"هي فوضى" ليوسف شاهين: هو فوضى فعلا

تقرير العربية.نت السينمائي الأسبوعي

نشر في:

يخصص تقرير العربية نت السينمائي مادته الرئيسية هذا الأسبوع لفيلم المخرج المصري يوسف شاهين "هي فوضى"، الذي يعرض حاليا في الصالات العربية، وفيه محاولة مرتبكة فنيا ودراميا لرصد عنف السلطة وطغيانها وفسادها، من خلال شخصية أمين شرطة سادي وفاسد يتحكم بمجتمعه الأصغر، متمتعا بغطاء مباشر من رؤسائه، وكاشفا عبر أفعاله التي ترقى لمستوى الجريمة، الفوضى التي تعيشها أجهزة السلطة وضاربا بعرض الحائط كل القوانين.

هي فوضى: الفيلم والمخرج

ثمة قصة لا أذكر الآن أين قرأتها أو من هو كاتبها تصلح مدخلا للكتابة عن فيلم "هي فوضى" وتجربة مخرجه يوسف شاهين، وتتحدث القصة عن فنان تشكيلي جدي لم تكن لوحاته تلقى رواجا، فأشار عليه أحد أصدقائه النقاد بطلي لوحاته الكاسدة بمزيج غريب من الألوان وكيفما اتفق ويقيم معرضا لها، ولو سأله أي زائر للمعرض عما يعنيه بأي من اللوحات المعروضة، فما عليه إلاّ أن يأخذ نفسا عميقا من غليونه، وينفخ دخانه في وجه سائله، متصنعا نظرةً ساهمة، ومجيبا بجملة: هل رأيت في حياتك نهرا؟، لأنه ومهما كانت ثقافة السائل ومستوى وعيه، سيجعله خوفه في حالة ارتباك تمنعه من الرد على جملة الفنان الاستفهامية، وهنا الآن أحاول أن أجد إجابة للسؤال الاستفهامي، الذي يبدو وكأن يوسف شاهين في أعماله الأخيرة مصرّ على طرحه على مشاهده، معتمدا على سلطة اسمه التي بنتها أعماله الأولى المهمة والمؤسسة في تاريخ السينما العربية مثل: "باب الحديد" و"الأرض" و"العصفور"، والتي هجرها ليغرق ولسنوات في تأمل سيرته الذاتية، منتقلا بعدها إلى أفلام استشراقية الهوى، وسطحية التوجه، وساذجة البناء الدرامي، والشكل الفني، سواء تلك التي تنضوي ضمن موضة إعادة كتابة التاريخ برؤية معاصرة، أو التي اعتمدت على مواضيع معاصرة.

وحتى لا أفهم خطأ بأني ضد تطور الفنان، ومع مرواحته في الأماكن والمواضيع التي نجح فيها، أحب أن أوضح بأن هاجس الوصول إلى العالمية الذي تحوّل إلى هاجس ملح لدى يوسف شاهين، إضافة إلى محاولة إرضاء واستعطاف الجهات الغربية المشاركة في الإنتاج، ومن دون أن أتجاهل العامل الأقلوي المغلف بغطاء علماني في محاولة تحريك الساكن وإلقاء حجر في الماء الراكد، وخاصة في المواضيع التاريخية التي تمس الدين عبر رجالاته ورموزه، ومع تراجع الفكر القومي والاشتراكي لصالح انتماء الدين والطائفة والملّة، كل هذه العوامل اجتمعت لتحول هوية يوسف شاهين من مخرج مصري في أعماله الأولى إلى مخرج يرغب أن يكون عالميا يعمل في مصر، وكلامي هذا لا يعني إطلاقا مساندة دعاوى أنظمة الاستبداد التي تحارب كل عمل فني يكشف فسادها تحت يافطة أنه ينشر الغسيل الداخلي الوسخ في الخارج، لكن ما يقوم به شاهين هو اختيار الموضوعات التي تفضلها الجهات الغربية المنتجة، والصورة التي تحب أن ترى مجتمعاتنا فيها، وفيلم "هي فوضى" رغم أن ما يحدث في الواقع يتجاوز أحداثه، إلاّ أنه ينتمي إلى أفلام الاستشراق، لكن الذي يعنيني في هذا المكان أكثر، هو الحالة الدرامية المفككة للفيلم، سواء في رسم الشخصيات الأحادية السلوك، شريرة أو خيّرة، أو بناء القصة التي تذكر حلول كل مأزق تتعرض له شخصياتها بأسوأ أفلام الميلودراما وأردأ أفلام المبالغة التهريجية في مصر، أو في الأسلوب الإخراجي التجاري الذي يتجاهل الإنجازات الفنية لمخرجين مصريين مثل: عاطف الطيب، ومحمد خان، وداوود عبد السيد، ورضوان الكاشف، وخيري بشارة، وينساق وراء مخرجي السوق.

ومع أهمية موضوع الفيلم الذي يتناول جنون السلطة عندما تغيب الرقابة عليها، ويعم الفساد وتنتشر الفوضى من خلال شخصية أمين شرطة (أدى الدور خالد صالح بمبالغة مثيرة للضحك أحيانا) يقترف الجرائم، ويحظى بحماية رسمية من رؤسائه المباشرين، إلاّ أن ثغراته الدرامية الكثيرة أساءت لفكرته، إذ ليس من المعقول أن توجد شخصية شريرة بسوء أمين الشرطة، ثم يظهر في مشاهد العاشق المتيم بجارته الشابة (أدتها منه شلبي مذكرة مشاهدها بكركترات سبق أن أدتها في أفلام سابقة)، كما أنه ليس من المعقول أن تقدم شخصية وكيل النيابة الإيجابية والخيرة، وعلاقته بفتاة كل طباعها وسلوكها يتناقض مع سلوك وتربية عاشقها، والتي تنتهي فجأة بمشهد كاريكاتوري، ليعود وفجأة أيضا فيحب الفتاة التي طالما رفضها ويتعلق بها، ومثل هذه النقلات السريعة أو الحلول الساذجة تتكرر في الفيلم بشكل يدعو للاستغراب، من قبول الفتاة التي طالما هربت من ملاحقة أمين الشرطة لها، ليس فقط محاورته بل والغداء معه لإنقاذ والد صديقة لها تخلق بالصدفة في الفيلم، إلى المظاهرات الشعبية التي تجتمع فجأة ومن دون سابق إنذار وتقرر مهاجمة قسم الشرطة طالبة الانتقام من الأمين الشرير، ملبية نداء والدة الفتاة التي اغتصبها أمين الشرطة، وهي التي لم تفعل ذلك عندما كانت تهان وتذل، إلى الشعاراتية التي يمتلأ بها الفيلم من خلال شخصية ناظرة المدرسة (أدتها هالة صدقي بحجمها كشخصية ثانية)، إلى النهاية المليودرامية السعيدة التي تمزج الرضا بالدموع، إلى.. إلى.. إلى.. التي تجعل من فيلم "هي فوضى" عملا تجاريا شعبويا مرتبكا، تنقصه الحرفة ويكثر فيه الادعاء، يبتز الجمهور بموضوع مؤلم وحار بالنسبة له.

أخيرا، أستطيع أن أفهم أو أتقبل "هي فوضى" من مخرج مبتدئي، ومن دون أن أبرر له ثغراته، لكن لا تستطيع سطوة اسم يوسف شاهين أن تجبرني على الصمت أمام سؤاله: (هل رأيت في حياتك نهرا؟) التي بدأت بها حديثي، والتي يحاول عبرها قطع الطريق على أي انتقاد يوجه له!

10 آلاف سنة قبل الميلاد يتصدر قائمة الإيرادات الأمريكية

تصدر فيلم (10 آلاف سنة قبل الميلاد 10.000 B. C.) قائمة إيرادات السينما الأمريكية هذا الأسبوع خلال الأسبوع الأول من عرضه ليتفوق على الفيلم الكوميدي (نصف محترفSimi Pro) للنجم ويل فيريل، وحقق الفيلم إيرادات بيع تذاكر قدرها حوالي 35.7 مليون دولار بعد عرضه في 3410 دور عرض، وهو بطولة ستيفين ستريت، وكاميللا بيلي، وكليف كورتيس، وتدور أحداثه حول الصراعات في العصور الأولى من البشرية.

وفي المركز الثاني، وبفارق كبير، جاء الفيلم الكوميدي الجديد أيضا ( كلية رحلة الطريق College Road Trip)، بعد أن حقق إيرادات قدرها حوالي 14 مليون دولار بعد عرضه في 2706 دور عرض، وهو من بطولة النجم الكوميدي مارتن لورانس، ورافين ساموني، وبريندا سونج، وتدور أحداثه حول فتاة تنتهي من مرحلة الدراسة الثانوية، وتقوم بالبحث في المدينة التي تقيم فيها برفقة الوصي عليها (لورانس) عن أفضل كلية يمكن الالتحاق بها.

واحتل الفيلم المثير (وجهة نظر Vantage oint ) المركز الثالث بإيرادات قدرها حوالي 7.5 مليون دولار في الأسبوع الثالث من عرضه في 3.163 دور عرض، بإجمالي إيرادات قدرها حوالي 51.6 مليون دولار، وتدور أحداثه حول ثمانية وجهات تقود المحققين في اغتيال الرئيس الأمريكي أثناء إلقائه خطبة في إسبانيا إلى منفذي العملية.

وفي المركز الرابع جاء (نصف محترف Simi Pro) بإيرادات قدرها حوالي 5.9 مليون دولار في الأسبوع الثاني من عرضه في 3121 دور عرض، بإجمالي إيرادات قدرها حوالي 24.8 مليون دولار، وتدور أحداثه حول جاكي مون (فيريل) الذي يمتلك أكاديمية يقوم فيها بتعليم كرة السلة، ثم يقود فريقه للصعود لدوري المحترفين، وهو من إخراج كينت ألترمان.

واحتل الفيلم الجديد (عمل البنك The Bank Work) المركز الخامس بإيرادات قدرها حوالي 5.7 مليون دولار في الأسبوع الأول من عرضه في 1603 دور عرض، وهو بطولة جيسون ستاثام، والممثلة الأمريكية سافرون بوروس، ومن إخراج روجر دونالدسون، وتدور أحداثه حول قيام عصابة باقتحام بنك باركر ستريت في لندن لسرقة خزينة بداخله إلا أنهم يفاجؤون بوجود أسرار فاضحة لشخصية مهمة.

رواية هاري بوتر الأخيرة ستصور في فيلمين

أكدت شركة إنتاج الأفلام الشهيرة وارنر بروس أن كتاب هاري بوتر الأخير "هاري بوتر إند ديثلي هالوز" سيصور في فيلمين الأول في نوفمبر/تشرين الثاني، والثاني في مايو/أيار 2011، وقال مخرج الجزء السادس من فيلم "هاري بوتر" ديفيد ياتس: إنه سيخرج الجزأين المقبلين أيضا، وذكر أن ستيف كلوفز الذي سبق وكتب كل أفلام "بوتر" ما عدا واحدا هو من سيهتم بكتابة الفيلمين المقبلين.

إعلان جوائز مهرجان القاهرة لسينما الأطفال الثامن عشر

فاز الفيلم الهولندي القصير (صديقي الكلب) والفيلم الفنلندي الطويل (لغز الذئب) بالجائزة الذهبية لمهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال، في حين حصل الفيلم الهندي (رعاية أطفال الأرصفة) لبطله ومخرجه كيشان شريكانث (12 عاما) على جائزتين، وأعلنت لجنة التحكيم الخميس الماضي فوز الفيلم الهندي الذي قدمه "أصغر مخرج في العالم" بجائزة لجنة التحكيم الخاصة؛ نظرا لتعرضه لموضوع حيوي إذ "يظهر بطريقة بسيطة كيف أن الأطفال بإمكانهم أن يمنحوا أنفسهم القوة"، وتدور أحداث الفيلم حول طفل لقيط يصر على أن يتعلم رغم الفقر، ونال الفيلم الهندي أيضا جائزة لجنة تحكيم الأطفال الدولية للأفلام الروائية الطويلة.

وحصل الفيلم الياباني (طفل يقابل أشباحا) على الجائزة الفضية للأفلام الروائية الطويلة والفيلم الألماني (بن الصغير) على الجائزة الفضية للأفلام الروائية القصيرة، وفي مجال الرسوم المتحركة حصل الفيلم البريطاني (ولكني أحب فعلا هذه الهدية) على الجائزة الذهبية، والفيلم الروسي (جبل الجواهر) على الجائزة الفضية، ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم البريطاني (أشياء خاصة)، ومنحت لجنة تحكيم الأطفال الدولية جائزتها للأفلام الروائية القصيرة للفيلم المصري (طيور مغردة) لمحمود إبراهيم، وجائزة الرسوم المتحركة للفيلم المصري (مغامرات نفوط) لطارق راشد.

التنوع شعار الدورة الـ14 لمهرجان تطوان لسينما المتوسط

يوم التاسع والعشرين من مارس/آذار الحالي وبعرض الفيلم المغربي في "انتظار باوسوليني" للمخرج داود أولاد سياد، تشهد مدينة تطوان افتتاح فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان تطوان الدولي الرابع عشر لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، والذي تستمر فعالياته حتي الرابع من إبريل/ نيسان المقبل.

وتحت شعار التنوع يحتفل المهرجان بالسينما التونسية باستعادة عشرين سنة من عمر السينما التونسية عبر عرض 25 فيلما بين طويل وقصير أنجزت في الفترة بين عامي 1988 و 2006 بداية بـ"عرب" لمجرج فاضل جزيري، وفاضل جعايبي وحتى "بابا عزيز" لناصر خمير، بالإضافة إلى مائدة مستديرة مع المخرج التونسي "منصف دويب" حول ثلاثيته "حمام الذهب" "الحضرة" "تربة".

وتشارك مصر هذا العام في المسابقة الرسمية بفيلم "جنينة الأسماك" ليسري نصر الله الذي شارك مؤخرا بمهرجان برلين السينمائي الدولي، وبمسابقة الأفلام القصيرة بعرض "الأيدي النظيفة" لكريم فنوس و"ساعة عصاري" لشريف بنداري، كما يقام عرض خاص لفيلم "طباخ الرئيس" للمخرج سعيد حامد.

وتقام فعاليات المهرجان هذا العام في عشر قاعات عرض بسعة 30.000 مشاهد، وتتوقع إدارة المهرجان هذا العام أن يتضاعف عدد مشاهدين في المهرجان ليصل إلى 50.000 مشاهد، علما بأن عام 2007 شاهد فعالياته 20.000 مشاهد فقط، ويقدم المهرجان هذا العام جوائز تبلغ قيمتها 255.000 درهما مقسمه على ثمانية جوائز.

إعلان موعد الدورة الخامسة لمهرجان دبي السينمائي

أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي عن موعد دورته الخامسة، والتي ستقام خلال الفترة من الحادي عشر حتى الثامن عشر من ديسمبر المقبل، وستعلن إدارة المهرجان عن تفاصيل جديدة خلال العام الحالي، بعد أن كانت اللجنة المنظمة قد أعلنت في وقت سابق عن إضافة قسم جديد مخصص لأفلام الرسوم المتحركة، وتوسيع جائزة المهر لتشمل مسابقة أفلام أسيا وإفريقيا، إلى جانب جوائز المهر للإبداع السينمائي العربي التي حققت نجاحات كبيرة خلال الدورتين السابقتين.

وحول الدورة الخامسة، قال عبد الحميد جمعة، رئيس المهرجان: بالرغم من أنه ما يزال أمامنا حوالي عشرة أشهر لبدء الدورة الخامسة، إلا أننا بدأنا العمل في الإعداد لها مع انتهاء الحفل الختامي لدورة 2007، بهدف الحفاظ على مكانة المهرجان كأكبر وأبرز حدث على أجندة دبي الثقافية.