تجدّد الخلاف بين "المجلس الأعلى للدولة" في طرابلس و"برلمان شرق ليبيا" بمدينة #طبرق، بعد قيام هذا الأخير بانتخاب محافظ جديد للبنك المركزي، وهي الخطوة التي قوبلت برفض السلطات في طرابلس، بسبب ما اعتبروه مخالفةً للاتفاق السياسي الذي ينص على مبدأ التشاور في التعيينات المتعلقة بالمناصب السيادية.
وأدّى محافظ #مصرف_ليبيا_المركزي الجديد محمد الشكري، اليوم الاثنين، اليمين القانونية أمام البرلمان المنعقد في مدينة طبرق، خلفا للمحافظ المقال الصديق الكبير.
وأكد محمد عبد السلام الشكري، خلال كلمته التي ألقاها أمام النواب، أن المصرف المركزي "سيكون على مسافة واحدة من الجميع، وأن التعاون سيكون مع كافة المؤسسات السيادية في الدولة، واحترام قوانينها".
وأضاف: "اليوم هو يوم توحيد المصرف المركزي، وأطمئن الشعب أن #ليبيا تملك احتياطيا يقدر بنحو 71 مليار دينار وأصول أجنبية تقدر بقرابة 120 مليار دولار"، معبراً عن أمله في "حل الإرباك الحاصل في سعر صرف ومشاكل السيولة، إلى جانب معالجة التضخم قريبا، واختفاء ظاهرة وقوف الليبيين أمام المصارف".
غير أن كل هذه التعهدات التي وعد بها هذا المحافظ، قد لا تلقى طريقها إلى التنفيذ، بسبب رفض السلطات في #طرابلس لتعيينه ولتوليه المنصب، بدءا بالمحافظ الحالي "الصديق الكبير"، الذي رفض تسليم منصبه، بدعوى أن "الاتفاق السياسي الموقع نهاية العام 2015، ينص على ضرورة اختيار محافظ جديد بالشراكة مع مجلس الدولة الأعلى، وهو ما لم يحدث في عملية انتخاب الشكري، الذي تمت بإجراء أحادي من طرف البرلمان".
وبدوره، اعتبر مجلس الدولة الأعلى أداء المحافظ الجديد للبنك المركزي اليمين القانونية أمام البرلمان الليبي اليوم أنها خطوة "مصيرها الإخفاق"، حيث قال رئيس المجلس الأعلى عبدالرحمن السويحلي، إن خطوة البرلمان، "قفزة في الهواء سيكون مصيرها الإخفاق كسابقاتها من الخطوات الفردية التي يدفع ثمنها المواطن الليبي".
وشدد السويحلي في تدوينة له على صفحته بموقع "تويتر" على "عدم شرعية أي جسم أو قرار أو إجراء خارج الاتفاق السياسي الليبي"، داعيا نواب البرلمان إلى "الاستفاقة وتغليب مصلحة الوطن التي لن تتحقق إلا بالتوافق والشراكة الكاملة".
ويوجد في ليبيا مصرفان مركزيان الأول في طرابلس يرأسه الصديق الكبير، ويعترف به المجتمع الدولي وتذهب إليه إيرادات النفط، والثاني في مدينة البيضاء شرق البلاد، لا يعترف به المجتمع الدولي الذي يعتبره بـ"البنك المركزي الموازي".
في المقابل، يرى البرلمان أن المحافظ الجديد الذي قام بانتخابه، قادر على حلحلة الأزمة المالية والاقتصادية التي تعيشها ليبيا، بفضل الخبرة التي يمتلكها، مطالبا المجلس الأعلى بضرورة القبول به وتسليمه منصبه.
وفي هذا السياق، استغرب النائب بالبرلمان صالح فحيمة، الأسباب التي يتحجّج بها مجلس الدولة لرفض المحافظ الجديد، معتبرا أنها "غير مقنعة، ويراد به وضع العصا في العجلة"، مرجعاً ذلك إلى "وجود بعض الأطراف المستفيدة من بقاء المحافظ الحالي، ولذلك تدافع بطريقة غير مباشرة عن بقائه في منصبه أطول فترة ممكنة".
وقال فحيمة لـ"العربية.نت" إن المادة 15 من الاتفاق السياسي "لا تعطيهم حق المشاركة في التصويت على انتخاب المحافظ، ثم إننا نعول في البرلمان على خبرة هذا الرجل في حل العديد من المشاكل التي تمر بها البلاد من الناحية المالية، وعلى مجلس الدولة أن يقبل بتنصيب الشكري أو عليه أن يقدم أسبابا مقنعة للرفض".
والمحافظ الجديد #محمد_الشكري محلّ الخلاف، بدأ حياته العملية في المصرف العربي الليبي الخارجي عام 1974 ثم شغل مدير إدارة المحاسبة ومدير الإدارة المالية ومديراً لإدارة المساهمات بذات المصرف وكلف بمهام وعضويات مجالس إدارة في كل من أوغندا والتوغو وتونس ومصر وإسبانيا، كما شغل وظيفة المدير العام المساعد للمصرف العربي التونسي الليبي بتونس سنة 1987 إلى 1997.
وفى سنة 1998 ترأس الشكري مجلس إدارة مصرف الجمهورية حتى سنة 2005 وكان مديرا عاما له، كما شغل مهام عضو مجلس إدارة الشركة المتحدة للتأمين من سنة 2002 حتى 2007، وقد عُين بقرار تنافسي في 2006 نائبا للرئيس التنفيذي ومديرا عاما للمصرف العربي التجاري البريطاني بلندن، وبعد ذلك بأشهر قليلة عين نائبا لمحافظ مصرف ليبيا المركزي في مارس/آذار 2006.
وتجدر الإشارة إلى أنّ المادة 15 من الاتفاق السياسي تنص على ضرورة أن "يقوم مجلس النواب بالتشاور مع المجلس الأعلى للدولة بهدف الوصول إلى توافق حول شاغلي المناصب القيادية للوظائف السيادية، على غرار محافظ مصرف ليبيا المركزي ورئيس ديوان المحاسبة ورئيس هيئة مكافحة الفساد وكذلك رئيس المحكمة العليا"، بالإضافة إلى مناصب قيادية أخرى.
-
ليبيا تقاضي غولدمان ساكس لاسترداد 1.2 مليار دولار
صندوق ليبيا السيادي يطالب البنك باسترداد أموال من مغامرات خطرة أسواق -
خلافات بين محافظي البنك المركزي في ليبيا
فجر بيان السفارة الأميركية في ليبيا حول اعتراضها على سعي إدارة البنك المركزي في البيضاء الاتفاق مع شركة روسية لطباعة كمية من أوراق العملة الليبية، ... ليبيا -
طرابلس.. البنك المركزي ينفي تمويله للحرب في ليبيا
نفى بنك ليبيا المركزي بطرابلس ما نشرته صحيفة "تليغراف" البريطانية حول تصريحات السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميليت عن مساهمة البنك في تمويل ... ليبيا -
بريطانيا: البنك المركزي في ليبيا يمول المجموعات المسلحة
قال بيتر ميلت، السفير البريطاني لدى ليبيا، إن البنك المركزي الليبي، الذي يديره الصديق الكبير، بطرابلس يغذي الحرب في ليبيا باستمرار دفعه مرتبات لعناصر ... ليبيا -
ليبيا.. تليغراف تنقل اتهامات للبنك المركزي بتمويل داعش
الولايات المتحدة: فرع داعش في ليبيا هو الأخطر ليبيا -
الاتفاق السياسي الليبي.. مساره وأسئلة حول مصيره
نتيجة الانقسام السياسي والأمني الذي انجرت إليه #ليبيا نهاية عام 2014 بسبب رفض التيار الإسلامي لنتائج الانتخابات البرلمانية في ذات العام وإطلاقه لحركة ... المغرب العربي -
ليبيا.. حفتر يعلن نهاية الاتفاق السياسي
أعلن القائد العام للجيش الليبي، خليفة حفتر، نهاية الاتفاق السياسي وعدم اعترافه بأي قرارات تصدر عن الأجسام السياسية المنبثقة عنه. وقال حفتر، خلال كلمة ... المغرب العربي -
ليبيا.. إقرار الاتفاق السياسي قبل الحديث عن المناصب
قررت لجان #تعديل_الاتفاق_السياسي المجتمعة منذ أيام بالعاصمة التونسية، العودة إلى مدينتي #طبرق و #طرابلس لعرض ما تم الاتفاق عليه قبل العودة مطلع ... المغرب العربي -
ليبيا.. نقل صلاحيات المناصب السيادية للمجلس الرئاسي
بعد يومين من النقاشات حول مخرجات الحوار الذي انعقد في #تونس، اقترح #البرلمان_الليبي تعديل المادة الثامنة من الاتفاق السياسي، بحيث تنتقل صلاحيات ... المغرب العربي