كُنْ أصولياً.. وعش سعيداً
ما يجري في الكويت في عشرات الأصعدة من فساد، وسرقات، ومراعاة خواطر بانتقائية، وتأخير في انهاء المشاريع بأسعار أضعاف أضعاف ثمنها الحقيقي، وأمثلة فساد وإفساد وذمم واسعة كالمحيطات لا يمكن أن نغطيها بهذه السطور المتواضعة.. دهشت عندما وردني خبر عن قيام جهاز متابعة فساد ألماني بتعداد أوجه الفساد في بلدنا الحبيبة كويت الخير، التي أحالها الفاسدون لكويت الفساد!
أحد الإخوة بعث لي قائمة بقضايا الفساد.. «الناقلات – الصندوق الماليزي – صندوق الجيش – ضيافة «الداخلية» – صفقة اليورفايتر – صفقة الكاركال – الداو – الأوفست – محطة الزور – سرقة التأمينات – البنغالي – الإيداعات المليونية – التجسس على المواطنين – غسل الأموال....».
وتساءل الأخ في نهاية خبريته: هل في ملف تم حله؟!
***
والموضوع الذي تم إثارته اليوم وقد أثرته في السابق ولكن ذكرتني به تغريدة لعميد الصحافة الكويتية الاستاذ أحمد الجارالله يقول فيها: «أفضل شهادة هي شهادة كلية الشريعة، تتخرج فيها لتعمل كمحامٍ، معلم، محاسب، معاملات إسلامية، إمام وخطيب، ومحفظ ومراقب شرعي، وعاقد زواج وطبيب شعبي، ورقية شرعية، وطرد الجن، ووكيل نيابة، قاضي، مستشار شرعي، باحث قانوني شرعي، مفسر أحلام.. واللهم زد وبارك إنها منافع شهادة كلية الشريعة السهلة المنال».. انتهى
وأنا لقبت منذ سنة هذه الكلية بالكلية التي لا لزوم لها، ذلك عندما فُتحت كلية الحقوق عام 1967 كان اسمها كلية الحقوق والشريعة، ودرسنا الشريعة على يد أفقه فقهاء الدين الإسلامي فقد كانوا أساتذة كباراً في الأزهر الشريف، وأتحدى أن تقوم كلية شريعة الكويت التي يقودها السلف والإخوان بتعليم طلبتها عُشر ما تعلمناه في كلية الحقوق والشريعة، قبل أن تفصلها أو تفصلها إحدى حكوماتنا على مقياس أصوليي السلف والإخوان لكي يرضوا عنها ويسيروا في ركابها.. ويقال ـــ وهذا أمر من السهل تصديقه ـــ إن أساتذة في هذه الكلية يعتنون ويديرون بالهم بالعلامات لمن ينتمي لعقائدهم المتشددة (إخوان – سلف).. يعني طالب إخونجي يدرسه مدرس إخونجي.. هذا الطالب يكتب له النجاح وهو مستلقٍ على فراشه في المنزل!
ورأينا بعض مدرسي هذه الكلية المثيرة للجدل، يدانون في جرائم ارهاب وتمويل ارهاب وشق وطعن وحدتنا الوطنية الاسلامية ومحاربة أنظمتها للاستيلاء على الحكم، كما حصل في مصر، وانتبهت له تونس الآن وأزاحتهم عن المجالس التشريعية والوظائف الحكومية الرفيعة المستوى وحصل ذلك في معظم دول الخليج الشقيقة، ما عدا هذي الكويت صل على النبي، وهذا وجه صارخ من أوجه الفساد في نظري شخصياً، ففي الكويت فقط من دون دول العالم قاطبة «كن أصولياً تعش سعيداً» والدليل الساطع الكلية التي لا لزوم لها كلية الشريعة والدلال غير المسبوق للكثير من خريجيها وأساتذتها!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
* نقلا عن "القبس"