المغرب يطلق منصة رقمية لمواجهة التطرف والغلو الديني

نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط

بتوجيه من العاهل المغربي محمد السادس أطلقت الرابطة المحمدية لعلماء المغرب أخيراً، النسخة العربية لمنصتها العلمية الإلكترونية "الرائد"، الرامية إلى تمكين رواد الشبكة الرقمية من تلقي المعرفة الدينية الآمنة والسليمة من كل أنواع الغلو والتطرف، حسب الساهرين على المشروع.

وتتوخى الرابطة من إطلاق هذه المنصة، بحسب بيان لها، "نشر قيم الوسطية والاعتدال المستمدة من الثوابت الدينية والروحية للمملكة، والتعريف بأحكام الشرع الإسلامي الحنيف ومقاصده السامية".

مادة اعلانية

وتقدم هذه المنصة في مدة وجيزة (12 دقيقة) دروساً ومحاضرات باللغة العربية مركزة وهادفة، في انتظار أن يتم في أقرب الآجال تقديم هذه الدروس باللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية.

وتندرج هذه المبادرة في سياق مواجهة الفكر "الداعشي" الذي يستهدف مصالح المغرب بالخارج، خاصة أن استقرار أوروبا الغربية وكذا منطقة الساحل والصحراء حتى إفريقيا الغربية، تشكل جزءاً لا يتجزأ من أمنه القومي، حسب تحليلات بعض الخبراء.

وتبعاً لتصريحات وزير الداخلية محمد حصاد أمام مجلس النواب، فإن عدد المقاتلين المغاربة الذين التحقوا بتنظيم "داعش" انتقل من 1122 في صيف 2014 إلى 1505 حتى الآن، إضافة إلى حوالي 2000 مغربي يحملون جنسيات أوروبية، مع تفكيك 27 خلية متطرفة حتى الفترة الراهنة.

وتتجه الأنظار إلى المغرب الذي أصبح بلداً مصدراً للمتطرفين، خاصة المغاربة الحاملين للجنسية الأوروبية، فما يزيد عن 70 في المئة من مسلمي إسبانيا، الذين يتجاوز عددهم المليون، هم من أصول مغربية، ونفس الحالة بالنسبة إلى إيطاليا، حيث عدد المغاربة يفوق عدد الجنسيات الأخرى من المهاجرين المسلمين.

أما بالنسبة إلى فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا، فإن غالبية المهاجرين الذين يلتحقون بصفوف "داعش" في هذه البلدان هم من المغاربة، من الجيل الثالث في الغالب، الذي أصبح جزءاً من البنية الديمغرافية لأوروبا كما يقول إدريس الكنبوري الباحث في الحركات "الإسلامية".

ويرى الكنبوري أن "هذا الجيل تتنازعه ميولات متعددة، بسبب انفتاح الأسواق الثقافية والدينية في أوروبا على كل وافد، والأخطر من ذلك أن الهوية الدينية والوطنية لم تعد هي نقطة المركز بقدر ما تحولت إلى واحدة من الهويات المتصارعة، بسبب غياب وحدة المرجعية في ساحة مفتوحة الأبواب أمام جميع التيارات الدينية والمذهبية".

وأمام هذه المعطيات التي أصبحت تثير مخاوف وقلق المغرب، فإنه لم يعد يكتفي بالمقاربة الأمنية في مواجهة الغلو والتطرف، نظراً لقدرة الخلايا المنتمية لـ "داعش" خاصة على التنظيم والتأثير والاستقطاب والتجنيد، لذلك فإنه يحاول المساهمة من خلال الأطر الدينية والمسلمين المقيمين في أوروبا في إنتاج فكر إسلامي يأخذ بعين الاعتبار الواقع الجديد ويؤسس لمبادئ التعايش.

ونذكر في هذا السياق التوقيع عن إعلان مشترك بين المغرب وفرنسا في شهر سبتمبر الماضي بمناسبة زيارة فرانسوا هولاند للمغرب، نص على تشجيع تأهيل أئمة فرنسيين من أجل إسلام معتدل.

ولتعزيز الحضور العلمي والأكاديمي والتواصلي للمملكة على مستوى شبكة الإنترنت، تم إطلاق منصة "الرائد" الرقمية، بهدف تحصين قيم الدين الحنيف من ذرائع الزيغ والانحراف والجمود، ليكون ذا جاذبية ونفع للشباب المغربي بالداخل والخارج، وتحقيق مقاصد تقديم العلم الشرعي والسياقي بطريقة فاعلة، وناجعة، ووظيفية، ومتزنة، ووسطية، كما تقول الرابطة المحمدية لعلماء المغرب.

انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة