الطريق إلي إسرائيل
قبل بضعة أعوام شارك الإمام الصادق المهدي في اجتماعات قمة نادي مدريد بغرض التداول والنقاش حول(الديمقراطية والفقر والارهاب) ومشاركة الإمام الصادق المهدي هنا ليس لكونه مفكرا مرموقا في مثل هذه القضايا يترجي المؤتمرون مساهمته ولكن الي جانب ذلك فهو عضومؤسس بهذا المحفل حتي قامت الدنيا قيامة للقاء الإمام الصادق علي هامش هذا المؤتمر رئيس الوزراء السابق شيمون بيريز وقام بمصافحته.
لست في هذا الصدد أقوم استدفع عن الإمام المهدي مواقفه أذب عنه فهاهة شانئيه فالرجل من حيث المبدأ بخصوص الصراع العربي الإسرائيلي كان واضح الطرح وآراؤه مبذولة في كتبه ومنشوراته التي أجلاها علي الناس لا يمحها (مصافحة) بيريز أو زيارة تل أبيب بيد أن الصحافة العربية وقتها إنتاشته تعتسف الحقائق وكذا فعلت صحافة السودان وكتابها ورموزنظام الإنقاذ الاسلامي.
مطلع التسعينات نشر الاستاذسيدالخطيب رئيس تحريرصحيفة الإنقاذ مقالته الشهيرة(سقط اليسار..نهض اليسار الجديد) والتي أثارت النقع وسط الإسلاميين في بدايات حكمهم وهم ينوون (تغيير)العالم وتحريره من ربقة الكفر والضلال.
مقالة الخطيب وجرأته تستفزز البعض وهم علي مائدة غداء السيد محمدعبدالله جارالنبي القيادي الاسلامي والذي أنيط به أول(التمكين)موضوعة التنقيب عن البترول وإدارة شركاته وكسب علاقاته إذهوعلي إرتباط بالرئيس اليوغندي يوري موسفيني ذي العلاقات الموثوقة مع إسرائيل لتتسع دائرة النقاش بمقالة الخطيب تكسر السياج الدوغمائي حول التطبيع مع إسرائيل بطرف خفي.
التطبيع مع دولة (العدو)الاسرائيلي لم تكن شائعات ملهوجة بين رموز نظام الثلاثين من يونيو وإنما هو مسعي قال به عدد من الاسلاميين مفتاحا للعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
السيد عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الذي جاء بآخره محمولا علي أجنحة ثورة ديسمبر/أبريل قام بإختراق لافت لمسألة التطبيع مع اسرائيل بلقاءه رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتناياهو في خطوة متقدمة في تاريخ لقاءات المسئولين السودانيين لنظراءهم أو لممثلية دولة إسرائيل في الخفاء غير أن هذه الأخيرة كانت أقل جدلا وإحتجاجا من اللقاءات السابقة لموافقتها توجه السودان يبسط ذراعيه لبناء علاقات دولية تقوم علي رعاية المصالح وتعزيز فرص التعاون ومحاولة جادة لرفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
دولة الأمارات العربية المتحدة في اليومين الماضين تلفت الأنظار وتخطف الأضواء قولا واحدا والسيد أنورقرقاش وزيرالدولة للشئون الخارجية يعلن:-(أن التواصل مع إسرائيل مهم وسيؤدي لنتائج أفضل من مسارات أخري أتبعت في الماضي..) والسيد قرقاش ودولته تخطو في مسارها يؤكد:-(من الواضح أن 70 عامًا من عدم التواصل مع إسرائيل لم تقودنا إلى أي مكان ويجب التحول إلى طريقة جديدة للقيام بهذه الأمور..) ثم لتبادر الدول العربية تؤيد المسعي الإماراتي بمايحقق المصالح العربية والاستقرار في المنطقة فالسيدأنور قرقاش يقطع المجال علي الذي يتزايد بالإتفاق بقول فصل:-(أن قرار تطبيع العلاقات جاء من منطلق سيادة دولة الإمارات وأنها صاحبة القرار، وتعلم جيداً ما ينفعها وما يضرها.) بل ويؤكد علي مصلحة الفلسطينين أنفسهم من مترتبات الاتفاقية التي تضمن تعطيل قرار نتناياهو بضم أرضي الضفة الغربية وهوخطوة تشجع السلطة الفلسطينية للعودة الي طاولة المفاوضات مع الفلسطينين.
السودان في عهده الجديد تنقصه جرأة قرقاش وثقته وهويثقب المستقبل بينماحكومة حمدوك تستبطئ خطوات الإنفتاح نحو العالم بعد إنغلاق تطاول لعقود بغير هدي ولاكتاب منير فموقف السودان الثابت من (عدوان)إسرائيل علي حقوق الفلسطينين لا مراء فيه ولايقره عرف ولادين غير أن حقه في علاقات مفتوحة مع دول العالم بمايحقق مصالحه ينبغي ألايغمطه أحد ودور السودان وموقفه من القضية العربية ظل ثابتا عبرالحقب التاريخية والسياسية المختلفة لم يتزحزحزح حتي حين اعترضت دولة لبنان علي ضمه لجامعة الدول العربية لتشكك قادتها في (عروبة) أهل السودان وبرغم ذلك ماانفكت لبنان ودول الجامعة العربية يغذون السير تخب ركائبهم تلقاء تل أبيب.