"وينو البترول".. حملة فيسبوكية تزعج حكومة #تونس

نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط

شنّ نشطاء موقع التواصل الاجتماعي في تونس، حملة تحت شعار: "وينو البترول" (بمعنى أين بترول تونس؟)، أعلن فيها أصحاب الحملة عن تشكيكهم في الأرقام التي قدمتها الحكومة حول إنتاج البترول.

كما أ شاروا الى وجود "نهب" لثروات البلاد، من بترول وفسفات وكل الثروات الاستخراجية الأخرى، مطالبين الحكومة بنشر العقود التي تربط تونس بالشركات الدولية التي تستغل أبار النفط التونسية.

مادة اعلانية

جدل حول عقود الطاقة

ويذكر أن هذه الحملة لاقت رواجا كبيرا، إذ غزت موقع فيسبوك طيلة الأيام الأخيرة، كما أحدثت جدلا إعلاميا وسياسيا حول "مصير الثروات التونسية"، اضافة الى أنها قسمت التونسيين الى فريقين.

الطرف الحكومي، ظهر في موقف "المرتبك" والمدافع عن نفسه بدون حجج، وبرز جليا أن الحملة ضعيفا في الرد على شعار الحملة.

وقال الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية معز السيناوي في تصريح اعلامي، إنه يعتبر حملة "وينو البترول" التي أُطلقت على مواقع الشبكات الاجتماعية دعابة فايسبوكية، مبينا أن الثروة النفطية في تونس محدودة.

السيناوي، أكد من ناحية أخرى أن هناك تقصيرا من قبل الإدارة لعدم توفر الشفافية المطلوبة في القطاع النفطي وأن الفسفاط يبقى الثروة الاهم داعيا الى تحسين البنية التحتية و توفير المرافق الضرورية في منطقة الحوض المنجمي.

كما دعا الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي اليوم الجمعة 29 ماي 2015 إلى ضرورة اعتماد مبدأ الشفافية على كل الثروات الطبيعية الموجودة في البلاد مضيفا أن الشعب من حقه أن يتساءل ومن واجب المسؤولين والمؤسسات المشرفة على هذا القطاع الحيوي أن تعطي الحقائق كما هي.

مطالب بالشفافية

وأوضح الطبوبي في تصريح إعلامي أن الحقيقة يجب أن تكشف للمواطن التونسي دون دون تزييف ولا حجب لحجم المدخرات الطاقوية الموجودة في تونس، مضيفا أن تونس تعمل على تكريس مبادئ الشفافية والحوكمة ولابد أن تطرح كل الملفات على الطاولة لتكشف حجم هذه الثروة الطاقية و إلى أين تذهب عائداتها من أجل استثمارها في تنمية جهوية عادلة، على حد تعبيره.

اللافت للانتباه، أن هذه الحملة "وينو البترول" ليست عفوية بل منظمة، والشعارات التي رفعت وجدت لها رواجا غير مسبوق، ليس لدى نشطاء الفايسبوك فقط، بل أنها تحولت الى ظاهرة اجتماعية.

فيسبوك يعزل الاعلام التقليدي

وفرضت الحملة نفسها على الاعلام التقليدي، من صحف واذاعات وقنوات تلفزيونية، هذا الاعلام الذي أصبح متهما، بأنه أدار ظهره للقضايا الحقيقية وعاد لبيت الطاعة من جديد، وبرز جليا كما لو أن تفاصيل الشأن الجاري في تونس قد تجاوزته.

كما يرى الناشطون في هذه الحملة أنها نجحت في فرض الحوار حول مشاغل التونسيين الحقيقية. وفي هذا السياق، كتب المدون عبد الواحد اليحياوي مدافعا عن حملة "وينو البترول"، وقال "إن الهدف هو لفت الانتباه الى ملفات الفساد وليس كما فهمه أهل الظاهر السياسي بأنه مطالبة باقتصاد ريعي يقوم على اقتسام عائدات البترول".

واضاف "هذه الحملة عمل بيداغوجي يدرب التونسيين على كشف جماعات الفساد المالي والسياسي بعد ان تخلت الدولة عن هذا الدور".

انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة