هل يكبح ارتفاع أسعار النفط إصدارات الصكوك الخليجية؟

قال رئيس التمويل الإسلامي في مجموعة بورصة لندن، مصطفى عادل، إن إصدارات الصكوك ستظل قوية بعد سنتين قياسيتين، بفضل استخدامها في تمويل المبادرات الاستراتيجية ومبادرات الاستدامة ومشاريع الطاقة المتجددة.

وذكر عادل في مقابلة مع "العربية"، أن الصكوك هو أحد القطاعات الأسرع نموا في عالم التمويل الإسلامي، وشهد العام الماضي رقما قياسيا في الإصدار بلغ 180 مليار دولار.

وتوقع أن يشهد العام الحالي تجاوز مستويات العام الماضي، موضحا أن الإصدارات وصلت منذ بداية العام وحتى الآن نحو 160 مليار دولار.

أسواق المال بنوك البنك الإسلامي للتنمية يسوق صكوكاً بحصيلة متوقعة 1.5 مليار دولار

وتابع عادل: "الشيء المثير للاهتمام في أسواق الصكوك هو اتساع نطاق الإصدار، إذ لديك أسواق جاهزة كالأسواق الخليجية وجنوب شرق آسيا والتي تستمر في إصدار الصكوك لتمويل المشاريع الاستراتيجية على وجه الخصوص تمويل الانتقال إلى الطاقة المتجددة أو مبادرات الاستدامة".

وأشار أيضا إلى أن هناك أسواق عالمية كبريطانيا و هونغ كونغ وجنوب إفريقيا تقوم بإعادة إصدار الصكوك وتوسيع نطاقه والاستفادة من رؤوس الأموال المتوافقة مع الشريعة الإسلامية الموجودة عالميا.

وأفاد أن هناك أيضا أسواق ناشئة تأتي الآن في المقدمة وهذه الأسواق تشمل إفريقيا وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا، وهي أسواق تستخدم الصكوك كجزء من عملية هيكلة للديون، للمساعدة في تمويل المبادرات، والاستفادة من رؤوس الأموال المتوافقة مع الشريعة الإسلامية الموجودة حاليا.

وتوقع أن يكون هناك إصدارات للصكوك من قِبل بلدان جديدة، وهناك محادثات كثيرة من مناطق مختلفة، مضيفا: "واحدة من أبرز البلدان التي يمكن أن نسلط الضوء عليها هي مصر.. هناك الكثير من الطلبات التي لم يتم تلبيتها بعد ولكن من يبدو أن الحكومة تسعى الآن لتطوير أسواق الصكوك وسوق التمويل الإسلامي على نطاق واسع هو جزء من التحول لتحقيق النمو الاقتصادي في البلاد".

وأكد رئيس التمويل الإسلامي في مجموعة بورصة لندن، أن الإصدارات السيادية لطالما كانت مهمة، ومن الصحيح القول أن في آخر سنتين عندما كان أسعار النفط منخفضة تطرقت دول الخليج لإصدار الصكوك لسد عجز الموازنة، ولكن عندما نمضي قدما نجد هناك الكثير من المحادثات حول المبادرات الاستراتيجية ومبادرات حول الاستدامة ومبادرات حول التنمية الاقتصادية ومبادرات حول التنوع الاقتصادي ليصبح بعيدا عن النفط في خطوة لتطوير المزيد من الأسواق الناشئة التي تنافس الأسواق العالمية.

ويرى عادل أن كل هذه المبادرات الاستراتيجية التي تعتبر من خارج الموازنة التقليدية غالبا ما ستمول عن طريق الصكوك، لذا بينما نرجح التخفيف من هذه الإصدارات، لا نتوقع منهم وقف الإصدار بشكل كامل.

وتوقع عادل المزيد من الإصدارات من قبل دول الخليج خلال المرحلة القادمة.