتة دفة الحكم في البلاد لمدة ستين يوما الى حين اجراء الانتخابات التشريعية العامة منتصف يناير/كانون الثاني وفقا للدستور.

الا ان مشرف, الذي وعد سابقا بنقل البلاد الى الديموقراطية من دون ان يحدد موعدا للانتخابات التشريعية, علق مساء السبت تطبيق العمل بالقانون الاساسي الباكستاني ما اثار مخاوف بتأجيل الانتخابات لعام.

وكانت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو التي عادت في 18 اكتوبر/تشرين الاول الى بلادها بعد ثمانية اعوام قضتها في المنفى الاختياري دخلت في مفاوضات مع الرئيس مشرف بغية التحالف سويا في الانتخابات التشريعية مقابل تقاسمهما السلطة بعدها.