
الصحراء العربية التي دخلت قلوب الرحالة و المستشرقين
رجال كثيرون، و نساءٌ ايضاً ، أداروا ظهورَهم للثورة الصناعية الكبرى و ناطحاتِ السحابْ و بيوتِ الراحةِ و الرَفاه ، مستجيبين لنداءِ الصحراء التي أوقعتهُم بغرامِها،لتعيدَ صياغةَ اسمائِهم ثم تمنحَهُم ألقاباً تسهّل عليهم مواجهةَ بحرِ الرمال المتلاطم الذي يدعى: الصحراء العربيةبول مرسيل كوربورشوك هو خليطٌ من رحالةٍ و دبلوماسيٍ و مستشرقٍ و أكاديمي متخصص في الحضارة البدوية. في ستةِ أشهر من عامِ 1989 اخترقَ بول مارسيل طريقَ الرمال من الجوف إلـى حفر ابن رْخيص، ثم عليم العطش، ليتجه بعدَها إلى جنوبِ شرقِ النُفود فيصلَ جُبّة و منها إلى قَنا فحائل.قرارُ التَرحال الطويل هذا، لم يكن وليدَ خاطرٍعابر، بل هو قرارٌ قديم اتخذه بول مارسيل و هو طالبٌ في جامعة القاهرة.في العَقد الثاني من القرن الحادي و العشرين يعودُ بول مرسيل إلى حيثُ هوى فؤادُه في سبعينياتِ القرن الماضي، نفَضَ الغُبَارَ عن خرائِطه القديمة مستعيداً محطاتِ رِحْلَتِه ليعود إليها مستعيداً تلك الأيامَ و ذكريات الشعر و الشعراء في رحلته الجديدة في " الرحالة الأخير"