خلال ثمانينيات القرن التاسع عشر، ساهم ظهور مؤسسة "نورفولك آند وسترن للسكك الحديدية" في فتح الطريق نحو مناجم الفحم بالجنوب الغربي لولاية فرجينيا الغربية. وبفضل ذلك، ظهرت بشكل سريع حول هذه المناطق العديد من القرى والمدن حيث أقبل عدد هائل من المهاجرين الأوروبيين والأميركيين الأفارقة نحو فرجينيا الغربية بحثاً عن فرص عمل بالمناجم أملاً في تحسين وضعهم المادي.
واعتبر العمل بالمناجم مهمة محفوفة بالمخاطر، حيث كان العمال معرضين للموت في أية لحظة إما بسبب الانهيارات أو الاختناق أو الفيضانات أو أمراض الجهاز التنفسي أو الانفجارات.
فلإنارة طريقهم داخل المناجم، اعتمد العمال في البداية بداية على الشموع قبل أن يتحولوا لاحقاً لاستخدام القبعات التي ثبتت عليها أنواع من الفوانيس الزيتية. وبالمنجم، كان من العادي أن تعثر على كميات من غاز الميثان، سريع الالتهاب، محصورة بين الطبقات. ومع اختلاطه بغبار الفحم، احتاج الأمر فقط لمصدر نار، مثل ذلك الذي استعان به العمال للإنارة، لإحداث انفجار مدمر.
في حدود الساعة العاشرة و28 دقيقة صباحا في 6 ديسمبر 1907، اهتزت الولايات المتحدة الأميركية على وقع أسوأ كارثة منجمية على مر تاريخها، حيث شهدت المناجم رقم 6 و8 بمنطقة مونونغا بولاية فرجينيا الغربية انفجاراً هائلاً تسبب في رجة أرضية طفيفة أحس بها الأهالي من على بعد 8 أميال.
وبحسب المصادر الرسمية، أسفر الانفجار عن سقوط 361 قتيلاً، من ضمن 367 عاملاً تواجدوا بهذه المناجم لحظة وقوع الكارثة، حيث فارق أغلبهم الحياة على الفور بسبب الانفجار وانهيار المكان، بينما توفي آخرون بعد فترة وجيزة نتيجة الإصابات التي تعرضوا لها وقلة الأوكسجين بعد أن علقوا تحت ركام المناجم.
كما شككت العديد من المصادر المعاصرة في هذا العدد، حيث رجّح كثيرون أن يكون عدد الضحايا أكبر فقدموا أرقاماً تخطت 600 ضحية، مؤكدين على وجود ممارسة شائعة حينها عمد من خلالها العمال لجلب أطفالهم إلى المناجم دون تسجيلهم بشكل رسمي بالعمل، لمساعدتهم في استخراج كميات أكبر من الفحم أملاً في جني مزيد من المال.

إلى ذلك، خلّفت هذه الكارثة مئات الأرامل وأكثر من ألف يتيم. وقد تناقلت الصحف الأميركية خبر هذه المأساة فأثارت سخط وغضب الرأي العام. وعلى الرغم من عدم صدور تقرير رسمي حول أسباب الكارثة، رجّح أغلب المحققين وقوع الانفجار بسبب شرارة كهربائية أو فانوس زيتي تواجد دون قصد قرب كميات هامة من غاز الميثان وغبار الفحم بأحد المناجم.
وعلى الرغم من تصدرها لقوائم إنتاج الفحم أواخر القرن 19، صنفت ولاية فرجينيا الغربية بذيل ترتيب الولايات من حيث ظروف سلامة العمال. فإضافة لحصولهم على أجور دنيئة، واجه عمال المناجم هناك مخاطر أكبر من زملائهم ببقية الولايات. من جهة ثانية، انضم ضحايا مناجم مونونغا يوم 6 ديسمبر لقائمة العمال الذين فارقوا الحياة لأسباب مختلفة بالمناجم الأميركية عام 1907 والمقدر عددهم بحوالي 3242 عاملاً.
-
فيديو يفطر القلب..أم فوق قبر طفلتها "نامي يا حرقة قلبي"
"نامي يا حرقة قلبي يا وجع عمري".. بتلك الكلمات المؤلمة ودعت أم لبنانية ابنتها، جاثية فوق قبرها.ملفوفة بالسواد، والدموع، والألم يأكل قلبها، نادت تلك ... سوشيال ميديا -
كتب طب عربية عالجت الأوروبيين ودرسوها في جامعاتهم
بدأت ترجمة كتب الطب العربية، إلى اللغة اللاتينية، منذ القرن الحادي عشر الميلادي. نظراً للمستوى الذي كان حققه الطب العربي والإسلامي، فوصلت شهرته إلى ... ثقافة وفن -
"سلام" من شرفة السفينة الموبوءة.. هذا ما نقلته الكاميرا
في محاولة مشوقة للاقتراب من سفينة دايموند برينسيس، التي وصفت بالسجن العائم بعد أن قضى ركابها أسابيع "مقيدي الحركة" على متنها، نقل مراسل "العربية" بعض ... الأخيرة