اتفاق تركي قطري مع الوفاق.. "ميناء مصراتة قاعدة لأنقرة"

نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط

على الرغم من كافة الدعوات الدولية إلى التهدئة في ليبيا وسحب المرتزقة، تواصل تركيا تدخلها في الشؤون الليبية، فقد أفادت مصادر "العربية"، مساء الاثنين، عن توقيع اتفاق تركي قطري مع الوفاق لجعل ميناء مصراتة قاعدة بحرية لتركيا في المتوسط، وهوما سيتيح لأنقرة نشر عتاد بحري كبير وقويّ في المنطقة، في إطار مواصلة خططها التوسعية في ليبيا وتثبيت وجودها العسكري والتجاري في منطقتي شمال إفريقيا وجنوب البحر الأبيض المتوسط.

والاتفاق الثلاثي ينص على إنشاء مركز تنسيق عسكري ثلاثي مقره مدينة مصراتة، وأن تمول الدوحة مراكز ومقرات التدريب لمقاتلي الوفاق.

مادة اعلانية

جاء ذلك خلال زيارة أدّاها كل من وزير الدفاع القطري خالد العطية ونظيره التركي خلوصي أكار إلى العاصمة طرابلس، يوم الاثنين، ولقائهما بمسؤولي حكومة الوفاق.

خطر على الأمن القومي العربي والأوروبي

وفي هذا الشأن، قال النائب بالبرلمان الليبي علي التكبالي في تصريح "للعربية.نت"، إن هذه التنازلات الجديدة من الجانب الليبي ممثلا في حكومة الوفاق لصالح دولتين داعمتين للإرهاب كان متوقعا في ختام هذه الزيارة، مشيرا إلى خطورة تسليم ميناء مصراتة الاستراتيجي إلى الأتراك لتحويله إلى قاعدة بحرية تابعة لهم وخطورة استمرار حكومة الوفاق في التحكم بمصير ومستقبل ليبيا والليبيين، مضيفا أن كل ما تريده أنقرة ستأخذه بسهولة.

وبخصوص ميناء مصراتة الذي تعتزم تركيا تحويله إلى قاعدة بحرية، فإنه سيخدم بحسب التكبالي، خططها الرامية إلى التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، لافتا إلى أن وضع تركيا يدها على قاعدتين عسكريتين واحدة جوية بالوطية والأخرى بحرية بمصراتة، ستشكلاّن خطرا على الأمن القومي الليبي وحتى العربي والأوروبي.

ميناء مصراته
ميناء مصراته

هذا ويعدّ ميناء مصراتة البحري الواقع شرق العاصمة طرابلس من أهم المنافذ البحرية في ليبيا، ويتمّتع بموقع استراتيجي هام بقربه من أوروبا ودول المغرب العربي، وكان من أبرز المنافذ التي استخدمتها تركيا لمد حكومة الوفاق بالأسلحة والمقاتلين سوريين.

وللميناء أهمية عسكرية وتجارية، حيث إنه بوابة الاستيراد الرئيسية في ليبيا من وإلى إفريقيا ويمثل الشريان الحيوي للتبادل التجاري، وسيساعد أنقرة بعد وضع يدها عليه على إنشاء قوة بحرية في المتوسط.

إلى ذلك، أعلنت حكومة الوفاق الليبية المدعومة من أنقرة، الاثنين، عن اتفاق ثلاثي آخر من أجل زيادة الدعم العسكري لطرابلس.

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ونظيره القطري خالد بن محمد العطية يصلان للقاء رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج في العاصمة طرابلس 17 أغسطس 2020. فرانس برس
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ونظيره القطري خالد بن محمد العطية يصلان للقاء رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج في العاصمة طرابلس 17 أغسطس 2020. فرانس برس

وقال وكيل وزارة دفاع الوفاق صلاح الدين النمروش خلال لقائه وزيري الدفاع القطري خالد بن محمد العطية والتركي خلوصي أكار، اللذين زارا معاً اليوم العاصمة الليبية، إنه تم الاتفاق على بناء تعاون ثلاثي بين طرابلس وقطر وتركيا من أجل رفع قدرات المؤسسات العسكرية التابعة لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.

كما اتفق على إرسال مستشارين عسكريين قطريين إلى ليبيا لتدريب العناصر الليبية وإعطاء مقاعد لليبيا في الكليات العسكرية التركية والقطرية.

فايز السراج  يلتقي بوزير الدفاع التركي خلوصي أكار في العاصمة طرابلس ، 17 أغسطس / آب 2020. وكالة فرانس برس
فايز السراج يلتقي بوزير الدفاع التركي خلوصي أكار في العاصمة طرابلس ، 17 أغسطس / آب 2020. وكالة فرانس برس

هذا وكان الجيش الليبي أكد سابقا أن تركيا ما زالت تدفع بمزيد من المرتزقة والمعدات العسكرية إلى ليبيا ، لافتاً إلى أنها بدأت بتحويل مصراتة إلى قاعدة لإدارة عملياتها وللانطلاق نحو منطقة الهلال النفطي، واتخذت منشآت حيوية في المدينة لتمركز الميليشيات المسلحة.

وفي الوقت الذي يجري فيه تحويل ميناء مصراتة البحري إلى قاعدة بحرية تركية، قامت أنقرة بتجهيز قاعدة الوطية الجويّة بالدفاعات الجوية والطائرات المسيّرة وإصلاح بنيتها التحتية بعد تعرضها للقصف والتدمير، وسط تحذيرات من وجود مخطّط للهجوم على سرت – الجفرة، من وراء هذه التحركات المتزايدة للمسؤولين العسكريين الأتراك والقطريين في ليبيا.

انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة