سَنَنْتَخِبُ عندما يحدثُ ذلك

عماد عبد اللطيف سالم
نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط

الدعوةُ إلى انتخاباتٍ "مُبَكّرَةٍ" ، أو إلى إنتخاباتٍ " أبْكَرَ" منها، والتهليل لها، وتأييدها من قبل "القوى" المُمسكةِ بالسلطة والثروة، و بـ"الناس" أيضًا في هذا البلد المسكين، يجعلُ هذه الانتخاباتَ موضعَ شكٍّ إعتياديٍّ وطبيعيّ، ليس في دوافع الدعوة إليها فقط، بل (وهو الأهمّ) في طبيعة النتائج التي ستترتّب عليها.

شخصيًّا.. أحلمُ بالمُشاركةِ في انتخاباتٍ تعملُ على إحداثِ تغييرٍ حقيقيّ في"بُنية" النظام السياسي القائم.

مادة اعلانية

ليست هذه "خيانةً"، ولا "مؤامرةً"، ولا موقفًا "مُعاديًا" للنظام السياسي، وللتجربة "الديموقراطيّة" في العراق.

هذا جزءُ رئيسٌ، وبسيطٌ، من حقوقي كـ"مواطن"، في "نظامٍ ديموقراطيّ".

لا أُريدُ (من أنا لكي لا أريدُ؟).. ولا أرغَبُ (كمواطنٍ عاديّ) في إجراء إنتخاباتٍ تُعيدُ إنتاجَ هذه "البُنْية"، بأسماءَ جديدة، ووجوه جديدة.

هل "أنتَ"، و" أنا"، و "نحنُ" (مهما كان توصيفنا)، قادرونَ الآن على منع من "صَوّتَ" لهذه "البُنْيَة" في أربعِ جولاتِ سابقة، من أن لا يُصَوّتَ لها مرّةً خامسة؟

هل "أنتَ"، و"أنا"، و"نحنُ" (مهما كان توصيفنا)، قادرونَ على "التأثيرِ"، الآن، على أولئكَ الذينَ "صَوّتَوا" لهذه "البُنْيَة" في أربعِ جولاتِ سابقة، بحيثُ نمنعهم من التصويت لها مرّةً خامسة؟

هل نستطيعُ، "نحنُ" كُلّنا الآنَ، أن ندفعَ "هؤلاء" للتصويتِ لصالحِ"نِظامٍ مُخْتَلِف" في الجولةِ الخامسة؟

لا "أنتَ"، ولا " أنا"، ولا"نحنُ" قادرونَ على ذلكَ الآن.

"هُم".. لن يسمحوا لنا بذلك.

"الانتخاباتُ" في العراقِ الراهن، بأدواتها وأساليبها و"منظوماتها" الحاليّة، تمّ تكريسها لتكون هي الشكل والمحتوى الرئيس لـ"الديموقراطيّة العراقيّة".

"الانتخاباتُ" في العراقِ مقبولةٌ، ومُرَحّبٌ بها على الدوام، لأنّها تُعيدُ إنتاجَ "النظام السياسيّ" ذاته، وتعملُ على "تدويرِ" وجوهه و"رموزه" الراسخةِ في "المُخيّلةِ" الشعبيّةِ، وفي "الإدراكِ" المُجتمعيّ على حدٍّ سواء .

الانتخابات هي من سيجُدّدُ "الشرعيّة" الدستوريّة للحاكمين ذاتهم (شِئنا ذلكَ أمْ أبينا).. ولا معنى بعد ذلكَ، ولا جدوى، من التشهيرِ بهذا "النظام"، وشتمِ رموزه، و"التظاهُر" ضدّهم.. ولا فائدةَ بالطبعِ من "العويل" الإعلاميّ والشعبي، تحتَ أطلال الخرابِ المُصاحِبِ لمُمارساته وأساليبه المُشينةِ في الإدارةِ والحُكم.

ليست العِبرةُ في من سيُرشَّح لهذه الانتخابات.

العِبرةُ بمن سيفوز .

من تعتقِدْ.. سيفوز؟

ما دامت "قواعد اللعبة" هي ذاتها، فلا معنى لانتخاباتٍ في موعدها، أو لانتخاباتٍ "مؤجّلة"، أو لانتخاباتٍ "مُبَكّرة"، أو لانتخاباتٍ "أبْكَرَ" منها.

عندما تتغيّرُ قواعد هذه اللعبة المُميتة.. سيتغيّرُ كُلّ شيء.

عندها سنذهبُ إلى صناديق الاقتراع، وننتَخِبْ من يُمَثِّلُنا فيها حقًّا.

الآنَ.. لا .

*نقلاً عن صحيفة "المدى"

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.
انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة
  • وضع القراءة
    100% حجم الخط