أظهر استطلاع للرأي في مركز تلقيح هامبورغ بألمانيا، أن نصف الممرضات وربع الأطباء الذين شملهم الاستطلاع لا يريدون التطعيم.

عدد كبير نسبياً من العاملين في مجال الرعاية الصحية غير مستعدين لتلقي لقاح فيروس كورونا في بعض أجزاء من أوروبا /والولايات المتحدة، أثار قلق السياسيين وخبراء الصحة، حيث تكافح البلدان لاحتواء زيادة في الإصابات وإجراء التطعيم الشامل.

عادت هذه المخاوف هذا الأسبوع عندما قال رئيس ولاية ألمانية، إن ثلث العاملين في مجال الرعاية الصحية في ولايته فقط على استعداد لتلقي اللقاحات.

إحصائيات الدول

في فرنسا، قال 76% من كبار موظفي دور الرعاية، إنهم لا يريدون التطعيم، وفقاً لاستطلاع شمل 2000 شخص أجري الشهر الماضي، وفقاً لصحيفة "فاينانشال تايمز"، واطلعت عليه "العربية.نت".

في النمسا، قال نصف طاقم مرافق الرعاية في منطقة فورارلبرغ فقط إنهم على استعداد للتلقيح، وفقاً للإذاعة العامة النمساوية.

قال الاتحاد الإيطالي للجمعيات المهنية الطبية (FNOMCEO) إن حوالي 100 طبيب غير مستعدين لتلقي التطعيم في جميع أنحاء البلاد.

في الولايات المتحدة، كشفت دراسة استقصائية نشرتها مؤسسة Kaiser Family Foundation الصحية الشهر الماضي أن 29% من العاملين في مجال الرعاية الصحية في الولايات المتحدة ربما أو بالتأكيد لن يحصلوا على لقاح.

قال مايك ديواين، حاكم ولاية أوهايو، مؤخراً إنه "منزعج" من الأعداد المنخفضة نسبياً من العاملين في دور رعاية المسنين الذين يتناولون اللقاح، حيث رفض حوالي 60% من العاملين في دور رعاية المسنين اللقاح.

ولدى سؤاله عن تردد العاملين الصحيين في تناول اللقاحات يوم الأربعاء، قال وزير الصحة الألماني ينس سبان إن وزارته لا تملك سوى بيانات سردية، مع نتائج متباينة بشكل صارخ.

وقال إنه في بعض دور رعاية المسنين، تلقى 20% فقط من المسعفين وخزة، بينما وصل في حالات أخرى إلى 80%. لكنه قال إن البيانات أظهرت أن لقاحات الإنفلونزا المنتظمة بين الأطباء كانت "للأسف أقل من المتوسط للغاية". "الترويج لتطعيم العاملين في مجال الرعاية الصحية مهم للغاية.

الممرضات يخشين العقم

قرر الدكتور أوي يانسنز، الأمين العام للجمعية الألمانية للعناية المركزة الداخلية وطب الطوارئ، إجراء استطلاع بعد أن صدم لسماع العديد من الممرضات يعبرن عن مخاوفهن بشأن تقنية mRNA الجديدة، التي يستخدمها اللقاحان المعتمدان من الاتحاد الأوروبي من "فايزر"، و"موديرنا".

من بين المشاركين في الاستطلاع البالغ عددهم 2305، خشي الكثيرون من الآثار الجانبية طويلة المدى، بينما أعربت طاقم التمريض عن مخاوفهن بشأن قدرتهن على الحمل.

يوم الثلاثاء، استشهد بودو راميلو، رئيس ولاية تورينجيا، بإحدى العيادات في مدينة إيزيناتش التي توقفت عن استقبال مرضى Covid-19 - ليس بسبب نقص أسرة المستشفى، ولكن لأن 100 موظف كانوا هم أنفسهم مرضى أو في الحجر الصحي.

وقال راميلو لتلفزيون إم دي آر: "يؤدي هذا إلى مشكلة حقيقية، لأننا نريد التأكد من أن هؤلاء الأشخاص، الذين يعملون بالقرب من الفيروس، يتمتعون بأعلى حماية". "أناشد الجميع أن يذهبوا للحصول على اللقاح".

تطعيم إجباري

لم تفرض ألمانيا، التي تكافح لاحتواء زيادة ثانية في إصابات Covid-19، أي شرط قانوني لأخذ اللقاح، على الرغم من أن بعض المحامين المتخصصين في حقوق العمال يقولون إن الأطباء قد يواجهون الفصل إذا قرر أصحاب العمل بأنهم يشكلون خطراً على الصحة المرضى.

في إيطاليا، تحقق السلطات مع 13 طبيباً متهمين بالدعاية المضادة للقاحات أو التقليل من خطورة الفيروس.

قال بييرباولو سيليري، نائب وزير الصحة الإيطالي "يمكنني أن أفهم الرفض فيما يتعلق بفرد من الجمهور ربما لا يمتلك الفهم العلمي، لكن بصراحة، أعتقد أن هؤلاء الأطباء والممرضات، إذا كان لا يزال لديهم شكوك بعد رؤية كل ما حدث، ربما يكونون في الوظيفة الخطأ".

تراجع الثقة

تشير أحدث استطلاعات الرأي حول قبول اللقاح إلى أن الجمهور لا يزداد ثقة. في الربيع، 79% من المشاركين في استطلاع لجامعة "إرفورت" الألمانية على استعداد للتلقيح، بينما انخفض هذا الرقم في سبتمبر إلى 56%.

في الشهر الماضي، أشار استطلاع أجرته YouGov إلى أن 32% من الألمان كانوا على استعداد على الفور للتلقيح، بينما أراد 33% آخرون معرفة كيف سارت الجولة الأولى من التطعيم في فرنسا.

وسط بدء بطيء لحملة التطعيم، قال 40% فقط من الفرنسيين الذين استطلعت آيبسوس الأسبوع الماضي أنهم يعتزمون تلقيحهم، بانخفاض عن 54% في أكتوبر و 59% في أغسطس.