أزمة وستمضي.. كلنا مسؤول
يوما بعد يوم يتنامى القلق الدولي مع تسارع تفشي فيروس كورونا «حمانا الله وإياكم منه»، الفيروس الذي وصفه مدير عام منظمة الصحة العالمية بأنه لا يحترم الحدود ولا يفرق بين الأجناس ولا يهمه حجم الناتج المحلي الإجمالي لأي دولة كانت، ونرى من خلال أيام تلك الأزمة المعنى الحقيقي لمفهوم «إدارة الأزمات» من خلال الإجراءات الاحترازية والوقائية السريعة التي تعمل عليها العديد من الدول لحماية مواطنيها والمقيمين فيها، بالإضافة لدعم قطاع الأعمال.
المسألة ليست بشماتة والعياذ بالله كما قد يعتبرها البعض، لكن في الوقت الذي اخفت فيه بعض الدول عن حالات الإصابة بالفيروس وأخفت قرب انهيار أنظمتها الصحية بالإضافة لشلل اقتصادها الداخلي نجد أن حكومة المملكة «حفظها الله» تتعامل مع الحدث بكل شفافية للمحافظة على صحة الإنسان وسلامته وتوفير كل أسباب العيش الكريم له، فالمملكة اتخذت العديد من الإجراءات الاحترازية للمساهمة في حماية المواطنين والمقيمين فيها للحد من انتشار الوباء، ولم تتخل المملكة عن مواطنيها الذين كانوا خارج المملكة خلال الأيام السابقة، وأطلقت مبادرات مليارية عاجلة لمساندة القطاع الخاص خاصة المنشآت الصغيرة والمتوسطة والأنشطة الاقتصادية الأكثر تأثرا من تبعات هذا الوباء.
نريد وعيا ولا نريد ذُعرا، فالمسؤولية في التعامل مع هذا الفيروس مسؤولية مشتركة من الجميع، وصحة وسلامة المواطنين والمقيمين تأتي في المرتبة الأولى لأولويات العمل الحكومي، وما نراه في المملكة من تعاون وتلاحم وتكاتف وبشكل قوي لأفراد المجتمع وجميع الجهات العامة والخاصة يعكس العزيمة القوية للانتصار على تلك الأزمة بحول الله وبأسرع وقت ممكن، وباختصار نجد أن الجميع يقف صفا واحدا وراء القيادة الرشيدة في مواجهة هذا الحدث الاستثناني وبأقل الأضرار.
حكومة المملكة لم تبخل على الوطن والمواطن بشيء، وبالتالي فمن واجبنا أن نساند جميع مؤسسات الدولة التي تعمل بشكل مباشر وغير مباشر في مواجهة هذا الوباء، وأيضا مساندة القائمين عليها والعاملين فيها ليلا ونهارا، فنحن أمام أزمة تتعلق بصحة وسلامة كل فرد داخل هذا المجتمع سواء كان مواطنا أو مقيما، وذلك يتطلب مسؤولية مجتمعية مشتركة وتطبيق كل ما تم إعلانه من قرارات وإجراءات احترازية.
من خلال تلك الأزمة سنتعلم العديد من الدروس، ومن أهم الدروس أن تلك الأزمة كشفت لنا كذبة الابتزاز السياسي بما يعرف بـ «حقوق الإنسان» لبعض الدول الأجنبية في اجتماعاتها الدولية خلال السنوات الماضية والتي يتم من خلالها انتقاد المملكة بشكل خاص، فما تقوم عليه المملكة من خلال إدارة تلك الأزمة تجاه مواطنيها والمقيمين على أرضها هو رد بالأفعال وليس بالأقوال فقط، ومن كان يشكك في ذلك من إعلام أجنبي وحاقد سيجد نفسه الآن في موقف مخجل بعد أن رأى العالم «أجمع» الفرق بين ما تقوم عليه المملكة وبين ما تقوم عليه غيرها من الدول في ما يخص الأمن الصحي للإنسان دون تمييز سواء «مواطنا أو مقيما على أرضها».
ختاما: تلك الأزمة ستمضي رغم قسوتها ومرارتها، ويبقى وعي المواطن والمقيم والالتزام بالحملات الوقائية هو الأساس، حفظ الله مملكتنا وقادتها وحمانا الله وإياكم من كل مكروه.
نقلاً عن "اليوم"