تناقضات هيكل وبري تثير جدلاً حول موقف النخب السياسية من ثورات العرب
في حلقة "بانوراما" الليلة على شاشة "العربية"
يطرح برنامج "بانوراما" الليلة على شاشة "العربية" نقاشاً حول الربيع العربي، وحول ما إذا كانت الثورات في العالم العربي يمكن أن تكون مخططات غربية لاقتسام الموارد والنفوذ.
ويعرض البرنامج الجدل حول مقولة نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، عن الثورة السورية بأنها "مؤامرة على نظام مقاوم"، وإشارة الكاتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل لثورة الشعب الليبي على نظام القذافي بأنه "مخطط غربي لاقتسام بتروله".
ويشير البرنامج بالتفصيل للتناقض والاضطراب الذي وقع فيه عدد من الساسة وقادة الفكر حول توصيف الثورات.
أما هيكل فقد تحدث في البداية عن الثورة المصرية بأنها حدث لا مثيل له، وعاد في وقت لاحق ليقول إن ما يحدث في العالم العربي ليس ربيعاً، ولكن خريطة تقسيم دولي للمصالح والموارد على نمط سايكس بيكو. وأكد أنه لا يستبشر بربيع مصر أو غيرها.
ويشير البرنامج لتناقضات بري الذي رحب بثورة مصر، وقال في كلمة ألقاها في احتفال طلابي لـ"حركة أمل" في ضاحية بيروت الجنوبية، إن "ثورة مصر بعد تونس الخضراء هي البذار الطيب في الأرض العربية العطشى للديمقراطية، والتخلص من الوصايات، وباتجاه فلسطين".
وفي الوقت الذي اعتبر فيه بري الثورة السورية مؤامرة تمهيد لسايكس بيكو جديدة تعيد تقسيم المنطقة، أثنى على الثورة الليبية، ووجه عناية الثوار هناك للتحقيق مع كل أركان النظام البائد، ومساءلتهم عن مصير الإمام الصدر ورفيقيه، الذين فقدوا أثناء زيارة إلى ليبيا.
وقد شمل التضارب في تقييم الثورات العربية العديد من الشخصيات، مثل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، وزعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله، وامتد التضارب إلى قيام النخب السياسية بتخوين بعضها البعض حسب موقفها من الثورات العربية.
وفي الوقت الذي بدأت فيه الثورات العربية تؤتي ثمارها، وتزامن إعلان تحرير ليبيا الأحد الماضي مع انتخابات تونس التي لم تعرف مثيلاً لها منذ الاستقلال سنة 1956، واستعداد مصر للانتخابات في 22 نوفمبر/تشرين الثاني؛ انقلب كبار السياسيين والصحفيين العرب على الربيع العربي، فغدوا يرونه مخططاً استعمارياً جديداً على نمط سايكس بيكو سنة 1916.
ويزداد الموقف غموضاً بين نخب ترى ما يحدث كابوساً، وشعوب على ثقة من أن مخاض مسارات الربيع العربي سيثمر نهضة عربية جديدة.