وزير فرنسي حزين على لبنان.. وناشطون غاضبون: "ألا تخجلون؟"

نشر في: آخر تحديث:
وضع القراءة
100% حجم الخط

لا يزال الفيديو الذي ظهر فيه وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، يحض الحكومة اللبنانية والمسؤولين على البدء بعملية الإصلاح يلقي بظلاله على الشارع في لبنان الذي يئن تحت ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة.

فوسط تدهور اقتصادي غير مسبوق يشهده لبنان منذ نحو عام، وانهيار قيمة العملة الوطنية في بلد بات 45% من سكانه يعيشون تحت خط الفقر، وطالت البطالة فيه أكثر من 35% من القوى العاملة، حض لودريان السلطات اللبنانية على الشروع في إصلاحات للحصول على دعم مالي من المجتمع الدولي وإنقاذ اقتصاد البلاد من الانهيار. وقال في مجلس الشيوخ الفرنسي: "هناك اليوم خطر انهيار. يجب على السلطات اللبنانية أن تستعيد زمام الأمور وأسمح لنفسي أن أقول لأصدقائنا اللبنانيين: نحن حقاً مستعدون لمساعدتكم، لكن ساعدونا على مساعدتكم".

مادة اعلانية

وإذ أعلن الوزير الفرنسي أنه سيزور لبنان "خلال بضعة أيام"، ذكّر بأن حكومة رئيس الوزراء، حسان دياب، التي تشكلت في كانون الثاني/يناير بعد أزمة سياسية دامت أشهراً، كانت قد تعهدت بإجراء سلسلة إصلاحات في "مهلة 100 يوم".

كما تابع: "هذه الإصلاحات لم تُجرَ. نعلم ما يجب القيام به بالنسبة للشفافية، وتنظيم قطاع الكهرباء، ومكافحة الفساد، وإصلاح النظام المالي والمصرفي. لكن لم يتحرك ساكن"، مبدياً "قلقه البالغ" إزاء الأوضاع في لبنان.

ولاحقاً أضاف لودريان: "من الواضح تماماً عدم وجود وعي كاف لدى مجمل الشركاء السياسيين لخطر الانهيار".

وعلى الرغم من أن كلام المسؤول الفرنسي جاء قبل يومين، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي ضجت به على مدى الساعات الماضية.

"ألا تخجلون؟!"

وعلق عدد من المغردين على المقطع القصير قائلين بتهكم: "وقفت على الإصلاحات، انقطاع الكهرباء سنة 2020 يعتبر خيانة عظمى، الجماعة يبدعون بتحويل الوطن إلى ركام".

في حين اعتبر البعض الآخر أنه يجب محاكمة المسؤولين في لبنان، وأنه يجب أن يخجلوا من ما يوجه لهم من اتهامات من دول كبيرة.

إلى ذلك، أبدى العديد من اللبنانيين خجلهم من هذا الكلام، متوجهين إلى المسؤولين بنبرة غاضبة ومتسائلين :" ألا تخجلون؟!".

"لن تتمكن من القيام بأي شيء إذا.."

ويشهد لبنان أزمة غير مسبوقة، وهو طلب مساعدة من صندوق النقد الدولي بعد الإعلان عن خط إصلاح وإنعاش اقتصادي لم تطبق بعد. لكن المفاوضات مع صندوق النقد تراوح مكانها، وقد أقرت مديرة الصندوق، كريستالينا جورجييفا، نهاية حزيران/يونيو بعدم وجود أي اختراق يلوح في الأفق.

يذكر أنه في كانون الأول/ديسمبر اجتمعت مجموعة الدعم الدولية للبنان التي تضم دولاً أوروبية وعربية، برعاية فرنسا واشترطت إجراء سلسلة إصلاحات "طارئة" لتقديم أي مساعدة مالية.

وساهمت الأزمة بالبلاد في إطلاق انتفاضة شعبية غير مسبوقة في تشرين الأول/أكتوبر ضد مجمل الطبقة السياسية المتهمة بالفساد وسوء الإدارة.

انضم إلى المحادثة
الأكثر قراءة مواضيع شائعة