تعاون سري لمغنية إسرائيلية مع إيرانيين

الفنانة الإسرائيلية ليراز شارهي سجلت أحدث ألبوماتها بالتعاون مع فنانين إيرانيين مقيمين داخل إيران

نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط

من المفترض ألا يكون هناك أي اتصال بين الإيرانيين والإسرائيليين رسمياً، لكن المغنية الإسرائيلية ليراز شارهي خاطرت ونفذت عملاً غير عادي من "الدبلوماسية الهدّامة" حيث أعدت ألبوما شارك فيه فنانون من إيران، بحسب ما نشره موقع "دويتش فيله" الألماني.

ينتمي والدا شارهي إلى يهود السفارديم وهم من أصول إيرانية وقد هاجرا إلى إسرائيل عندما كانا في سن المراهقة.

مادة اعلانية

لطالما حافظت المغنية والممثلة المولودة في عام 1978 على صلة بجذورها الفارسية، لكن معظم تسجيلاتها السابقة كانت باللغة العبرية. وألبوم "زان"، وتعني نساء، هو ثاني ألبوماتها فقط باللغة الفارسية، وما يميّزه عن سابقه هو أنه يتضمن مشاركات من فنانين من داخل إيران.

ألبوم "زان"
ألبوم "زان"

وأدى تزايد عدد متابعي شارهي عبر منصة "يوتيوب" داخل إيران إلى إلهام المغنية لرؤية معجبيها الإيرانيين وهم يرفعون مقاطع فيديو لأنفسهم يرقصون على أغانيها داخل إيران.

وأثناء إقامتها في لوس أنجلوس لمتابعة مسيرتها التمثيلية، ارتبطت شارهي بأفراد من الجالية الإيرانية وتوطدت علاقاتها بهم. وعند عودتها إلى إسرائيل، حملت معها حقيبة مليئة بتسجيلات موسيقى البوب الإيرانية التي تعود إلى عصر ما قبل الثورة، والتي أصبحت المصدر الرئيسي للإلهام الموسيقي في ألبومها الأخير.

تعاون محفوف بالمخاطر

وقالت شارهي لـ"دويتش فيله" إن إنتاج الألبوم الأخير كان "تجربة عاطفية" إذ أن "الأمر كان صعباً لأن كل من إسرائيل وإيران دولتان معقدتان للغاية". وأضافت أنها و"أصدقائها" الإيرانيين يجبون بعضهم البعض كثيراً، حسب تعبيرها.

كما كان إنتاج الألبوم صعباً من الناحية الفنية أيضاً، حيث تم تسجيل أجزاء مختلفة سراً منه في إيران وإرسال الملفات إلى إسرائيل، حيث كانت شارهي تتولى جمع الملفات ودمجها ليصل العمل الفني إلى شكله النهائي. وقد تم تدوين أسماء الفنانين الإيرانيين المشاركين في الألبوم بأسماء مستعارة لتجنب تداعيات من جانب شبكات المخابرات والأمن في طهران.

شارهي تشارك في ممثل "طهران"
شارهي تشارك في ممثل "طهران"

وقالت شارهي: "كان من الصعب جداً علينا أن نفهم أننا لا نستطيع التحدث بحرية أو لا يمكننا إنشاء ألبوم بحرية. وقد فعلنا ذلك بطريقة ساذجة للغاية. مررنا بمرحلة صعبة للغاية حين تلقينا الكثير من رسائل تخبرنا بأننا نفعل شيئاً خاطئاً، ويجب ألا نمضي قدماً". وأضافت أنها كانت "خائفةً حقاً على حياة المشاركين من إيران الذين كنت أعمل معهم".

جاسوسة للموساد.. في مسلسل "طهران"

وبينما استجاب معجبو شارهي الإيرانيين بنشوة للألبوم، استغرق الأمر من عائلتها ومعجبيها الإسرائيليين بعض الوقت لاستيعاب الفكرة. لكن المغنية أكدت أنهم، وبمجرد الاستماع إلى الموسيقى، تلاشت اعتراضاتهم.

وأضافت: "في البداية كان الأمر غريباً بالنسبة لهم، لكنهم حضروا على الفور عروضي ورقصوا بحركاتهم الإيرانية، وكان ذلك طبيعياً جداً للجماهير هنا في إسرائيل، وهم يحبون الموسيقى الفارسية".

في ظل الوضع السياسي الحالي، بحسب "دويتش فيله"، لن تتمكن شارهي أبداً من السفر علانية إلى إيران وتقديم عروض لجمهورها هناك. ومن المفارقات أن أحدث دور تلفزيوني لها كان في مسلسل التجسس الإسرائيلي "طهران"، حيث كانت تمثل دور عميلة للموساد يجب أن تذهب بشكل سري إلى داخل طهران.

انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة