مع نهاية الحرب الأهلية الأميركية، بلغ عدد ذوي الأصول الإفريقية نحو خمس سكان مدينة نيويورك، حيث كان جلهم من الذين حظوا بدرجة اجتماعية متدنية مقارنة بغيرهم. وبسبب هذه الظروف، لم يسمح عقب الاستقلال بدفن السود والبيض في نفس المقابر حيث خصص مكان شمال شارع شامبرز ستريت (Chambers Street) لدفن ذوي الأصول الإفريقية المتوفين. وقد عرف هذا المكان باسم "موقع دفن السود" واحتضنت قبوره أحياناً أكثر من جثة.
وما بين مقبرتي السود والبيض، تواجدت كلية الطب التابعة لجامعة كولومبيا بنيويورك، التي حظيت حينها بسمعة سيئة حيث اتهم طلابها بنبش القبور ونهب الجثث لممارسة عمليات تشريح عليها. كما اتهم العديد من المسؤولين بها بشراء جثث الموتى من عند سارقي القبور الذين أقبلوا على نبش قبور البيض والسود مستغلين ظلام الليل. من جهة ثانية، شهدت فترات الشتاء أوج عمليات سرقة محتويات القبور حيث تحللت الجثث بشكل بطيء حينها بسبب برودة الطقس وهو الأمر الذي وفّر مزيداً من الوقت لنبّاشي القبور.

خلال نفس الفترة، اكتسب الطبيب ريتشارد بايلي، الذي عمل بمستشفى نيويورك، سمعة سيئة بالمدينة، حيث اتهم لأكثر من مرة من قبل الأهالي بنبش القبور من كلا المقبرتين واستخراج الجثث. وعلى حسب العديد من المصادر، درس بايلي الطب بإنجلترا التي انتشرت بها ظاهرة نبش القبور.
في حدود منتصف أبريل/نيسان 1788، تواجد الطالب جون هيكز، أحد تلامذة بايلي، قرب النافذة أثناء قيامه بتشريح إحدى الأيادي البشرية. تزامناً مع ذلك، لاحظ هذا الطبيب الشاب مجموعة من الأطفال قرب المستشفى فلوّح لأحدهم باليد المقطوعة وأخبره بأنها يد والدته. ولسوء حظ هيكز، كانت والدة هذا الطفل قد توفيت منذ فترة وجيزة فاتجه على الفور نحو والده ليطلعه على الأمر فما كان من الأخير إلا أن نبش قبر زوجته ليكتشف خلوه من الجثة.

وكرد فعل، جمع الأب مجموعة من الرجال واتجهوا نحو مستشفى نيويورك. وتزايد عدد المحتجين تدريجياً ليقدر بالآلاف. ومع بلوغهم المكان، اجتاحت الجماهير الغاضبة المستشفى وعمدوا لتخريب محتوياته عند مشاهدتهم لجثث معلقة معدة للتشريح. كما أقدم المحتجون على اعتقال وسحل العديد من الأطباء وكادوا أن يفتكوا بالكثير منهم لولا تدخل عمدة نيويورك، جيمس دوان، الذي فضّل نقل الأطباء ووضعهم بسجن المدينة لحمايتهم من موجة الغضب الموجهة ضدهم.

إلى ذلك واصلت الجماهير الغاضبة التنقل بين أحياء نيويورك بحثاً عن الأطباء لقتلهم، ولجأ العديد منهم لإحراق ونهب المتاجر وممتلكات العاملين بمستشفى نيويورك. وتطلب إخماد أعمال العنف والفوضى حوالي 3 أيام.
وأسفرت حالة الفوضى عن سقوط أكثر من 20 قتيلاً، من ضمنهم العديد من الأطباء. كما حافظ قطاع الصحة بالمدينة لسنوات على سمعة سيئة خاصة مع مثول أطباء للمحاكمة بسبب قضية سرقة الجثث. وبعد نحو عام على نهاية هذه الأحداث، أقرت نيويورك جملة من القوانين الجديدة حددت من خلالها كيفية التعامل مع الموتى وتوعّدت بتسليط أقصى العقوبات ضد من ينتهك حرمتهم وينبش قبورهم. كما سمحت من جهة ثانية باستخدام جثث المجرمين الذين نفّذت فيهم أحكام الإعدام لأغراض علمية.
-
أحمد فلوكس يطمئن جمهوره: أنا بخير
طمأن الفنان المصري، أحمد فلوكس، السبت، محبيه على صحته بعدما انتشرت له صورة من المستشفى تؤكد تعرضه لأزمة صحية مفاجئة.وكتب الفنان عبر حسابه على موقع ... ثقافة وفن -
إذا كان هاتفك أندرويد.. احذر هذه التطبيقات
تأهب مستخدمو أندرويد إلى الدرجة القصوى مرة ثانية، بسبب تطبيقات الأجهزة المحمولة الموجودة على هواتفهم، وذلك بعدما تكرر العديد من التحذيرات المماثلة ... تكنولوجيا -
مع رفع القيود.. نصيحة من الصحة العالمية حول الشيشة!
بدأ العديد من دول العالم منذ أسبوع تخفف القيود، التي فرضت سابقا ولمدى أشهر بغية الحد من تفشي فيروس كورونا، ودبت الحياة من جديد في عدد من القطاعات حول ... صحة