"النهام".. صوت من بحر الخليج يعيد ذاكرة البحارة

نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط

على "مواويل" الخليج العربي التي يتغنى بها "النهام" ذلك الشخص الذي يرافق البحارة على ظهر"البانوش" تلك السفينة التي تقلهم إلى أوساط الخليج العربي لصيد اللؤلؤ، قضى التطورالصناعي على تاريخ مهنة بحارة الخليج وصائدوا اللؤلؤ إضافة إلى "النهامين"، إلا أن ذلك لم يلغ تاريخهم، ففي مهرجان "الساحل الشرقي" الذي يحتضنه منتزه خادم الحرمين الشريفين في واجهة الدمام البحرية في كورنيش الدمام تغنى أشهر نهامي الخليج بما جادت به ذاكرتهم من مواويل شهدتها فضاءات الخليج العربي آنذاك.


ويروي "النهام" صالح العبيد الذي ينحدر من عائلة نواخذة وغواصين باحثين عن اللؤلؤ ما ورثه من هذا الفن عن أبيه وجده، مبديا تخوفه أن يطوي النسيان فن "النهمة" الشعبي وحرمان الأجيال القادمة من التعرف عليه، ويقول العبيد: "إن النهام يجب أن يتمتع بصوت شجي بحيث يؤدي أغاني البحر أو ما يسمى بالنهمة والمرتبطة برفع أشرعة السفن وإنزالها أو كما يطلق عليها البحارة الخطفة".


ويعدد العبيد الصفات الواجب توافرها في "النهام" من قوة الصوت وطبقاتها كي يزود البحارة والغواصين بالطاقة من خلال ذكر الله، لافتاً إلى أن مهنته تعتبر أساسية في أي رحلة غوص ولا تكاد تخلو الى سفينة صيد من نهام إلى ثلاثة يتقاضون أضعاف ما يتقاضاه الغواصين.


ويتذكر العبيد أبرز من عملوا في هذه المهنة حيث مازال كبار السن يتذكرونهم من بينهم "سلطان فرحان البوعنين، وحسن بوعلي الدوسري، ومصبح، وبلال بركة، ويوسف الخليل، وإسماعيل بو علوص، وهوجان من دارين" مطالباً جمعية الثقافة والفنون بتوثيق تلك الأسماء حتى لا يضيع تاريخ نهامي المنطقة بسبب قلة الدراسات والتوثيق، مشيراً إلى إن أكثر الصعوبات التي تواجههم أثناء رحلات الصيد تقلبات الأجواء، مبيناً انه في سنة 1924م من السنوات الصعبة والتي سميت "بسنة الطبعة" أو ما يطلق عليه أبناؤهم بتسونامي الخليج.


ومن الأهازيج المشهورة التي قالها العبيد: "الزين ماش على تمهل- ينقل قادمة بالنبانة- خلقه تعظم وله قامة- كما غصن ناشي- ياليت والله يخليه يوم عندي أمانة- أوصاف وجهه كدوزة من خيار القماشي- وإلا كما شهر في المنصف مقدم وهانه- عين لحكمه طاع له كل عاصي- وكم يا قلب قاسي لينة كاللبانة- وأنا صدفني المليح ناشر مع العصر ماشي- بو جعد كاسي وله حفة رديحة ملانة- ان قلت له اخطر سنانا قال أنا اتبع خلاصي- أمشي على كيف راسي ما اتبع أهل الجفانة".


ويردد أهزوجة شعبية أخرى من أهازيج رقصة الدانة البحرية يقول فيها: "جاني والمغيبة تخرج كل بحرة- كل من قال فارقت المكاني- وأربعة أحوال تحسبها يسفره- كنت لا غبت ما تمض ثمان- والمخبر يقول في رأس عبرة- وان عزمت السفر أخرت عاني- كل يومي تقول العزم بكرة".

انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة