إعلاميون وخبراء: رؤى العرب لم تختلف كثيراً عن نظرة الأمريكيين حول 11 سبتمبر

قالوا إن نتائج استفتاء "العربية" غير مستغربة

نشر في:

أكد عدد من الإعلاميين والخبراء السعوديين أن نتائج الاستطلاع الذي أجرته "العربية" بالتعاون مع شركة "يوغوف سراج" البريطانية للأبحاث المسحية بهدف الإجابة عن كثير من الأسئلة التي شغلت الكثيرين من متابعي الأحداث وشملت 220 ألف مشارك غربي كانت منطقية وغير مستغربة.

وقالوا إن 23% فقط يعتقدون أن بن لادن يقف خلف كارثة الحادي عشر من سبتمبر يتوافق مع آراء مثقفين ونقاد أمريكيين وأوروبيين يقولون إن القاعدة لم تكن هي بالفعل من فجر برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك.

ويرى الإعلامي السعودي ورئيس تحرير جريدة الوطن سابقا جمال خاشقجي أن هناك تناقضاً واضحاً بين نتيجة هذا السؤال ونتيجة سؤال آخر كان يتعلق بكون هل العملية كانت مبررة، ويقول لـ"العربية.نت": "لفت انتباهي في الاستطلاع نتيجتان متناقضتان وهي أن 26% يشككون في أن القاعدة خلف حادثة 11/9، وفي مكان آخر نسبة 36% أن العملية مبررة، فإذا لم تكن القاعدة خلف العملية فلماذا تُبرر العملية بناء على قناعات غاضبة من الولايات المتحدة؟ هذا الأمر لاحظته من البداية، فكثير من الناس رحبوا بها ويعتبرون أن الولايات المتحدة تستحق ذلك وأن ما حصل مبرر وهو انتقام لإساءاتها ومواقفها من العرب، وفي الوقت ذاته يقولون إننا نشك أن أسامة بن لادن والقاعدة هم خلف العملية". ويتابع: "هذا التناقض في العقل الجمعي العربي يحتاج لعلاج".

آراء لا تعني التعاطف

ويضيف خاشقجي بمزيد من التوضيح: "إذا كان 23% يعتقدون أن القاعدة خلف العملية مقابل 26% قالو إنه لا علاقة للقاعدة بالعملية، فهناك 36% يقولون إن العملية مبررة. حسنا إذا كنا نقول إنها مبررة لماذا نقول إن الموساد خلفها؟ هؤلاء المستفتون يريدون الحصول على رصيد إضافي على شيء يقولون إن القاعدة لم تقم به، مع أنهم لو دخلوا youtube لوجدوا بن لادن يفتخر بها ويعترف بدور منظمته فيها، والغريب أنه لا زال هناك من يشكك في نسبة العملية للقاعدة، وأفسر ذلك بأنه نوع من النكران، لأن العملية من القبح الذي يجعلنا لا نريد نسبتها لنا، ولكن ليست لدينا الجرأة لنقول إنها قبيحة".

ويشدد رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقا على أن قول 16% من العرب (47% من الخلجيين) أن مقتل بن لادن يعتبر جريمة لا يعني أنهم يتعاطفون معه أو يعتبرونه بطلا، ويضيف: "من المنطقي أن يقول 16% أن مقتل بن لادن جريمة فيما يقول 48% إنها ليست جريمة، لأنه حتى المتعاطفين مع بن لادن يقولون إن من حق الأمريكي أن يقتل غريمه، ولا يمكن القول إن 16% من العرب يعتقدون أن بن لادن ليس مجرما وبطلا، فالقول إن مقتله جريمة لا يفسر هذا بأنهم متعاطفون معه، فهناك من لا يتعاطف معه، ولكن يصف الطريقة التي تمت فيها عمليه القتل بالجريمة لأنهم اغتالوه غيلة وأطلقوا الرصاص عليه وهو في وضع دفاعي ثم رموه في البحر. هناك أمريكيون يقولون ذلك ولا يعني تعاطفهم معه".

حتى الأمريكيين برأوا القاعدة

من جانبة يؤكد أستاذ الإعلام ومستشار وزير التعليم العالي الدكتور محمد الحيزان بضرورة التسليم بمنطقية نتائج الدراسة طالما أجريت وفق الأسس العلمية البحثية المعروفة، ويشدد على أن آراء بعض العرب القائلة ببراءة القاعدة من تهمة أحداث سبتمبر يقول بها بعض الأمريكيين والأوروبيين أيضا، وهي آراء ليست بالجديدة.

ويقول لـ"العربية.نت": "حتى في أمريكا هناك من يقول إن القاعدة ليست من قام بعمليات 11/9، إذا طبقت الدراسة على أسس علميه وفي تصوري هي كذلك، فهي بالتأكيد منطقية. محك الموضوع هي منهجية الدراسة واختيار عينة عشوائية ممثلة لمجتمع الدراسة المستهدف يقود إلى نتائج دقيقة لحد كبير".

ويتابع: "النتائج مقبولة، فمثل هذه الآراء سمعناها أكثر من مرة ومازالت قائمة ومتداولة. هي لم تكن مجهولة وخرجت على السطح الآن، بل هي موجودة من قبل ومن أناس مفكرين وأصحاب رأي. حتى في الولايات المتحدة الأمريكية هناك من يقول هذا الرأي ويرون أن مثل حادثة 11/9 الجسيمة والتي لا يؤيدها لا منطق ولا عقل ولا حتى دين هي أكبر من تدبير جهة لا تملك الأدوات التي توصلها لهذا الهدف حتى في ظل خروج بن لادن واعترافه بالمسؤولية عنها وتفاخره بالأمر هم يقولون إنها لحظة انتشاء من القاعدة وناسب أن تدعيها لتكسب تأييدا جماهيريا أكبر".

ويؤكد الحيزان أن اعتبار الكثيرين اغتيال بن لادن جريمة أمر طبيعي ويعبر عن وجة نظر شريحة من العرب. ويضيف: "بنظرة منهجية، طالما أن الدراسة وصلت لهذه النتائج يجب أن نسلم بها، لأنه هناك معايير دقيقة وفق منهج الإحصاء وتطبيقاته العلمية ونسبة الخطأ فيها بسيطة جدا مما يجعل الكثيرين يعتمدون هذا المنهج وبالذات في العالم المتقدم الذي يقوم بكثير من الإجراءات على هذا الأساس".

ويتابع: "من حق الـ16% أن يقول رأيهم بأن اغتيال بن لادن جريمة، فلا يجب أن نكمم الأفواه ونصادر الرأي، ولكن بمنظور آخر الغالبية تقول إنه ليس جريمة وبالتالي هم يؤيدون الإجراء الذي تم. هي آراء تمثل شرائح مختلفة في المجتمع العربي ومقبولة علميا".

تمثل الرأي العربي

ومن جانبة يؤكد الأستاذ المتخصص في الاستفتاءات الدكتور عبداللطيف العوفي أن منهجية الدراسة وطريقتها هو ما سيؤكد صلاحيتها لتكون معيارا لتوجهات العرب. وهو يرى أن نتائجها لا تعبر عن توجهات جيدة في العالم العربي. ويقول لـ"العربية. نت": "كي نحكم بشكل دقيق على نتائج الاستطلاع لابد أن نطلع أكثر على الدراسة وطريقتها المنهجية، فالاستفتاءات تقوم على توزيع الاستبيان على عينة عشوائية، وإذا تم ذلك فهي بالتأكيد تمثل الرأي العربي طالما أُجريت بطريقة صحيحة".

ويتابع: "إذا وزعت بشكل صحيح وبطريقة منهجية فنتائجها صحيحة وتمثل المجتمع الذي وزعت فيه، واذا أخفقت المنهجية فإن العملية كلها تكون غير صحيحة، خاصة وأن هذه الدراسة تعطي نتائج غير جيدة عن توجهات العالم العربي".