النفط

أسهم النفط الأميركية أرخص من قيمتها الحقيقية.. لماذا تركها المستثمرون؟

النفط يواصل ارتفاعاته فوق 80 دولارا.. ولكن هذه الشركات لن تستفيد

نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط

تتداول أسهم شركات النفط والغاز الأميركية عند أقل من نصف مستويات 2014 عندما تجاوزت أسعار النفط 80 دولاراً للبرميل في آخر مرة، مما يشير إلى أنها قد تكون مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية وجاهزة لجذب بعض الاستثمارات.

وحتى شركات النفط الكبيرة والرائدة في السوق مثل إكسون موبيل، انخفض تقييمها من 400 مليار دولار في 2014، إلى 260 مليار دولار حالياً.

مادة اعلانية

ويرى الخبراء أن أسهم الطاقة الأميركية تدفع ثمن العداء الكبير مع النمو المتضخم لسياسات البيئة والحوكمة البيئية والاجتماعية أو ما يعرف بـ ESG، والتي رصد لها تريليون دولار من الاستثمارات. كما أن هناك أدلة متزايدة على أن الشركات التي حصلت على درجات منخفضة من ESG تدفع الثمن ويتزايد تجاهلها من قبل المجتمع الاستثماري.

ووفقاً لأبحاث Morningstar، بلغت استثمارات ESG رقماً قياسياً عند 1.65 تريليون دولار في عام 2020، مدفوعة باستراتيجية أكبر مدير صندوق في العالم بلاك روك، والذي تبلغ حجم أصوله المدارة 9 تريليونات دولار.

بدوره، قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة Marketfield Asset Management، مايكل شاؤول، إن سياسات ESG مسؤولة إلى حد كبير عن انخفاض استثمارات النفط والغاز المتأخرة.

في الماضي، تبين أن نظريات "ذروة النفط" في جانب العرض خاطئة بشكل رئيسي لأن مؤيديها قللوا بشكل ثابت من ضخامة الموارد التي لم يتم اكتشافها بعد. وفي السنوات الأخيرة، نجحت نظرية "ذروة النفط" في جانب الطلب دائماً في المبالغة في تقدير قدرة مصادر الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية على استبدال الوقود الأحفوري.

وتزامن ذلك، مع النمو الهائل للنفط الصخري، والذي ارتفعت مستويات انتجاه من 1 إلى 2 مليون برميل يومياً قبل عقد من الزمن إلى 13 مليون برميل يومياً يتم ضخها في المعروض العالمي، وفقاً لما ذكرته "ياهوو فاينانس"، واطلعت عليه "العربية.نت".

وحذرت شركة استشارات الطاقة Rystad Energy النرويجية مؤخراً من أن عمالقة النفط الأميركي، قد تشهد نفاد احتياطياتها المؤكدة في أقل من 15 عاماً، وذلك بفضل عدم استبدال الأحجام المنتجة بالكامل بالاكتشافات الجديدة.

ووفقاً لـ Rystad، فإن احتياطيات النفط والغاز المؤكدة من قبل ما يسمى بشركات النفط الكبرى، مثل إكسون موبيل، وبي بي، وشيل، وشيفرون، وتوتال، وإيني، كلها آخذة في الانخفاض، حيث لم يتم استبدال الأحجام المنتجة بالكامل بـ اكتشافات جديدة.

وفي العام الماضي وحده، استنفذت الشركات 13 مليار برميل مكافئ تمثل 15% من مخزوناتها الأرضية.

وقالت Rystad الآن إن الاحتياطيات المتبقية من المقرر أن تنفد في أقل من 15 عاماً ما لم تكتشف المزيد من الآبار التجارية بسرعة.

الجاني الرئيسي

خفضت شركات النفط والغاز العالمية نفقاتها الرأسمالية بنسبة مذهلة بلغت 34% في عام 2020، استجابة لتقلص الطلب وتزايد قلق المستثمرين من ضعف الأداء الدائم من قبل القطاع.

ولا يظهر الاتجاه أي علامات على الاعتدال، حيث بلغ إجمالي اكتشافات الربع الأول 1.2 مليار برميل مكافئ، وهو أدنى مستوى في 7 سنوات.

وكانت إكسون موبيل، التي تقلصت احتياطياتها المؤكدة بمقدار 7 مليارات برميل مكافئ في عام 2020، أو 30%، عن مستويات 2019، الأكثر تضرراً بعد التخفيضات الكبيرة في الرمال النفطية الكندية وممتلكات الغاز الصخري في الولايات المتحدة.

في غضون ذلك، شهدت شل انخفاض احتياطياتها المؤكدة بنسبة 20% لتصل إلى 9 مليارات برميل في العام الماضي. كما خسرت شركة شيفرون ملياري برميل مكافئ من الاحتياطيات المؤكدة.

ومع قيام الشركات العامة بتوريد حوالي نصف إنتاج النفط في العالم، فإن خطر حدوث أزمة حادة في إمدادات النفط أمر حقيقي للغاية.

ووفقاً لأحدث تقرير عن إنتاجية النفط الصخري الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، قامت الولايات المتحدة بحفر 5957 بئراً غير مكتملة (DUCs) في يوليو 2021، وهو أدنى مستوى في أي شهر منذ نوفمبر 2017 من حوالي 8900 في ذروتها في عام 2019. وبهذا المعدل، سيتعين على منتجي النفط الصخري تكثيف حفر آبار جديدة بشكل حاد فقط للحفاظ على الإنتاج الحالي.

كما أشارت، إدارة معلومات الطاقة إلى أن الانخفاض الحاد في DUCs في معظم المناطق الرئيسية المنتجة للنفط في الولايات المتحدة يعكس المزيد من استكمال الآبار، وفي الوقت نفسه، نشاط حفر آبار أقل جديداً – وهو دليل على أن منتجي الصخر الزيتي كانوا ملتزمون بتعهدهم بحفر أقل. في حين أدى ارتفاع معدل الإكمال لمزيد من الآبار إلى زيادة إنتاج النفط، خاصة في منطقة بيرميان.

لكن الآن، يحذر بعض المسؤولين التنفيذيين في قطاع النفط من أن هناك حاجة إلى مزيد من النفط الصخري لتعويض الانخفاضات العادية في الإنتاج، وسيتعين على المستثمرين قبول ذلك.

انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة