مخاوف الفقاعة تدفع هذه الدولة لفرض قيود على الطروحات الأولية

مع فورة غير مسبوقة لسوق الأسهم في كوريا الجنوبية وإقبال منقطع النظير من المستثمرين الأفراد الجدد على الدخول إلى السوق، عمدت السلطات المالية في البلد الآسيوي على فرض قيود على عمليات الطروحات الأولية وسط مخاوف من حدوث فقاعة في سوق الأسهم.

ويشير تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إلى أن الجهات الرقابية الكورية لاحظت وجود ارتفاعات في تقييمات بعد أسهم الشركات الجديدة الداخلة إلى سوق المال وسط إقبال قوي من المستثمرين على الاكتتاب فيها بغض النظر عن استحقاق تلك الأسهم للأموال المدفوعة بها.

والأسبوع الماضي خفضت شركة Krafton للألعاب الإلكترونية سعر الطرح الأولي لأسهمها بنحو 10٪ وقللت أيضا حجم الصفقة وذلك بعد ضغط من السلطات المالية الكورية على الشركة والتي كان ينتظر أن يصبح طرحها الأولي هو الأكبر على الإطلاق في تاريخ سوق المال بكوريا الجنوبية بقيمة إجمالية تبلغ نحو 5 مليارات دولار.

فيروس كورونا فيروس كورونا الصحة العالمية: أكثر من 4 ملايين وفاة بكورونا

فورة وطروحات

ويحوم المؤشر الرئيسي لسوق المال في كوريا الجنوبية عند أعلى مستوياته على الإطلاق مع تخطي القيمة السوقية للشركات المدرجة أكثر من نحو 2 تريليون دولار وحركة صعودية لا تتوقف.

وبدأت السلطات في تشديد الرقابة منذ العام الماضي في أعقاب الطرح الأولي لشركة ينضوي تحت لوائها أكبر الفرق الموسيقية الشبابية في البلاد وهي Hybe والتي جمعت في طرحها الأولي نحو 4 مليارات دولار واعتبر تقييم الشركة مبالغا فيه على نطاق واسع لكن صغار المستثمرين رغم ارتفاع التقييم يقبلون على الشراء.

ويبسط المستثمرون الأفراد في سوق المال الكوري الجنوبي سيطرتهم على مدار السنوات القليلة الماضية مع استحواذهم لحصة يومية من التداولات تبلغ بالمتوسط نحو 60٪ في سوق المال وارتفاع قياسي للإقبال على الاستثمار في خضم الجائحة.

هيمنة شبه مطلقة

ولا يتوقف الأمر عند دخول المستثمرين الصغار إلى السوق بل أن تلك الفئة نجحت في بسط سيطرتها على السوق.

ومن بين عدد سكان كوريا الجنوبية البالغ نحو 52 مليون نسمة، تشير التقديرات الرسمية أن نحو خمس عدد السكان في البلد الآسيوي يتداولون في سوق الأسهم ما حول دفة القيادة في السوق من صناديق التحوط والمؤسسات الكبرى إلى يد صغار المستثمرين.

وتسببت فورة الصعود للأسهم الكورية في تدفقات قياسية من قبل صناديق الاستثمار الأجنبية العام الماضي، إذ سجلت تلك الصناديق صافي عمليات شراء تقدر بنحو 5 مليارات دولار، بحسب بيانات "ريفنتيف".

ونجح المستثمرون الأفراد أيضا في تنبيه الجهات الرقابية إلى مبالغة في سعر طرح Biosensor وهي شركة تصنع اختبارات كورونا اضطرت في نهاية المطاف إلى تخفيض سعر الطرح بنحو 40٪.