صالات العرض تصبح افتراضية و"أفاتار" المصمم في استقبالكم

"عالم الموضة ما بعد كورونا لن يكون كما قبلها" مقولة سمعناها كثيراً في الفترة الأخيرة. وقد بدأ معناها الحقيقي يتبلور من خلال سلسلة من الإجراءات شهدنا عليها، آخرها إطلاق دور الأزياء العالميّة لصالات عرض افتراضية تسمح للمتصفّح على الإنترنت القيام بجولة رقميّة على كافة أقسامها والاستماع إلى شروحات تفصيليّة حول ما تتضمنه مجموعة الموسم من أزياء وأكسسوارات، ثم اختيار ما يناسبه من معروضاتها ودفع المستحقات إلكترونياً بانتظار أن يتم توصيل المشتريات إليه في غضون ساعات أو أيام قليلة.

أفاتار أوليفييه روستنغ في استقبالكم

هذه الخطوة سبق أن اعتمدتها دار Gucci الإيطاليّة منذ بداية العزل المنزلي. ولكن تم تطويرها من جانب دار Balmain الفرنسية التي استعانت بالثورة التكنولوجية لخلق مساحة مواكبة للتطور ونسخة رقميّة عن مديرها الإبداعي أوليفييه روستينغ الذي يُعتبر الأشهر بين المصممين الشباب على الصعيد العالمي.

"أفاتار" المصمم يستقبلكم

اِختار روستينغ استحداث نسخة رقميّة عن شخصه، تُعرف بالأفاتار في لغة التكنولوجيا، ستقوم باستقبال زوار صالة العرض الافتراضية ثم تقودهم لاستكشاف مجموعات الرحلات النسائية والرجالية الخاصة بربيع 2021. وتأتي صالة العرض نسخة رقميّة عن الفندق الباريسي الخاص بالدار، والواقع في 44 شارع فرنسوا الأول، حيث أسس بيار بالمان مشغله الخاص بالخياطة الراقية في العام 1945. ولإضفاء أجواء حالمة على المكان تمّت إحاطته افتراضياً ببحيرة لازوردية وسماء ورديّة..

تقدّم صالة العرض الافتراضية 3 مداخل للمتصفحين: المدخل الأول يوجههم إلى "الكاتالوغ" الكلاسيكي للتصاميم حيث تظهر العارضات والعارضين مع بيانات تقنيّة موسّعة حول الأزياء والأكسسوارات التي يعرضونها.

المدخل الثاني يوجه الزائر نحو مجموعة من الإطلالات المختارة التي تظهر على عارضات ذات طابع مستقبلي. أما المدخل الثالث والأخير، فيحمل الزائر إلى كواليس العروض، والمشاغل، وجلسات التصوير عبر صور وفيديوهات ترافقها مقاطع موسيقيّة.

يُشكّل هذا المتجر الافتراضي أداة أساسية سوف تعمل دار Balmain على تطويرها بهدف زيادة حجم مبيعاتها عبر الإنترنت بعيداً عن قيود الوقت والمكان التي قد تمنع وصول المستهلك إلى السلعة التي يريدها. وتأتي هذه الخطوة لتواكب حضور Balmain القوي على مواقع التواصل الاجتماعي وسعيها لتوظيف وسائل التطور التكنولوجي في خدمة الموضة. فما هي دور الأزياء التي ستحذو حذوها في المستقبل القريب؟