رسالة من ثائر سوري إلى مراسلة تلفزيون "الدنيا"
رأى أخاه القتيل وأقرباءه من خلال تقرير عرض جثثهم على أنهم إرهابيون
وجّه أحد ثوار سوريا من خلال حسابه الشخصي على "فيسبوك" رسالة إلى مراسلة تلفزيون "الدنيا" في حلب كنانة علوش، وذلك أثناء تغطيتها لمكان القصف والتدمير الذي حاق بثكنة هنانو الواقعة بمدينة حلب.
وقال المعارض السوري البارز غسان ياسين في رسالته موجهاً الكلام إلى كنانة: "مَنْ قمتِ بتصوير جثثهم على أنهم إرهابيون هم أفراد من عائلتي رأيتُ وجوههم وعرفتهم جميعاً بينهم أخ لي وابن عم وابن خالة".
ويسأل المعارض ياسين في رسالته: "لا أدري إن كان لديك أطفال وتشعرين بشعور الأمهات؟ لكني سأخبرك بأن أقصى ما تتمناه أمي الآن أن تحصل على بقايا جثة ابنها الشهيد لتلملمها برفق وتضعها في قبر تزوره كل صباح وتسقي الورود من حوله".
ويتابع قائلاً: "هذا أخي يا كنانة ليس إرهابياً، ولا عصابات مسلحة، أنت تعرفيني وتعلمي أنني لست إرهابياً، ربما إن وصلتكِ كلماتي هذه ستقولين من هذا أنا لا أعرفه؟!"، في إشارة واضحة إلى التضليل الإعلامي الذي يمارسه الإعلام السوري.
ويقطع ياسين وعداً في رسالته: "سنكنس الإرهاب يا كنانة من شوارع حلب وسوريا كلها تماما كما قلت في تقريرك، وأعدك حينها بأنني لن أطالب بأكثر من محاكمة عادلة بحقكِ، وأظن أن أمي ستقول لك حينها لماذا لم تعطوني أشلاء ابني بسام لأدفنه وأقرأ له الفاتحة كل يوم جمعة وأزور قبره في الأعياد، عليكي أن تجهزي أقوالك أمام القاضي يا كنانة، والأصعب هو أن تجدي حينها جواباً تقولينه لأمي".
وتظهر في الفيديو مقاطع لقتلى سوريين من الجيش الحر، من ضمنهم أخو غسان وأقرباؤه.
ويقول ياسين في تصريحه لـ"العربية.نت": "أرسل لي بعض الأصدقاء رابط فيديو مسجل على اليوتيوب وظهر على تلفزيون الدنيا، يظهر فيه أخي الذي استشهد حينها أثناء القصف، مع أقرباء لي، وأكرر وعدي من خلال "العربية" أننا سنحاكم جميع من تلوثت أيديهم بدماء الشعب".
وخرج ياسين من سوريا في منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول 2011، من خلال تهريبه من منطقة أعزاز الحدودية مع تركيا.
وقال ياسين لـ"العربية.نت" إن هروبه استغرق حوالي 3 أيام مجهدة؛ لأنه تم تعميم نشرة طلب بحقه في جميع المراكز الأمنية، ما صعّب عملية هروبه.
ولياسين 4 أخوة، قُتل اثنان منهم في القصف على ثكنة هنانو، ويعمل آخر في هيئة الإغاثة بأفران حلب لتأمين الخبر، بينما الرابع لايزال يقاتل في صفوف الجيش الحر بعد انشقاقه عن الجيش النظامي.
ويعمل ياسين الآن في منظمة إغاثة ألمانية يطلق عليها "نجدة ناو"، التي تعمل على نشر وإيصال المساعدات إلى السوريين في الداخل والخارج.