من عرعر إلى باريس.. محرِّض وقاتل ومبرِّر

فارس بن حزام
نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط

أي كلمة تبرِّر ما جرى في باريس تعادل الجرم ذاته.. هذا ما يجب أن يعيه الجميع. الإرهاب واحد. لا تمييز بين قتل هنا وقتل هناك، فأي تبرير للقتل في باريس يعادل التبرير للقتل في عرعر.

مشهد باريس لا يختلف عن مشهد عرعر. الدمغة الداعشية تمثل الحادثتين، ومثلهما حوادث كثيرة ساهم التنظيم، بعد القاعدة، في نشرها وتعميمها.

مادة اعلانية

وفي الحوادث كلها، هناك ثلاثة عقول؛ محرِّض ومنفِّذ ومبرِّر، وكل واحد يمارس دوره بقليل من الذكاء أحياناً وكثير من الغباء غالباً. وشهدنا هؤلاء جميعاً طوال العقدين الماضيين، عندما أطلوا بكثير من التناقض والنفاق والكذب. برّروا 11 سبتمبر في نيويورك، وصمتوا عن12 مايو في الرياض، واحتاروا في 7 يوليو في لندن، وفي الحالات كلها، إرهاب صريح، وقتل لأبرياء، والتستر بشعارات دينية، والتبرير برد ظلم.

وأصل هؤلاء الأشرار الثلاثة المحرِّض. وهو شخص يتولى شحن المراهقين، ويستغل الضعفاء والبسطاء لتحقيق أهدافه. يدفعهم إلى حافة الإرهاب، وينسحب. هذا الشخص ليس غامضاً، بل هو موجود أمام الرأي العام. يخطب في الجامع، ويتحدث في الإعلام، ويسيطر على المدارس، ويقود تياره في الجامعات. وقبل ذلك، يحفظ أبناءه من كل سوء.

هذا المحرّض لم يحاسبه أحد. بقي على إجرامه، واستمرت كوارثه، فورّثها إلى أتباع، هم اليوم محرّضون حاضرون في المشهد. نجدهم في السعودية وفي الكويت مثلاً، ويمضي خلف تحريضه مئات المتطرفين، ليأتي لاحقاً آلاف المبررين، الذين لا يرون بأساً في قتل الأبرياء، طالما كانوا خارج ديارهم، وطالما الضحايا ليسوا من ديانتهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.
انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة
  • وضع القراءة
    100% حجم الخط