هذه العوامل قد تدفع الفيدرالي الأميركي إلى خفض الفائدة

توقع كبير الاقتصاديين في "ساكسو بنك" ستين جاكوبسن، أن تبلغ مستويات التضخم في الولايات المتحدة 4% على المدى الطويل، مستبعدا أن تتراجع إلى مستويات 2% المستهدفة من الاحتياطي الفيدرالي.

وقال جاكوبسن، في مقابلة مع "العربية"، إن أرقام التضخم في الوقت الحالي هي أفضل حالا من الفترة الماضية.

وتابع: "أتكلم هنا عن التضخم العام والأساسي، ولكن هذا يعود إلى أسباب منها تراجع تذاكر الطيران بنسبة 20%، لكن أرقام شركات الطيران الحديثة تظهر ارتفاعا في الأسعار بنسبة تتراوح بين 5 و7% حسب معايير القياس الجديدة المعتمدة".

اقتصاد عملات الإسترليني يرتفع بعد بيانات التضخم واليوان عند أدنى مستوى في 9 أشهر

وأضاف أن التكاليف الطبية تراجعت 5% على أساس شهري لكنها قد تشهد ارتفاعات بـ 5% في شهر أكتوبر، موضحا :"لدينا واقع أن الأجور ستستمر بالارتفاع وأسعار النفط شهدت ارتفاعات في الأسابيع الأخيرة. أي أن أرقام التضخم حاليا قد وصلت إلى مستواها الأدنى وستبدأ بالارتفاع لاحقا".

"معدل التضخم قد يبلغ على المدى الطويل 4% ولا أتوقع تسجيله المستويات التي يستهدفها البنك المركزي عند 2%"، بحسب جاكوبسن.

وذكر أن الفيدرالي يحاول تحقيق أهداف سياسية تتمثل في معدلات بطالة متدينة وأسعار مستقرة، كما أنه يريد للأسواق أن تعمل بشكل جيدة، وتحافظ على استقرارها، وهنا يكمن الخطر.

عوامل قد تدفع لخفض الفائدة

وبين أن الأزمات السابقة أو الاختلالات في الأسواق، تبدأ عندما يكون هناك شح في السيولة، وفي الوقت الحالي فإن سوق السيولة قصيرة الأجل غير قادرة على استيعاب الكم الهائل من أذونات الخزانة التي تصدرها أميركا باستمرار، والسوق ستصبح غير قادرة على شراء هذه الكميات من الأذونات لتمويل الحكومة. وبالتالي سيصبح لدينا 3 أمور: مستويات عالية من التضخم، وتراجع في النمو الاقتصادي، وشح في السيولة، وهذا ما سيدفع الفيدرالي إلى خفض الفائدة.

"احتمالية خفض الفائدة هذا العام هي واحد إلى ثلاثة أي أن هناك نسبة اثنين إلى ثلاثة بعدم الخفض"، بحسب جاكوبسن.

وذكر أنه بالنسبة للربع الأول والثاني من عام 2024 هناك احتمالية بنسبة 50% بتخفيض أسعار الفائدة، موضحا :"أعتقد أنها مسألة أسابيع لنبدأ بالسماع عن تسعير الأسواق لتخفيضات كبيرة لأسعار الفائدة في النصف الأول 2024، وفي رأيي هناك احتمال بنسبة 50% بأن يبدأ الفيدرالي بالتخفيضات في الربع الأول من العام المقبل".

وأشار إلى أن السيناريو الأسوء للحدوث هو مواجهة الاقتصاد حالة من الركود التضخمي لأن ذلك يعني بأن أسعار المدخلات سترتفع والمبيعات ستنخفض لأن المستهلك سيحجم عن شراء المنتج وذلك يعتبر مزيج سيء للأسواق وهذا ما يحدث.

أسهم قطاع الذكاء الاصطناعي

بالنسبة لمؤشر S&P500، قال جاكوبسن، إن توقعاتنا الأخيرة كانت للوصول إلى مستويات 4455 نقطة، والتي نقترب من تحقيقها حاليا، وفي حال كسر هذه المستويات هبوطا أتوقع الوصول إلى حاجز 4055 نقطة، وهذا يعني تراجع بحوالي 8% إلى 9% من المستويات الحالية، وهو ما قد يعني العودة إلى مستويات بداية العام.

"لذلك نرى بالمحصلة أن أداء هذا العام سيكون هامشيا، وهو مدفوع بالأساس بأسهم قطاع الذكاء الاصطناعي التي ارتفعت بقوة، وهي الآن في مرحلة التصحيح التي أتوقع أن تستمر"، بحسب جاكوبسن.