رغم فعاليته.. لقاح "سبوتنيك V" الروسي يواجه أزمة ثقة في الداخل
%10 فقط من الروس حصلوا على اللقاح
قبل أن ينزل الآلاف في سانت بطرسبرغ لحضور المنتدى الاقتصادي السنوي لروسيا هذا الشهر، تفاخر الحاكم المحلي لمستمعي الإذاعة بأنه لم يُعقد أي حدث على نطاق مماثل منذ اندلاع الوباء. وبعد أيام قليلة، قال الرئيس فلاديمير بوتين للجمهور إن بلاده في وضع أفضل في ما يخص الجائحة من معظم الدول، وسرعان ما ستفتح أبوابها لتلقيح السياح.
في موقف مؤسف، ثبت أن الانتصار سابق لأوانه، حيث شهدت روسيا ارتفاعاً في حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 على مدار الأسبوعين الماضيين، حيث وصلت الأرقام إلى أعلى مستوياتها منذ شهور، وظهر تهديد إضافي يتمثل في وجود متغيرات جديدة مزعجة للفيروس.
فيما أعلن عمدة موسكو سيرجي سوبيانين عطلة ممتدة للحد مما وصفه بالنمو "المتفجر" في الإصابات، وذهب يوم الأربعاء إلى أبعد من ذلك، وأمر قطاع الخدمات في المدينة وموظفي البلدية بالتطعيم، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ".
المشكلة ليست في اللقاح الروسي نفسه، الذي كان متوفراً منذ أواخر العام الماضي. حيث تشير البيانات المنشورة إلى أنه فعال ضد فيروس كورونا، إلا أن المشكلة كانت مرتبطة بوتيرة التطعيم البطيئة، والتي يقوضها "مزيج سام من الرضا عن النفس وانعدام الثقة المزمن في السلطة".
حتى لقاحات "سبوتنيك V" الرائدة، التي استخدمتها موسكو لتعزيز مكانتها في الخارج، قوبلت بالتشكيك في الداخل. وهو ما يمثل إحراجاً للكرملين، وتذكيرا عاما غير مرغوب فيه بحدود سلطته.
تضررت روسيا بشدة من الوباء، وعدلت حصيلة وفيات كوفيد-19 لعام 2020 بالزيادة بنحو 40% في وقت سابق من هذا الشهر. وارتفعت الحالات الجديدة، التي ظلت عند أكثر من 7000 حالة في اليوم منذ أواخر سبتمبر، إلى ما يقرب من 13400 حالة يوم الأربعاء. وشكلت موسكو والمنطقة المحيطة بها أكثر من نصف المجموع.
مع ذلك، تم تطعيم 10% فقط من الروس بشكل كامل. وفي موسكو، المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 12 مليون نسمة، قدر سوبيانين عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم بأكثر من 1.8 مليون. على النقيض من ذلك، قامت مدينة بكين بتطعيم أكثر من 80% من البالغين فيها بشكل كامل.
وعلى الرغم من البداية المبكرة في سباق التطعيم، فإن روسيا تتخلف الآن عن أوروبا والولايات المتحدة. وقد أظهر استطلاع نُشر الشهر الماضي أن 62% من المستجيبين للاستطلاع غير مستعدين للتطعيم، في حين أظهر استطلاع منفصل أن 55% من المستجيبين لم يكونوا خائفين من الإصابة بالفيروس بدون تلقيح واسع النطاق.