الجميلة والوحش
رقّ قلب فنانة غرافيتي أفغانية شابة عبر رسومات متقنة لها آخذة في الانتشار، معبّرة عن القلق والحزن والرعب مما ستعانيه بنات بلدها الموجودات في الداخل هناك، وهي بريشتها ترجمت مشاعرهن كما ترى وهنّ في مواجهة واقع سياسي صعب.
شمسية حساني رسامة.. لا تتنبأ ولا ترمي تهماً.. هي استرجعت بذاكرتها فقط صوراً للمعاملة الوحشية والقاسية التي تعرضت لها النساء في أفغانستان من زواج قسري والحرمان من التعليم وسماع الموسيقى والفقر المدقع، وحتى عقوبة الرجم.. ومع كل التطمينات والمرونة اللتين أبدتهما حركة طالبان مع دخولها المفاجئ بالنسبة لنا عالأقل.. فإن ذعراً حقيقياً واضحاً دبّ في قلوب النساء، ولهذا ظهرت كلاريسا وورد، مراسلة CNN، مرتدية الوشاح، ولن أقول الحجاب (فهي مسيحية وغير ملزمة به)، في لقطة وصفتها بغير المتوقعة، وهي تقف وجهاً لوجه أمام مسلحي الحركة ومن أمام مقر السفارة الأميركية! هذه المرأة الأجنبية ستكمل ممارسة عملها في أفغانستان بالتأكيد وستستلم مقابله راتباً مجزياً، ولن تتعرض للأذى أو الخطر أو حتى المنع والإيقاف.. بينما المرأة الأفغانية المواطنة مرعوبة من منعها من مواصلة التعليم في كل مراحله.. ومهددة بالحرمان من العمل، وبالتالي انقطاع المدخول المادي.. وتدهور الأوضاع. فهل سترحم الحركة، التي وعدت النساء الأفغانيات (بنات البلد) بمعاملة أفضل؟.. هل ستسمح لهن بمواصلة العمل والرزق الحلال؟ خاصة أن أصحاب المحال سارعوا إلى إبداء الالتزام والتعاون مع ايديولوجيا الحركة وبيضوا وطمسوا صور النساء من على واجهات المحال، رغم أن الصور كانت للدعاية عن نشاط المحل؟
مبكٍ ومؤلم جداً فرار آلاف الناس ذعراً في مطار كابول وسقوط آخرين قتلى من السماء، رحمهم الله..
ومضحك جداً ما كتبه أحدهم معلقاً في تويتر على الأميركية وورد: «تحجبتي عشان طالبان...طيب لو الفصل كله حضور كامل.. كنت حتلبسي النقاب.. مثلاً»؟!
*نقلاً عن "القبس"