الاستفادة من تجربة "الشقيقة الكبرى"
لا نريد استعراض تاريخ العلاقات الكويتية - السعودية الحافل على مدى أكثر من قرنين ونصف القرن من التعاضد والتكافل والتفاهم المشترك، التي رآها وعايشها الجيل المعاصر إبان الغزو العراقي الغاشم لدولتنا، وكيف تعاضد الأشقاء وانصهروا معاً في مواجهة لهيب حرب فتاكة؛ بعد أن فتحت المملكة قلبها وذراعيها ومواردها وكلّ إمكاناتها من أجل تحرير البلاد، في ملحمة بطولية سطرت فيها المملكة أروع صفحات المجد والوفاء والإخلاص وأسماها، لذا؛ عندما نصفها «الشقيقة الكبرى».. ذلك لأنها شقيقة وكبرى حقاً، تاريخاً، قولاً وفعلاً.. ولنا في الملمّات أسطع برهان على مواقفها.
إننا ندعو باعتزاز وفخر إلى التمعُّن في التجربة السعودية الاقتصادية الجريئة، التي استطاعت، بإشراف مباشر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اتخاذ إصلاحات اقتصادية حاسمة؛ لا بد منها، كزيادة القيمة المضافة الى %15، ووقف بدل الغلاء، وفرض ضرائب على الوافدين.. تلك قرارات جوهرية سيكون لها أثر عميق على اقتصاد المملكة على المدى البعيد.
كما أن السياسة المستنيرة التي تقودها المملكة؛ نحو مستقبل منفتح اجتماعياً واقتصادياً؛ فتحت آفاق عشرات الآلاف من الفرص للشباب السعودي من وظائف ومشاريع؛ والتقدم بخطوات شجاعة باتجاه مملكة عصرية وشابة، في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. إنه ذلك التطوّر الذي أبهر العالم بأسره، وجعل الجميع ينظر إليه بإعجاب شديد، بعد التخلص من القيود الكلاسيكية التي أرهقت كاهل الدولة، والضرب بيد من حديد تجاه كل الكيانات والأحزاب المتطرفة والمؤدلجة؛ التي تحاول تقييد هذا الانفتاح وعرقلته لأجندات خارجية وضيقة، بأساليب رخيصة ومعروفة. وندعو حكومتنا في الكويت إلى التدبر في التجربة السعودية، وحزمها في محاربة الرجعيين وتجار الدين.
منذ إعلان رؤية المملكة 2030 اهتمت القبس بدراستها ومتابعتها، محاولة منها تعزيز التجربة الكويتية واستلهام عناصر ارتقاء الاقتصاد، لا سيما تنويع مصادر الدخل ومشاركة الشباب في تطوير العملية الاقتصادية، واستقطاب العقول النيرة وغير الملوثة، البعيدة عن فساد السياسة، والابتعاد كل البعد عن العقول الرجعية، وإقصائها من مراكز صناعة القرار.. ولعلّ الحزم في القرار، وسياسة المواجهة الإعلامية؛ العنصران اللذان نتفاءل بهما في حكومة سمو الشيخ صباح الخالد، للوصول إلى أهدافنا التي حدّدها صاحب السمو في رؤية الكويت الجديدة، وإعادة البريق إليها.
* نقلا عن "القبس"