عام 1754م.. ولد مؤرخ الشعب عبدالرحمن بن حسن بن برهان الدين الجبرتي بالقاهرة
نشأ الجبرتي في أسرة وافرة العلم والمال وكان والده حسن من كبار علماء الأزهر الشريف
احتضنت دار اباه الأساتذة وطالبي العلم وكانت بمثابة رحابا ثقافيا يتسع لمختلف النقاشات والدروس
حفز ذلك المناخ المثمر، الصغير على طلب العلم.. وأتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره
وعقب وفاة والده.. قرر الجبرتي أن يجوب مصر ويتصل مع جميع فئاتها صغيرا وكبيرا
ليدون سلوكيات الناس وأفكارهم
جمع الجبرتي قصصه في كتابه «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» الذي اشتهر باسم «تاريخ الجبرتي»
يعتبر الكتاب أحد أهم المراجع التاريخية في الفترة من عام 1688 وحتى عام 1821م
والمصدر الأكثر أهمية لفهم المجتمع المصري على مدى نحو أربعة قرون من الحكم العثماني
يتناول الكتاب في 4 مجلدات المجتمع المصري من دور العلماء وأنشطة التجار والفلاحين ومكانة المرأة وردود أفعال العامة حول الحروب وزيادة الأسعار
أما كتابه «مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس» فخصصه الجبرتي لرصد حوادث الاحتلال الفرنسي ، أول غزو خارجي في تاريخ مصر الحديث
تناول الأبعاد السياسية والاجتماعية والجوانب التنظيمية للجيش الفرنسي في مدة تزيد على الثلاث سنوات من عام 1798 وحتى عام 1801
اقتبس الكاتب البريطاني بول ستراثرن مقتطفات من الكتاب في صفحات مؤلفه «نابليون في مصر» الذي صدر عام ألفين وسبعة
كان الجبرتي دقيقا في تحريه للأحداث موضوعيا في تدوينه، أمينا في سرده
وقال عن كتابه «عجائب الآثار».. "لم أقصد بجمعه خدمة ذي جاه كبير أو طاعة وزير أو أمير ولم أداهن فيه دولة بنفاق، أو مدح أو ذم مباين للأخلاق"
طلب منه محمد علي باشا أن يؤلف كتابا في مدحه، فرفض الجبرتي
فانتقم منه في ابنه خليل الذي كان يعمل بقصره وقيل أنه قُتِل بتحريض منه
فارق الابن الحياة بين يدي أبيه، فعصف الحزن بقلبه وبكاه حتى ذهب بصره
ظل الجبرتي ثلاث سنوات، لا يكتب أو يقرأ حتى توفي عام 1825م