«كورونيات» في العيد
بالتأكيد يَصدق قول المتنبي: «عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ» هذه المرة! فالجميع في منازلهم والمعايدة عن بعد! نسأل الله أن يرفع عنا هذه الغمّة، وأن نحتفل قريبًا بالقضاء على الفيروس اللئيم، والعودة سالمين لحياتنا الطبيعية.
المعايدة عبر برامج الاتصال المرئي أروع مبادرة تتماهى مع أجواء العيد، الرائع أنها تقرب الجميع في وقت واحد من مدن مختلفة، ويمكن حفظها والعودة إليها لاحقًا.
«هذا الأسبوع هو التحدي.. إما انحسارًا وإما انتشارًا» عبارة لا يملّ ترديدها متصدرو الإحصاءات ومدعو المعرفة العلمية، بينما الخبر الأكيد لدى اللجنة المعنية بمتابعة مستجدات الوضع الصحي لفيروس كورونا الجديد فقط.
تزايد نسبة المصابين من المواطنين خلال الأسبوع الماضي يؤكد أن مسؤوليتنا تكمن في التباعد الاجتماعي والالتزام الفعلي لتعليمات وزارة الصحة، وليس مجرد إلقاء التهم على العمالة وعلى سكن العمالة وعلى كل الأسباب دون أن نفكر في سلوكنا نحن!
يتحسّر البعض على انقضاء أيام الحظر الماضية دونما فائدة؛ الندم لن يعيد تلك الأوقات، التحدي الحقيقي هو أن تنظر بإيجابية وتستغل الأيام المقبلة قبل العودة إلى الأعمال بشكل كامل.
أجزم بأنني استفدت من فترة الحجر بشكل مرضٍ، فقد قرأت كثيرًا وأنجزت كثيرًا من المهمات المنزلية المتأخرة والمشروعات الشخصية المؤجلة: أستطيع إيجاز الوصفة بالتخطيط المنطقي والمعقول لإنجاز مهمة أو اثنتين في اليوم، دون الوقوع في فخ المهمات والأهداف الكثيرة جدًا ثم عدم إنجاز أي منها!
خلال الحجر لا شكر يعلو فوق شكر ربات المنازل، ممن تحملن وجود الأزواج والأبناء على مدار الساعة، وأضحين يعملن دون توقف، والأهم استطعن إدارة المنزل وسط هذه الأجواء والظروف الصعبة.. شكرًا لَكُن سيداتي.
انتهى الشهر الفضيل ولا تزال المسلسلات السعودية تدور في فلك «طاش ما طاش»، بل ازداد الأمر سوءًا على مستوى السيناريو والتمثيل، لدرجة أن كثيرين يتجاهلون الجديد في مقابل الاستمتاع بما تعرضه قناة ذكريات من قديم الدراما السعودية، فقط «أوريم» هو الاستثناء الوحيد، وقد يكون السبب قصر مدته كما لو كان مقطعًا يوتيوبيًا مكبسلًا.
«برنس» محمد رمضان أعاد الوهج من جديد للمسلسلات المصرية الرمضانية، وجعل المشاهدين يتفاعلون مع شخصياته المتصارعة وأحداثه المتلاحقة حتى ليلة العيد.
صحيح أنه تباعد اجتماعي لكنه تقارب أسري بامتياز.. تذكر أنها فرصة لن تتكرر.
إحدى طرق قضاء الوقت في الحجر هي الاطلاع على ما يكتبه مهووسو نظريات المؤامرة، والمؤمنون بالخطط السرية للقوى العظمى، حبكة قصصية مسلية، وسردٌ لا يمل!
كل التحية لمن نجح من متحدثي الجهات الحكومية، ممن يَصلون الليل بالنهار ويجتهدون في إيضاح المعلومات وملاحقة مروجي الإشاعات والمعلومات المضللة، التحية الأكبر لفرق العمل المميزة التي تعمل معهم خلف الكواليس.
في هذه الأيام المباركة نستذكر نعمة الأمن والأمان وتوافر الخيرات في بلادنا.. اللهم أدمها من نعمة واحفظها.
* نقلا عن "الرياض"