لماذا لا تغرق السفن؟

يحمل البحر قنطارا ولا يمسك مسمارا؛ أي أن السفينة المحملة بآلاف الأطنان تطفو وتشق طريقها في الماء بينما يغرق المسمار فورا.
أغلب السر يختبئ في الكثافة، فالخشب الذي بدأت به صناعة السفن أقل كثافة من الماء وبهذا يطفو، أما المسمار الحديد فكثافته أعلى من الماء.
لكن السفن منذ القرن الثامن عشر مصنوعة من حديد وتحمل حديدا، هذا لأنهم عند بناء السفينة يحسبون حجم الجزء المغمور منها في الماء لترك فراغات فيه مملوءة بالهواء الأقل من الماء كثافة؛
أي أنهم يشتغلون على تقليل الكثافة بإنشاء فراغات هوائية تجعل السفينة تحمل لك سيارة وطيّارة.

لماذا لا يبقى اليوم 24 ساعة دائماً؟

الزلازل التي رأينا ويلاتها، يرى بعض العلماء فيها شيئاً آخر. تفتح لهم باباً لدراسة الأرض وطبقاتها وسلوكها.
أنا لا أتحدث عن الهزات.. أتحدث عن يومنا المكون من أربع وعشرين ساعة لا أكثر ولا أقل.
ولولا الزلازل ما عرفنا أن اليوم أقلّ من أربع وعشرين ساعة بأجزاء من الثانية لا تلاحظها ساعاتنا العادية.
حتى الآن، هذا مجرد افتراض علميّ فما لاحظه بعض العلماء واستدلوا به على قصر اليوم، يراه آخرون غامضاً.
مجلة "نيشتر" العلمية المرموقة نشرت دراسة لعالمين درسا حركة الأرض بعد الزلزال، ولاحظا شيئاً عجيباً: اللب الداخلي للأرض غيّر محور دورانه على الأرجح.
بالنسبة للعلماء، ليس سؤالاً كيف يتحرك اللب الداخلي للأرض بمعزل عن سطحها أو حتى الطبقات التي تحت السطح؟ فهم يعرفون أنه منفصل بطبقة سائلة تعزله عن الطبقات الصلبة للكوكب.. وها قد صرت تعرف أنت معهم هذه المعلومة.
المهم.. لاحظوا أن هذا اللب الذي يتحرك بفعل مجال مغناطيسيّ تولده الطبقة السائلة، توقف عن الدوران بين عامي 2001 و2003، بل من المحتمل أنه عكس اتجاه دورانه، ما سبَّب قصراً في اليوم لحسن حظك أنه لن يؤثر على محاولاتك في تغيير العالم.
أحد العلماء غير المشاركين في الدراسة، وصفها بأنها مثيرة. لكنه تحفّظ على تغيير اتجاه دوران اللب الداخلي، وقال إن هناك تغيرا في السلوك فعلاً، لكن الأسباب والنتائج لا تزال غامضة.

دقائق 13 مارس ,2023

لماذا لا أفضّل الرحلات الجوية الطويلة؟

أولاً أنا لا أحب السفر. ثانياً الرحلات الطويلة مكلفة. لن تستمع إليّ إذا قلت لك إن هذا هو السبب.
السبب شيء آخر.. فالرحلات الطويلة "ليست صحية"، وهذا يدعم أسبابي طبعا. مصدر هذا الكلام دراسة علمية جديدة.
مقصورة الطائرة حيث تجلس أنت ويجلس بقربك من يتأفف من خروجك إلى الحمام، وخلفك من يعترض على إرجاعك الكرسيّ، في هذه المقصورة تقلّ مستويات الرطوبة.
لهذا السبب، فإن الجفاف سيكون أحد الضيوف غير المرغوب فيهم في الرحلات الطويلة، ستستعين عليه بشرب الماء، وبالاستئذان من جارك الثقيل للذهاب إلى الحمّام.
هذه المقصورة التي ستستقلها أربع عشرة ساعة تقريباً بين بلدك وواشنطن يكون فيها الضغط ليس ما تختبره على الأرض. وبالتالي سجّل عندك: آلام في الأذن، وصداع، ومشكلات في الأمعاء، وشعور بالنعاس، على أنك ستحتاج هذا الأخير كي تمرّ الرحلة على خير.
وفقاً لمراجعة أجريت في عام 2022، فإنه كلما طالت مدة سفرك، زاد خطر الإصابة بجلطات الدم، ما يخصنا أن النسبة ترتفع 26 في المئة لكل ساعتين إضافيتين من السفر الجوي، بدءاً من رحلات مدتها أربع ساعات فأكثر.
هل نتجنب السفر جواً؟ فعل ذلك كثيرون، منهم الموسيقار محمد عبدالوهاب؛ حجته أن سفينة غرقت وكان على متنها 100، وانتشلوا مئة وواحداً أحياء، ذلك أن حاملاً كانت معهم ووضعت. كان صاحب نُكتة رحمه الله.
جواب السؤال أن الطائرة هي أأمن وسيلة نقل حتى الآن.. هذا تدعمه الأرقام التي يحدّثونها سنوياً.
لكن المطلوب في الرحلات القصيرة والطويلة: التحرك، وشرب الماء، وعدم التزام مقعدك باستمرار، وإن كره جارك في المقعد.

دقائق 06 مارس ,2023

لماذا لا يجعلون الأبنية مقاومة للزلازل؟

في اليابان حالياً زهاء 9 آلاف مبنى من قواعد مطاطية. هذه أبرز المحاولات للنجاة من الزلازل.
بفضل هذه التقنية وأخرى شبيهة، فإن الهزة التي قتلت 6 آلاف ياباني عام 95 لم تُنزل الكتب عن رفوف شخص عرّفته صحيفة "نيويورك تايمز" باسم ياسوهيسا إيتاكورا.
بدرجات متفاوتة، اعتمدت تشيلي والصين وإيطاليا والمكسيك وبيرو وتركيا ودول أخرى معرضة للزلازل هذه التقنيات.
هذه المباني تعتمد، بصورة أساسية، على قواعد مرنة، وتصريف مياه جيد، وهيكل معزز، قابل للانثناء وتبديد طاقة الزلزال.
لكن المهندسين الكبار في أميركا يجادلون بأن احتمالية تعرض المبنى لهزة قوية خلال 50 سنة قبل أن يستبدل.. ضئيلة. وبالتالي فإن بناءً من المحتمل أن يتعرض للزلزال كل 200 سنة سيكون مكلفاً وعليه العرض قليلاً.
كما أن التربة التي يقام عليها المبنى المقاوم للزلازل يجب أن تكون بمواصفات معينة، غير متوفرة في كثير من الأماكن.
أما في الاتجاه الآخر للنقاش، فإن عدم اعتماد هذه التقنيات ضيع فرصة لتوفير مليارات الدولارات من تكاليف إعادة الإعمار، بعد الزلازل الكبيرة التي لا مفر منها.
عرفنا ذلك من دراسة أميركية كشفت أن إصلاح المباني بعد الزلزال يكلف أربعة أضعاف تكلفة بنائها، كما تخسر الولايات المتحدة نحو 4 مليارات دولار عن كل عام تؤخر فيه قانون أبنية الزلازل.

دقائق 27 فبراير ,2023

لماذا لا تغرق السفن؟

0:00 0:00