الانتخابات الإيرانية

في ثاني مناظرة للرئاسيات.. المتشددون يحملون روحاني مسؤولية الأزمات

وعدوا بتحسين الوضع بغية كسب أصوات الناس

نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط

هاجم غالبية المرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة أداء الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني.

جاء ذلك خلال مناظرة تلفزيونية شارك فيها سبعة مرشحين هم الذين حصلوا على موافقة خوض الانتخابات الرئاسية.

مادة اعلانية

وحمل المرشحون مسؤولية الأزمات الاقتصادية والسياسية إضافة إلى أزمة وباء كورونا لإدارة حكومة الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني.

وأجريت أمس الثلاثاء، المناظرة التلفزيونية بين المرشحين السبعة لمنصب رئاسة السلطة التنفيذية في إيران وانتقد جميعهم دون استثناء الوضع الراهن في البلاد وقطعوا وعودا لتحسين الوضع بغية كسب أصوات الناس.

ووجه المرشحون أسهم النقد للأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في رغم أن جميعهم كانت ولا تزال لهم مناصب في النظام، كما انتهزوا الفرصة لانتقاد منافسيهم.

ووصف العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، المناظرة الثانية بأنها كان أضعف من مثيلتها الأولى وبثت الشبكات الإذاعية والتلفزيونية الحكومية المناظرة في وقت واحد.

وشارك في المناظرة كل من سعيد جليلي ومحسن رضائي وإبراهيم رئيسي وعلي رضا زكاني وأمير حسين قاضي زاده هاشمي ومحسن مهر علي زاده وعبد الناصر همتي.

وانتقد المرشح سعيد جليلي، ممثل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي، والذي يترشح للمرة الثانية، سياسات حكومة حسن روحاني في السنوات الثماني الماضية، وقال إن البنية التحتية للبلاد جاهزة للتحسين، داعيا إلى الاهتمام بالظروف المعيشية للإيرانيين وخاصة القرويين منهم.

كما واصل جليلي انتقاده لحكومة حسن روحاني متهما إيها بتعطيل البلد بذريعتي عدم المصادقة على لوائح مجموعة العمل المالي (فاتف) وعدم رفع العقوبات الأميركية.

وجدد محسن رضائي وعده بدفع إعانة مالية قدرها 450 ألف تومان وانتقد طريقة إدارة البلاد قائلا إنه إذا أصبح رئيسا فسوف يطلب من المرشد على خامنئي حل المجلس الأعلى للثورة الثقافية.

وقال إنه قريب من النظام في إشارة غير مباشرة إلى قربه من المرشد ولهذا يمكنه الإسراع في حل مشاكل البلاد.

وبدوره دافع رئيس القضاء الإيراني، إبراهيم رئيسي، عن نفسه وهو المرشح الأوفر حظا نظرا لتمتعه بدعم المتشددين الذين يتحكمون بمفاصل النظام، رغم أنه سبق وأن ترشح للانتخابات وخسرها أمام حسن روحاني، ونفى بأن تعليمه بمستوى المرحلة الابتدائية، قائلاً إنه نشر شهادة الدكتوراه التي حصل عليها من الحوزة الدينية في وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال رئيسي إنه يعتبر نفسه مسؤولاً عن السنوات التي قضاها في مختلف فروع القضاء، مضيفا أنه لم يشتك مما أسماه بـ"الإهانات" و"التصرفات اللاأخلاقية في الانتخابات"، وقال إن المرشحين يدلون في الأغلب بتصريحاتهم بشكل تدميري، ثم يقولون لا توجد حريات في إيران".

وانتقد المرشح علي رضا زكاني رئيس مركز البحوث في البرلمان الإيراني وهو أحد المرشحين المقرّبين من جهاز استخبارات الحرس الثوري، انتقد حكومة حسن روحاني ورد على المرشح عبد الناصر همتي الذي وصف زاكاني كـ"غطاء" لصالح إبراهيم رئيسي، واصفا همتي بأنه "مرشح غطاء" للدفاع عن سياسات حكومة حسن روحاني.

روحاني وخامنئي
روحاني وخامنئي

ووصف زاكاني حكومة حسن روحاني بأنها "أكثر الحكومات بها خلل أمني" في تاريخ نظام الجمهورية الإسلامية، وقال إن "26 جاسوسًا اعتقلوا في هذه الحكومة، ووصف زاكاني الانخفاض الحاد في النمو السكاني بأنه مقلق ومروع، قائلاً إنه انخفض من 6٪ في أوائل عام 1981 إلى أدنى مستوى له منذ أربعة عقود.

كما انتقد أمير حسين قاضي زاده هاشمي، نائب رئيس البرلمان الإيراني، هو الآخر حكومة روحاني وقال بسخرية بخصوص وعود منافسيه بتعيين وزيرة، بأنه سيختار حكومته بالكامل من النساء.

كما دافع عن المستوى العملي لإبراهيم رئيسي، قائلاً إنه من خريجي الحوزة الدينية التي فيها دروس اقتصادية.

ووعد محسن مهر علي زاده، محافظ أصفهان السابق في حكومة روحاني، والذي يترشح للرئاسة للمرة الثانية، في تصريحاته، وعد بتحديث الحكومة، وقال إنه قرر استخدام جميع القوميات والمذهبية في حكومته.

وأشار مهر علي زاده مرة أخرى إلى موضوع المستوى التعليمي لإبراهيم رئيسي وقال إن كلامه بخصوص "التعليم الابتدائي" لرئيسي كان دقيقا، إلا أنه تلقى تعليما في الحوزة الدينية بعد ذلك. وأشار في تصريحاته إلى أن المواطنين الإيرانيين بمن فيهم الشباب "سئموا" سماع الوعود وينتظرون تغييرا في إدارة البلاد.

وانتقد المرشح عبد الناصر همتي، محافظ البنك المركزي السابق، سياسة الحكومة الحالية، قائلا إنه مع حلوله كخبير اقتصادي ينوي في حال فوزه في الانتخابات، أيجاد حلول لمشاكل البلاد.

وأكد عبد الناصر همتي أنه في نظام الجمهورية الإسلامية، تعتبر بعض القوميات والمذاهب عدى المذهب الرسمي للبلاد بأنها "تهديد".

وأضاف: "بعض الناس يعتقدون أن القوميات والمذاهب تشكل تهديدا للبلاد، أنا سوف أستعين بالأشخاص وفقا للكفاءة بغض النظر عما إذا كانوا من الإخوة السنّة أو الشيعة.

وفي إشارة إلى مشاكل البلاد الاقتصادية، أشار عبد الناصر همتي إلى أشخاص في النظام "استحوذوا على اقتصاد البلاد ويستفيدون من العقوبات".

وقال "من ينافسني يريد الذهاب إلى البيت الأبيض وتحويله إلى حسينية بدلا من تطوير إيران، إنهم يجلسون هنا" في إشارة المرشحين المتشددين، وواصل يقول متهكما "متى تريدون مهاجمة السفارة السعودية وتقضون على العملة الوطنية وتقطعون علاقاتنا مع السعودية، ومن كان وراء ذلك، هم ضمن سلسلة واحدة.

بدأت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني بإجراء المناظرات الانتخابية منذ الانتخابات الرئاسية عام 2009.

ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يوم الجمعة 18 يونيو الحالي، وتشير استطلاعات الرأي الرسمية في داخل إيران إلى انخفاض الإقبال على صناديق الاقتراع، خاصة بعد استبعاد المرشحين على نطاق واسع من قبل مجلس صيانة الدستور، ولم يصادق المجلس على أهلية شخصيات بارزة في النظام من قبيل الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، والرئيس السابق للبرلمان علي لاريجاني، والنائب الأول لرئيس الجمهورية إسحاق جهانغيري، ورئيس مجلس بلدية طهران محسن هاشمي رفسنجاني.

وأعلن الإصلاحيون أنهم لن يدعموا أي مرشح في الانتخابات، وأكد محمود أحمدي نجاد، بأنه لن يصوت في الانتخابات في حال استبعاده من قبل مجلس صيانة الدستور.

انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة